فضاء الرأي

الهدف الرئيسي من حرب غزة

إنّ هدف إسرائيل وأميركا والدول الغربية من هذه الحرب هو الإبادة الجماعيّة لِلفلسطينيّين والقضاء عليهم وتشريد ما بقي منهم على الحياة خارج وطنهم
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

منذُ نشأة ما يُسمّى (دولة إسرائيل) على أرضِ فلسطين عام 1948، بِدعم من بريطانيا الاستعماريّة، منذ ذلك التاريخ والشعب الفلسطينيّ يعيش في جحيم الاحتلال الغاصب، قتلاً وجرحاً وتسجيناً وتعذيباً وتشريداً... حيثُ أصبح الملايين من الفلسطينيين في الشتاتِ لاجِئينَ في بلدانِ غير بلدهم، يعيشون في مُخيَّماتٍ تفتَقِر لأبسط مُستَلْزَمات الحياة.

ومنذُ ذلك التاريخ والفلسطينيّون يتعرّضون لأبْشع أنواع الإذلال والتّنكيل من طرف المُحتلّ الإسرائيليّ إلى اليوم: تهديم للبيوت، وتقتيل واعتقال للشباب وتعذيبهم في السجون، بالإضافةِ إلى اغتيال قادة المُقاومة، وبناء مستوطنات يهودية وإنشاء الجدار العنصري والطرُق الالتفافيّة مع إنشاء حواجز إسمنتية وتقسيم البلدات الفلسطينيّة من أجل عرقَلة تَنقُّل المواطنين قَصْداً، وتفتيش الفلسطينيّين في هذه الحواجِز.

وللإشارة، فقد أصدر مجلس الأمن الدولي العديد من القرارات في شأن تسوية القضية الفلسطينية، إلّا أنها لم تعرف سبيلها إلى التنفيذ، ومن هنا، وَجَبَ طرح سُؤالٍ عريض: ما هي الجهات التي تُعرقِل عمل هذه "المُنظَّمة" التي يُقال عنها "دوليَّة"، وما الهدف من تعطيل عملها؟

وها هي إسرائيل اليوم تقوم بإبادةٍ جماعيّة للشعب الفلسطينيّ في غزة، قتلى وجرحى بالآلاف في صفوف المدنيّين العُزَّل الآمنين في بيوتهم، مُعظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، و"المجتمع الدوليّ" يتفرّج في أبشع الجرائم الإنسانيّة في تاريخ البشريّة.

إن المُقاوَمة الفلسطينيّة في غزة وعلى رأسِها حركة حماس، تُواجهُ أعتى جيوش العالم المُدَجَّجة بأحدث الأسلحة من طائرات ودبّابات وصواريخ وغيرها من الأسلحة الأميركيّة، لقد كبَّدت المُقاومة الفلسطينيّة "الجيش الذي لا يُقهَر" خسائرَ فادِحةً في أرواح الجنود وعتادهم الحربيّ؛ خسائر جسيمة جدّاً لا تُصرِّح إسرائيل إلّا بالقليل منها حتّى لا ينتفِض المُجتمَع الإسرائيليّ ويَثور على المسؤولين السياسيّين والعسكريّين، الذين كانوا السبب في الدّخول في حرب لا تنتهي، وهم يُدرِكون حقّ الإدراك أنّهم لا يستطيعون القضاء على حركة حماس وفصائل المُقاوَمة الأخرى، ولو استمرّت الحرب لِسنوات.

لقد انهَزمت إسرائيل أمام حماس لا شكّ في في الأمر، إلّا أنّها لا تَبوحُ بذلك، ويتّضِحُ ذلك من خلال تصريحات مسؤوليها السياسيّين والعسكريّين، تصريحات مُتناقِضة كلّها أكاذيب مفضوحة لا صِلَةَ لها بالواقع، تصريحاتٌ في ظاهِرها الانتصار وفي باطِنِها الانهزام الذريع.

رغم كل التصريحات والتحليلات السياسية والعسكرية التي تأتي من هنا وهناك، فإنّ الهدف الرئيسيّ والأساسيّ من هذه الحرب الشعواء واضح وجَلي لا لُبسَ فيه.

إقرأ أيضاً: الفساد المُتجَذِّرٌ في دول العالَم الثالِث

إنّ هدف إسرائيل وأميركا والدول الغربية من هذه الحرب هو الإبادة الجماعيّة لِلفلسطينيّين والقضاء عليهم وتشريد ما بقي منهم على الحياة خارج وطنهم فلسطين، من أجل ترسيخ أركان "الدولة اليهوديّة" بالاستيلاء على كل أرض فلسطين، لتكون خاليَةً إلا من اليهود.

كلّ ما تقوم به منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدوليّ والمنظمات الحقوقيّة والإنسانيّة وكل ما يقوم به القضاء الدولي تجاه إسرائيل هو أشبه بمسرحيات، البطل فيها أميركا والدول الغربيّة التي تعمل جاهِدةً في تحقيق هدفها الرئيسي، من وراء هذه الحرب الهمجيّة، أَلا وهو قيام "دولة إسرائيل" آمِنَةً ومُستقِرّة ومتينة البنيان وثابِتة الأركان.

