شهد الأسبوع الماضي زيادة غير مسبوقة في عمليات الإعدام. ففي يوم الأربعاء الماضي، أُعدم 29 شخصًا في يوم واحد، وهو أمر لم يحدث في السنوات الأخيرة حتى في عهد الرئيس السابق إبراهيم رئيسي. وتشير معلوماتنا إلى أن هذا العدد من عمليات الإعدام في يوم واحد لم يحدث خلال العقود الثلاثة الماضية.

في الفترة من 19 إلى 21 تموز (يوليو)، أُعدم 9 أشخاص، بينهم امرأة واحدة، في سجون قزلحصار وشيراز ورشت. وخلال الأيام الأربعة التالية، أُعدم 18 شخصًا، بينهم 3 نساء، في سجون بيرجند، قم، قزلحصار، وديزل آباد في كرمانشاه.

وفي حادثة أخرى، في 6 آب (أغسطس)، تم إعدام رضا رسائي، الذي اعتُقل خلال انتفاضة 2022، شنقًا على يد قوات النظام الأمنية في سجن ديزل آباد بمدينة كرمانشاه، ليصل عدد المعتقلين الذين أُعدموا خلال الانتفاضة إلى 10 أشخاص.

وفي 25 تموز (يوليو)، تم إعدام السجين السياسي كامران شيخ، وهو كردي، بعد أن قضى 15 عامًا في السجن. وتستمر أحكام الإعدام بحق السجناء السياسيين بلا هوادة.

في النظام الإيراني، بالإضافة إلى إعدام السجناء السياسيين، تحمل عمليات إعدام السجناء العاديين جانبًا سياسيًا وقمعيًا. في الواقع، يُعد الإعدام والتعذيب والقمع من الآليات القمعية الأساسية التي يرتكز عليها النظام لضمان بقائه، ويستخدمها لمواجهة جميع مشاكل المجتمع.

كما لاحظتم، خلال الانتخابات الرئاسية الاستعراضية الأخيرة، انخفضت أعداد عمليات الإعدام بشكل كبير، بل وكادت أن تتوقف. لكن بعد الانتخابات، وخاصة مع بداية تشكيل الحكومة الجديدة، عادت موجة الإعدامات مما يدل على وجود خطة مدروسة. مسعود بزشكيان، وخاصة علي خامنئي، يحتاجان إلى تكثيف الإعدامات والقمع في الداخل أكثر من أي وقت مضى، وذلك لكبح المجتمع ومنع أي شرارة تؤدي إلى انتفاضة.

إقرأ أيضاً: هل يستطيع بزشكيان ويرغب في تغيير الوضع في إيران؟

يريد بزشكيان أيضًا إرسال رسالة إلى التيار الإصلاحي مفادها أنه لا ينبغي لهم السعي للحصول على حصة في السلطة. في الوضع الحالي الذي تعيشه إيران، تعبر هذه التصرفات عن ضعف النظام أكثر من أي وقت مضى، لأن المجتمع في حالة توتر شديد وليس أمام خامنئي خيار آخر. بطبيعة الحال، أدت موجة الإعدامات هذه إلى إدانات دولية، حيث أدانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان وحكومات مثل ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وغيرها، العدد الكبير من عمليات الإعدام، لكن هذه الإدانات تظل مؤقتة. الشعب والمقاومة الإيرانية هما من بادرا بحملة ضد الإعدامات ويواصلانها، لأن النظام الإيراني في وضع ضعيف وهش للغاية، والمجتمع الإيراني على حافة الانفجار.

ومن مؤشرات الحالة المتفجرة التي يعيشها المجتمع الإيراني رد فعل السجناء على موجة الإعدامات الأخيرة، وخاصة إعدام رضا رسائي. وكتب السجناء السياسيون المؤيدون للمجاهدين في هذا الصدد: "رغم أن إعدامه كان ألمًا زرع في قلوب كل واحد منا وفي قلوب الشعب الإيراني، لتنكيله بالشعب والشباب عشية ذكرى انتفاضة عام 2021، إلا أن إعدام أحبائنا لن يرهبنا. نعم، نحزن، ولكن لن نستسلم".

كما احتجت سجينات سجن النساء في إيفين على إعدام رضا رسائي في باحة السجن واشتد الشجار بينهن وبين حراس السجن.

إقرأ أيضاً: إحباط واسع من تجاهل الحكومة الإيرانية لمطالب الشعب

في السياق المتصل، أكد مسعود رجوي، قائد المقاومة الإيرانية، بخصوص رئاسة بزشكيان: "رغم عدم وجود فرق بين الكلب الأصفر وابن آوى، إلا أن هذه الفجوة تضعف النظام وتمنحنا المزيد من الفرص. ولهذا السبب، إلى جانب التحركات الدولية للضغط على النظام والامتناع عن تقديم المساعدة له تحت ذرائع مختلفة، يجب التأكيد على دور المقاومة بشكل أكبر. يريد خامنئي تغطية الضعف الأساسي في نظامه والفجوة التي نشأت في نظام حكمه باستخدام هذه الإعدامات والقمع، وبالتالي فإن أنشطة الشباب في الانتفاضة في جميع أنحاء إيران أصبحت أكثر ضرورة وفعالية مما كانت عليه في الماضي، وبدون شك في المستقبل القريب سنشهد تحركات احتجاجية وانتفاضات واسعة".