في الأسبوع الماضي، استعرض البرلمان الإيراني الوزراء الذين اقترحهم الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان، وأخيرًا تم تأييد جميع وزرائه في 20 آب (أغسطس) الماضي.

حدث ذلك في حين دعمت ما تُسمى بالتيارات الإصلاحية، ومن بينها محمد خاتمي وحسن روحاني وجبهة الإصلاح، بزشكيان خلال الانتخابات الرئاسية، وحاولوا زيادة المشاركة عن طريق الإعلان وتشجيع الناس على التصويت.

لكن بالرغم من هذا الدعم، كان مستوى المشاركة الشعبية في الانتخابات منخفضًا للغاية، مما أدى إلى هزيمة كبيرة للإصلاحيين. وهذا يُظهر مرة أخرى أن المجتمع الإيراني قد تجاوز الإصلاحيين ولم يعد يثق بوعودهم. إنَّ مقاطعة أغلبية الشعب للانتخابات تُظهر حقيقة أن المجتمع الإيراني نأى بنفسه عن التيارات الحكومية، حتى تلك التي تبدو منتقدة.

أكد إعلان التشكيلة الوزارية لبزشكيان على حقيقة أن غالبية الشعب الإيراني لم يعد لديها أمل في إصلاحات وهمية. هذه المقاطعة الواسعة النطاق من قبل الشعب، خاصة في هذه اللحظات السياسية الحرجة، تعيق التحركات التكتيكية للنظام من أن تكون فعّالة، وتُظهر أن المجتمع قد تحصّن ضد ألعاب السلطة التي تمارسها الحكومة.

في هذه الأثناء، يواصل علي خامنئي اتباع خط توحيد أركان النظام تحت سيطرته، بالرغم من أن مقتل إبراهيم رئيسي، أحد الداعمين الرئيسيين لهذا الخط، وجّه ضربة قوية للنظام. كما أنَّ الأزمات المختلفة والتحديات العميقة التي يواجهها النظام قد أوقعت مشاكل خطيرة في عملية التطهير. ويرى المحلل السياسي عباس عبدي أن خط توحيد أركان النظام تحت سيطرة خامنئي قد فشل، وحتى لو لم يُقتل رئيسي، لكانت التغييرات الحالية قد حدثت في عام آخر.

إقرأ أيضاً: موجة الإعدامات في عهد بزشكيان: مؤشر على ضعف النظام أم قوته؟

وبالرغم من التحليلات المختلفة، فإن إضعاف خامنئي لا يعني تعزيز التيار المعارض في المجتمع، بل يؤدي إلى تفاقم الأزمات الداخلية للنظام. وفي هذا الصدد، يضعف التيار الإصلاحي أكثر فأكثر في المجتمع، وهو أمر يمكن رؤيته بوضوح في هذه الأيام.

لكن، وبالرغم من كل التحديات والأزمات، لا يزال خامنئي يحاول احتواء الانقسامات الداخلية للنظام. الفجوات التي نشأت عندما وصل بزشكيان إلى السلطة وضعت النظام على حافة الانهيار أكثر من أي وقت مضى.