فضاء الرأي

النظام الإيراني يحاول ألا يحترق بالنار التي أشعلها

ركام القنصلية الإيرانية بدمشق حيث قُتل زاهدي ورفاقه بغارة إسرائيلية في نيسان (أبريل) الماضي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يلفت النظر كثيرًا أنه، وبالرغم من السياسات المشبوهة المختلفة للنظام الإيراني في المنطقة والتدخلات السافرة له في شؤون دولها واستمراره في تصدير الإرهاب وتهديده للسلام والأمن والاستقرار، فإنه بعد التطورات الأخيرة التي أوصلت المنطقة إلى حافة خطر حرب ضروس تهدد الجميع، لم يعد بإمكان دول المنطقة والعالم الاستمرار في تجاهل دور ونشاطات هذا النظام واستمراره في البقاء كخطر وتهديد محدق بالمنطقة والعالم. لكن الذي يجب أن يؤخذ هنا بنظر الاعتبار هو أن على بلدان المنطقة والعالم أن تبادر لاتخاذ مواقف وإجراءات فعالة وحاسمة، وليس كالإجراءات التي قامت باتخاذها سابقًا ولم تحقق النتائج المرجوة من ورائها.

إقرأ أيضاً: خامنئي بين مطرقة توحيد أركان النظام وسندان الإصلاحات

قرارات الإدانة الدولية لانتهاكات حقوق الإنسان، والتي صدر حتى الآن 70 قرارًا، كانت هي الأخرى قرارات غير ملزمة وليست لها أي اعتبارات أو تداعيات أو آثار قانونية يمكن أن تنجم عنها. وفيما عدا العقوبات الدولية التي صدرت ضد هذا النظام على خلفية برنامجه النووي المشبوه وبرامجه الصاروخية، فإنه من المهم جدًا إصدار قرارات دولية ملزمة أخرى تتعلق بجرائمه وانتهاكاته بحق الشعب الإيراني خصوصًا وشعوب المنطقة عمومًا، ولا سيما بخصوص مجزرة عام 1988، التي لو تضافرت الجهود الإقليمية والدولية لإصدار قرار دولي يفرض إجراء تحقيق دولي بشأن تلك المجزرة والعمل من أجل محاسبة ومحاكمة ومعاقبة المتورطين فيها من قادة النظام، لكان من شأنه أن يغير من مسار الأمور والأوضاع في إيران كثيرًا لصالح نضال الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ويمهد للتغيير، ولا سيما أن هناك الكثير من الأدلة الدامغة التي تدين النظام بهذا الصدد.

إقرأ أيضاً: مظاهرة حاشدة ضد بزشكیان في نيويورك

طوال الأعوام الماضية، وخلال كل تلك السياسات المشبوهة والسلبية المضرة بالمسائل المتعلقة بحقوق الإنسان في داخل إيران أو تلك المتعلقة بأمن واستقرار المنطقة، والتي اتبعها النظام الإيراني، ولا سيما على صعيد النشاطات النووية والتسليحية المشبوهة، والتي يمكن القول بأنها قد وصلت إلى الذروة مع تزايد المطالب من داخل النظام وبصورة علنية من أجل صناعة القنبلة النووية، فإنَّ المقاومة الإيرانية كانت الجهة والطرف الوحيد في العالم الذي يتابع هذه القضايا ويقوم بتسليط الأضواء ويفضحها في مختلف المحافل والأوساط الدولية. وإن التذكير بمواقف وخطب مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية، أمام مختلف المحافل الدولية، يمكنها أن تؤسس لتبني المواقف الدولية المطلوبة من الأوضاع في إيران من مختلف جوانبها، ولا سيما عند اتخاذ أيّ خطوة تجاه الأوضاع في إيران. وهي بالإضافة إلى كل ذلك تثبت بجلاء ما نطرحه هنا، وإننا نرى من الضروري جدًا الانتباه لما قد طرحته رجوي سابقًا وأخذه على محمل الجد، لأنه بقناعتنا أشبه ما يكون بخارطة طريق عملية لمعالجة مختلف مشاكل وأزمات المنطقة وإيجاد الحل المناسب والأمثل لها. وخصوصًا من ناحية ضرورة حدوث تغيير جذري في إيران، وذلك من خلال تأييد ودعم نضال الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام. ذلك أن هذه المرحلة الحساسة جدًا تتطلب موقفًا إقليميًا ودوليًا حاسمًا من النظام الإيراني، وإننا نرى أن الفرصة أكثر من مناسبة الآن تحديدًا وبعد أن توضحت الصورة تمامًا وظهر النظام على حقيقته، والذي بعد أن ضاقت الدنيا به لما جره على المنطقة من حروب وأزمات وصار هدفًا، فإنه يسعى جاهدًا من خلال زيارات مكوكية لمسؤوليه لبلدان المنطقة أن يهدئ الأمور من أجل ألا يحترق بالنار التي قام بنفسه بإشعالها، ليس الآن بل منذ بداية تأسيسه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إسرائيل هي التي أشعلت الحروب في المنطقة و هي التي تُهدِّد أمن و استقرار دول المنطقة.
الأستاذ : علي او عمو. -

