إبراهيم رئيسي.. ومسيرته قاضياً ورئيساً مُعيناً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عندما يُقال لهم أذكروا محاسن موتاكم عند ذِكر اسم الملا إبراهيم رئيسي رئيس جمهورية الملالي؛ يقول الإيرانيين ومن أين لِمن قتل وعذب وظلم وجوع محاسن لكي تُذكر.. فلم يفعل رئيسي ما يؤهله لذكره بالحُسنى، وقد لعنه ذوي الضحايا والمظلومين والمُضطهدين والمعذبين في السجون والجياع والمشردين في حياته وبالتالي لن يترحموا عليه بعد مماته وهذه رسالة لباقي عناصر النظام الذين أسرفوا في غيهم وبغيهم بحق الشعب الإيراني وشعوب المنطقة.
قبل تعيينه من قبل علي خامنئي رئيساً لجمهورية الملالي، كان رئيسي قاضياً ومسؤولاً نافذاً في نظام الملالي القضائي، ولقربه من رأس النظام تورط في العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك دوره في "لجنة الموت" التي أعدمت عشرات آلاف السجناء السياسيين عام 1988 وأحداث دموية أخرى في سجل نظام الملالي الدموي.
تنفيذ سياسات النظام
خلال فترة رئاسته لم يُظهر رئيسي أي توجه يُبت مصداقيته ومن عينه فيما يتعلق بالأوضاع المعيشية للطبقات الضعيفة في المجتمع التي تشكل غالبيته؛ بل على العكس كان منفذاً لسياسات الولي الفقيه وما يسمى بـ الحرس الثوري وهي الغاية من وضعه في منصب رئيس الجمهورية حيث قام بتعزيز الممارسات القمعية في الداخل، وكذلك عزز هيمنة الحرس الثوري على الاقتصاد الإيراني، بالإضافة إلى تصعيد حملات الإعدام، وواصل مسيرة النظام العدائية خارجياً كالتدخل في شؤون الدول المجاورة.
الشبهات المُثارة حول مقتل رئيسي
أثار الغموض المرافق للظروف المحيطة بمقتل رئيسي العديد من التساؤلات والشكوك والشبهات خاصة في ظل تناقضات تصريحات مسؤولي نظام الملالي، وعدم الشفافية في إعلان الأسباب الحقيقية للوفاة، كما أن تعامل السلطات مع الموضوع بسرية شديدة وإخفائه للصندوق الأسود للطائرة يزيد من هذه الشكوك.
تحوم العديد من الشبهات والتكهنات حول الأسباب الحقيقية وراء مقتله حول مقتل رئيسي ووفاته المفاجئة، وما إذا كانت هذه الوفاة تحمل في طياتها صراعا داخلياً وتآمراً سياسيًا داخل النظام الإيراني المعروف بصراعاته الداخلية بين مختلف فصائله المختلفة، ويستبعد الجميع أن مهلك رئيسي نتيجة لعمل إرهابي خارجي لكن الآراء تجتمع على أن مقتل رئيسي نتيجةً لتصفية حسابات داخلية بين هذه الفصائل خاصة أولئك الذين يشعرون أن نفوذ رئيسي يتزايد على نحو يهدد مصالحهم، أما سياسة تصفية الخصوم السياسيين داخل أروقة نظام ولاية الفقيه فهو أمراً مألوفاً واليوم يتصاعد ليصل إلى صلب النظام الإيراني.
مصير خامنئي ومستقبل النظام والتداعيات المحتملة
مع تقدم سنّ خامنئي، تثار تساؤلات حول من سيخلفه ويتصاعد صراع الذئاب حول مستقبل النظام الإيراني بعده ولمن تكون الامتيازات.. الصراع القديم المتجدد الذي وصل اليوم إلى أشد مراحله دموية وقد وصلت إلى مقتل رئيسي وإزاحته ومن معه من مشهد الاحتراب الداخلي حتى في أوساط تيار خامنئي نفسه، إذ يسعى الجميع إلى تفادي لحظات غياب خامنئي وحسم الصراع على السلطة لصالح الحرس ومن معه وهو الأمر المُرجح حدوثه في المرحلة المقبلة قبل نفوق خامنئي.
لم يكن رئيسي رئيساً للجمهورية، إذ لم يكن سوى أداةً لتعزيز سطوة الإجرام في النظام الإيراني مما جعل منه رمزاً متقدما في مسيرة نظام الملالي القمعية في إيران، وأداة إجرامية لقمع المعارضة.
ختاماً ستكون الأيام القادمة حاسمة بالنسبة لمصير خامنئي ومستقبل النظام الإيراني، ومع تقدم خامنئي في السنّ تزداد التساؤلات حول كيفية انتقال السلطة ومن سيقود البلاد في المستقبل في ظل تفكك النظام وتهاوي دوائره المتصارعة، لكن الأمر المؤكد أن شرارة ثورة الشعب الإيراني لن تنطفئ وأن النظام بات قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وأن إيران الغد ببرنامج المواد العشر الذي تتبناه السيدة المناضلة مريم رجوي ويلبي طموح كافة مكونات الشعب الإيراني ويباركه أحرار العالم هو المطلب الأنسب لمستقبل إيران والمنطقة على حد سواء.