صراع الفرس والصهاينة ومهزلة العصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
انتظر العالم أسابيع طويلة الرد المزلزل لحزب الله على إسرائيل، وتوقفت حركة الطيران في شرق المتوسط، وفتحت الملاجئ، وعُطلت المدارس، وشُلّ الاقتصاد، وتوقفت السياحة، ورحل سكان الجنوب اللبناني في هجرة عكسية إلى بيروت، وجاء الرد... فتمخض الجمل وولد فأراً.
لقد فوجئ العالم بحجم رد حزب الله على إسرائيل، فقد كان باهتًا وضعيفًا ومخترقًا من قبل الصهاينة، مما جعل الرد أضحوكة. لو بقي حزب الله يتوعد لكان خيرًا له ألف مرة من هذا الرد الواهن. فلم يعد المتابع العربي يعلم حقيقة الأمور: هل هي لعبة شيطانية بين إسرائيل وحزب الله وإيران لإشغال العالم بما لا طائل منه؟ أم هو اتفاق سري بين إيران وإسرائيل لتستحوذ إيران على باقي المنطقة العربية بالتعاون مع إسرائيل؟
المسألة تبدو وكأن إيران تقضم من الشرق، وإسرائيل تقضم من الغرب، وإلا ما معنى أن ترد إيران في المرة الأولى بضربة مضحكة على إسرائيل، باستخدام مسيرات وصواريخ تعلم إسرائيل والولايات المتحدة والعالم موعد انطلاقها وتعرف لحظة وصولها، فتتلقفها المضادات قبل دخولها المجال الجوي لإسرائيل؟ وما معنى أن إيران ما زالت إلى لحظة كتابة هذه السطور "تدوزن" الرد الهندسي الجميل "المزلزل" على إسرائيل، ثأرًا لكرامتها بعد مقتل إسماعيل هنية على أراضيها؟ وما معنى أن حزب الله يبشر الجميع بخطاب حسن نصرالله بأن الرد قد انتهى، وأن على الجميع العودة إلى منازلهم؟ ما هذه اللعبة السمجة بأدوات الموت؟ وما هذه المقامرة بأرواح الناس؟ ومقابل أي ثمن تموت هذه الجموع من البشر دون أي طائل؟
ظفإما أن تكون حربًا حقيقية وحرب تحرير، وإما أن يكون وقف لإطلاق النار وهدنة، وإما أن يكون سلام دائم. أما البقاء في حالة اللاحرب واللاسلم، والمناوشات على الحدود ومقتل العرب في كل مكان في صراع كاذب بين الفرس والصهاينة، وقوده الناس والحجارة والبيوت الآمنة، فهذا ولا شك مهزلة العصر.
إقرأ أيضاً: المعارضة والوقوف إلى جانب الدولة في الأردن
على الأمة العربية أن تصحو من غفوتها إن كانت غافية، وأن تستيقظ من سباتها العميق إن كانت نائمة. وعلى الجامعة العربية إن كانت جامعة بالفعل لشتات العرب، والدول المنضوية تحت رايتها، أن تعيد حساباتها من جديد. كفى استخفافًا بالعرب. فالعروبة اسم وقيمة ومعنى، سُحقت عبر الأجيال نتيجة لتخاذل الكثير من أبنائها. بعد أن كانت القبائل العربية حاملة لراية الفتح والتوحيد والإسلام تجول في ربوع الصحاري حتى وصلت إلى حدود الأطلسي غربًا، ودكت حصون فارس في الشرق، أصبحنا ندك في بلادنا كعرب ونحن آمنون. فإلى متى تبقى العروبة لعبة في يد فارس وأبناء صهيون والحوثيين وحزب الله والميليشيات العراقية ومن كل الجهات؟
لا بد من وقفة جادة، ومن قمة عربية محترمة غير شكلية، لا تُطبع بياناتها الختامية قبل انعقادها، وبعيدة عن الإعلام والاستعراضات الخطابية، لأخذ موقف جاد فيما يحصل من تطورات خطيرة تطال روح الأمة العربية ومستقبلها وهويتها ودماء أبنائها. والله من وراء القصد، والمجد والرحمة لكل الذين قُتلوا بلا ذنب اقترفوه.
التعليقات
الذنب ذنب من؟
صالح -الذنب ذنب من صدقهم ....!!!!