في تطور لافت للنظر، تم إلغاء جميع الرحلات الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في خطوة أثارت الكثير من الجدل والانتقادات داخل الأوساط اللبنانية. تعود أسباب هذا القرار، حسب المصادر المطلعة، إلى ضغوطات مورست من قبل حزب الله، مما اضطر السلطات إلى إغلاق المطار بشكل كامل وتعليق الرحلات حتى إشعار آخر.

في المقابل، وعلى بُعد ساعات قليلة من الحدث، استأنف مطار تل أبيب عملياته بعد توقف دام لبضع ساعات فقط. هذا التباين الشديد في التعامل مع الأوضاع الأمنية في كلا البلدين لم يمر دون أن يثير استياء وانتقادات واسعة بين اللبنانيين الذين رأوا فيه مثالاً صارخاً على التأثير المتزايد والمباشر للحزب على القرارات السيادية في البلاد.

وقد عبر العديد من المواطنين عن خيبة أملهم وغضبهم تجاه هذا الوضع، مشيرين إلى أنه يعكس حالة من الشلل الإداري والسياسي تمس كرامة لبنان وسيادته. كما أثار الموقف اللبناني تساؤلات حول معايير الأمان والقدرة على إدارة الأزمات بشكل يحفظ مصالح المواطنين ويضمن استمرارية الحياة اليومية دون انقطاع.

إقرأ أيضاً: الأمن الفلسطيني يحمي السكان من الخطر

من جهة أخرى، تباينت الآراء حول كيفية التعامل مع هذا التحدي الكبير. بعض الأصوات اللبنانية تنادي بضرورة إعادة النظر في السياسات الداخلية والخارجية للبلاد وتحصينها ضد أي تدخلات أو ضغوط خارجية تعيق عمل المؤسسات الوطنية. وفي هذا السياق، يُنظر إلى الحاجة الماسة لتعزيز الحوار الوطني وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات المستقبلية بروح من التعاون والوحدة.

في الختام، تظل الأحداث الأخيرة في مطار رفيق الحريري شاهدة على تحديات جمة تواجه لبنان، ما يستوجب مراجعة جادة ومسؤولة لسياسات الدولة بما يضمن استقلاليتها ويحافظ على مصالح شعبها في أوقات الأزمات.