إقرأ أيضاً: قرار مُجحف في حقّ الفلسطينيّين

ولكنّ في ظلّ الأوضاع المزرية الحالية التي يعيشها الجيش الإسرائيلي في غزة، جرّاء بسالَة رجال المُقاوَمة وأساليبهم ومنهجيتهم في القتال، يستحيل أن تُحقِّق إسرائيل وأميركا والغرب هدفَها الذي خطّطت له وأعدَّت له كلّ الإمكانيات العسكرية واللوجيستيّة والاستخباراتية وغيرها.

لا يُمكن لإسرائيل وأميركا والغرب الخروج من وَحَل غزة إلّا بالرضوخ لشروط حركة حماس، بوقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وفتح جميع المعابر لإدخال المساعدات لأهالي غزة وإعادة إعمار ما دَمّرتهُ الآلة الحربيّة الإسرائيلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كيف ..ولماذا ..ومتى ؟
قول على طول -

يقول السيد الكاتب : لا يُمكن لإسرائيل وأميركا والغرب الخروج من وَحَل غزة إلّا بالرضوخ لشروط حركة حماس، بوقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وفتح جميع المعابر لإدخال المساعدات لأهالي غزة وإعادة إعمار ما دَمّرتهُ الآلة الحربيّة الإسرائيلية...انتهى الاقتباس ولكن لم يقول لنا كيف ومتى ولماذا الرضوخ ؟ انتهى

إحصاء الجثث لا يفت في عضد طلاب الحرية ،،
رياض -

العدو الصهيوني النازي الإرهابي المجرم الجبان يحصي الجثث ، يظن انه كلما أمعن في قتل المدنيين أطفال ونساء وشيوخ ودمر المدن على ساكنيها ، ان المقاومة ستهزم وان الشعب سيسلم وهذا العدو الجبان المستأسد على المدنيين لا يتعلم من تجارب الشعوب التي قاومت الاحتلال من فيتنام إلى الجزائر مروراً بأفغانستان، و ان عدّاد الجثث لا ولن يثني الشعوب عن طلب الحرية مهما كانت التضحيات ، وانه كلما توحش الاحتلال قربت نهايته ،،

الأصنام التي صنعها الغرب الرسمي المتمدن المتحضر اكلها في لحظات ؟!
بلال -

الأصنام التي صنعوها وجعلوها الهة للعالم الحرية الديمقراطية حقوق الإنسان العدالة ، حرية التعبير والتجمع والاعتراض يأكلونها الان يبدو انها مصنوعة من عجين ، بقمعهم لشعوبهم وكأنها شعوب العالم الثالث ، القمع العنيف ، الإرهاب الفكري والمادي ، الطرد من الوظائف ، هذه الانحياز المقرف لكيان الصهيونية ، مشروع قانون لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية الذي يسعى الكونجرس الأمريكي لاصداره، ردا على مجرد اقتراحها اصدار مذكرة اعتقال نتنياهو ووزير دفاعه ‏لم تعد مجرد معايير مزدوجة‏ فالدولة التي بنت النظام الدولي الحالي تهدمه بنفسها من أجل إسرائيل ،،لقد فضحت غزة العالم الغربي الرسمي واسقطت أقنعته وأصنامه ؟!

سيهزم الجميع ويولون الدبر ،،
بلال -

كتب الصحفي الصهيوني ‏حاييم ليفنسون ‏"إسرائيل ستنهار عام 2029م. بل قبل هذا العام. سيغادر معظم السكان اليهود ولن يبقى فيها الا اقلية حريدية يقدر عددها 25 الف إلى جانب اكثرية عربية. وسيهرب نتنياهو وزوجته إلى ابنهما يائير في امريكا" وجاءت الردود من الصهاينه صادمة. ياحاييم 2029؟ انت متفائل!‏اذا استمر الامر على هذا النحو فإنه عام 2027م يبدو أيضا هدفا غير واقعي. ‏نتنياهو سيهرب هو وزوجته في النهاية.هذه حقيقة وهي فقط مسألة "متى" وليس "إذا" عدد الأشخاص الذين يعيشون هنا منخفض. وسيكون تقريبا مليونين او 3 ملايين.كان الشيخ ياسين قد تنبأ ببداية زوال الاحتلال مع عام 2027م ،،

تم تعويض الشهداء في ليلة واحدة ،،
رياض -

١٥٠ ألف امرأة حامل في غزة، هذه الأيام (تقرير للأنوروا). لقد هلكتم الصهاينة يا شعب الجبارين ،، الجدير بالذكر ان قتلة الأطفال والنساء قد قتلوا قرابة أربعين الف طفل وامرأة في عدوانهم الأثيم على غزة بدعوى القضاء على حماس ، قتلانا في الجنة و الأطفال فيها يشفعون لآباءهم وأمهاتهم ، و قتلاكم وقتلتكم في النار ،،

ومن غزة الباسلة تأتيك الاخبار ،،
صلاح الدين المصري -

القسام يتبنى رسميا ، فجر اليوم ‏"في عملية إنزال خلف الخطوط.. تمكن مجاهدو القسام من اختراق السياج الزائل ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة" لقد اخطأ اليهود باختيار فلسطين ملجأ شتات لهم ، مالها اوغندا ؟!

يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون
بلال -

آخر التقارير الاقتصادية عن كيان الصهاينة النازيين المجرمين ،، ...‏جميعها سلبيه في كل المجالات ‏البنوك .. قطاع السياحه والضيافه‏قطاع الاتصالات والشركات الصغرى والناشئه‏مع نظرة مستقبليه متدهورة ..‏القطاع الوحيد لكويس قطاع بتر الاطراف ،،