لقد عمدت إسرائيل، و منذُ إقامة "دولتِها" على الأراضي الفلسطينيّة عام ١٩٤٨ بقوّة السلاح و هي تعتى في الأرض فساداً، تلقّت دعماً ماليّاً و مُساندة لا محدودة من بريطانيا الاستعماريّة، قامت بإمدادِها بالأسلحة و العتاد الحربيّ لمحاربة الفلسطينيّين و تهجيرِهم من أرضهم من أجل إيجاد وَطنٍ لليهود المُشتَّتين في ربوع العالم، و قد نجَحت في ذلك. و منذ ذلك العهد و إسرائيل تتلقّى دَعماً مالياً و عسكريّاً من الدول الغربيّة و الولايات المُتحدة الأمريكيّة و ذلك قَصدَ تثبيت أركان "دولتِها" في منطقة الشرق الأوسط. لم يقتصر دور إسرائيل على إنشاء دولة على الأراضي الفلسطينيّة و إنّما يتعدّى هدفها إلى التّوسُّع في المنطقة و الاستيلاء على مزيد من الأراضي و كذا بسْط نفوذها على دول المنطقة من خلال تطوير قدراتها الاقتصاديّة و العسكريّة لِتُصبح أعظم دولة في الشرق الأوسط . و ها هي اليوم تشنّ حرباً على الشعب الفلسطينيّ من أجل إبادة أكبر عدد منه و تهجير ما تبَقّى منه خارج أرضه لتستوليَ بعد ذلك على جميع ربوع فلسطين، بالإضافة إلى تدخُّلها العسكري في لبنان و تدمير جنوب البلد بهدف إجلاء سكان المنطقة و ضمّها إلى (دولة إسرائيل الكبرى)، علاوة على محاوَلة استيلائها على جزء من سوريا، من أجل تحقيق الفكر الصهيوني القاضي بتوسيع (الدولة اليهودية) وفق الشعار الذي يحمله هذا الفكر (من البحر إلى النهر). إسرائيل هي التي تُهدّد أمن المنطقة العربيّة و استقرارها و ليس إيران، فإسرائيل هي التي تشُن حرباً تلو الأخرى على دول المنطقة، أما الجمهرية الإيرانيّة فهي دولة تسعى جاهدةً إلى تطوير بلدها في جميع الميادين، و بالخصوص في الميدان العسكريّ قصد مواجَهة إسرائيل التي تُهدّد أمنها و أمن حُلفائها في المنطقة. تعمل أمريكا على إضعاف إيران من خلال فرض عقوبات جائرة عليها حتّى لا تُنافس الكيان الإسرائيليّ الذي تريد أمريكا أن يكون هو الأقوى و الأعظم في الشرق الأوسط..