بدأت الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة اليوم في نيويورك وسط أجواء من التوتر المتزايد في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في لبنان وقطاع غزة.
في كلمته أمام الجمعية العامة، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن إيران لم تكن يوماً مبادِرة إلى الحرب، بل لطالما دافعت عن نفسها بشجاعة في وجه الاعتداءات الخارجية. وأضاف قائلاً: "نحن نطمح إلى السلام للجميع ولا نرغب في إشعال الحروب أو الدخول في صراعات مع أي طرف". وأشار إلى أن المنطقة تعاني من ويلات الحروب، والتوترات الطائفية، والإرهاب، والتطرف، فضلاً عن انتشار تهريب المخدرات. كما شدد على استعداد إيران للتعاون مع جميع الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي، بشرط أن يتم تنفيذ الالتزامات المتفق عليها بشكل كامل وبنية صادقة. واختتم بزشكيان كلمته بالتأكيد على ضرورة العمل المشترك لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، محذراً من أن استمرار الصراعات سيؤدي إلى المزيد من التدهور الأمني والإنساني.
هناك قصة طويلة للأسلوب التمويهي للنظام الإيراني من حيث تعامله مع بلدان المنطقة عموماً ودول الجوار خصوصاً، وهي قصة استندت وتستند على ممارسة الكذب والخداع بمختلف الطرق والأساليب. هذه القصة التي بدأت منذ تأسيس هذا النظام، ما زالت مستمرة، وما زال النظام يترع من كؤوس الكذب والخداع دونما توقف.
لو قمنا بمراجعة التصريحات الصادرة من رؤساء النظام الإيراني، بدءًا من أعلى المسؤولين في النظام، لوجدنا كمًا هائلًا من التصريحات المليئة بالكذب والخداع، لا سيما تلك التي تتعلق بنوايا النظام ومخططاته تجاه بلدان المنطقة عموماً ودول الجوار خصوصاً. ولا نجد رئيساً للنظام إلا وله تصريحات حول حسن نوايا النظام وحرصه على أمن المنطقة ودعوته للتعاون والعمل المشترك لتحقيق ذلك. ولكن، في الوقت نفسه، لا نجد رئيساً للنظام الإيراني يتحلى بالصدق في تصريحاته عندما يتعلق الأمر بسياسات بلاده تجاه دول المنطقة.
كل رؤساء النظام الإيراني، بما فيهم بزشكيان، لا يجرؤون على الاعتراف بأن أمن واستقرار دول المنطقة كان أفضل بكثير قبل تأسيس نظامهم المشبوه. بل إن المقارنة لا تكون واردة في هذا السياق.
منذ تأسيس النظام الإيراني، عانت دول المنطقة من سياسات هذا النظام، ومن نماذج هذا التدخل العدواني نذكر العراق، الذي لا تزال بصمات الغدر والخيانة من جانب طهران ماثلة فيه على كافة المستويات. وقد ضاق الشعب العراقي ذرعاً بتدخلات إيران التي جعلت الحياة في العراق لا تطاق.
التظاهرة الحاشدة للإيرانيين احتجاجاً على حضور مسعود بزشكيان في الأمم المتحدة
رفضاً لحضور مسعود بزشكيان في الأمم المتحدة، اجتمع الآلاف من الإيرانيين الأميركيين من مختلف أنحاء الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، 24 أيلول (سبتمبر) 2024، في الساعة العاشرة صباحاً أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك في مظاهرة احتجاجية ومؤتمر صحفي واسع النطاق. نظمت هذه المسيرة الضخمة منظمة المجتمعات الإيرانية الأميركية (OIAC) لضحايا النظام الإيراني، وطالبت باتخاذ إجراءات فورية من قبل الأمم المتحدة للتصدي للجرائم التي يرتكبها النظام الإيراني.
وطالب المتظاهرون بتسليط الضوء على قرابة 200 عملية إعدام نُفذت منذ تولي بزشكيان الرئاسة في صيف هذا العام. وفي رسالة موجهة إلى المظاهرة، قالت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: "منذ تولي مسعود بزشكيان الرئاسة، تم إعدام ما لا يقل عن 178 شخصًا. وأكد التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية أن النظام الإيراني كثّف استخدام عقوبة الإعدام لإسكات المعارضين". وتابعت رجوي قائلة إن "النظام الإيراني لا يتوقف عن إشعال الحروب في المنطقة، ولا يزال يرسل الصواريخ والطائرات بدون طيار للقتل والدمار في أوكرانيا".
واختتمت كلمتها قائلة: "ندعو الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها إلى تسمية حرس النظام الإيراني ككيان إرهابي، وتفعيل آلية “الزناد” في القرار 2231 لمجلس الأمن الدولي، ومحاسبة قادة النظام على الجرائم ضد الإنسانية، ووضع النظام الإيراني تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة". كما أكدت على ضرورة الاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام.
في النهاية، عبّر المتظاهرون بصوت واحد عن رفضهم لحضور مسعود بزشكيان في الجمعية العامة، مؤكدين أن بزشكيان لا يمثل الشعب الإيراني، بل إن المقعد يجب أن يُمنح للبديل الحقيقي، وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
التعليقات