العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان الشقيق وسيادته وأمن مواطنيه، وما يخلفه من شهداء ومصابين في صفوف المدنيين وتدمير للمرافق العامة والممتلكات والبنية التحتية، يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ومحاولة لتوسيع دائرة الحرب والإبادة لتفجير المنطقة برمتها، بشكل يترافق مع استمرار حرب الإبادة والتهجير ضد الشعب الفلسطيني، بما يخدم أهداف ومخططات اليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل.

يجب العمل على التحرك الدولي فوراً أمام مجلس الأمن وضرورة لجم العدوان الإسرائيلي وحماية المنطقة من كارثية تبعاته. وما من شك أن عدوان إسرائيل على لبنان سببه العجز الدولي عن وقف الحرب الإسرائيلية على غزة. وتستمر إسرائيل في دفع المنطقة نحو هاوية حرب إقليمية شاملة لأن المجتمع الدولي فشل في حماية قوانينه وقيمه.

تصعيد إسرائيل وحكومتها المتطرفة حربها على لبنان خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة يعد تحدياً لها ولقراراتها التي طالبت بوقف العدوان والتزامها بالقانون الدولي. ولا يكفي التضامن مع لبنان وإدانة العدوان الإسرائيلي، بل يجب فرض الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701 وإيقاف كل أشكال التصعيد فوراً قبل فوات الأوان. وهذه مسؤولية دولية تقع على عاتق مجلس الأمن لفرض هذا الالتزام.

حكومة الاحتلال المتطرفة أصبحت تتخذ من المنطقة رهينة لحربها على لبنان وفلسطين، مع استمرار مجازرها الإرهابية وجرائم الإبادة الجماعية. وما دام الصمت الدولي مستمراً، ستبقى المنطقة رهينة للعنف، خاصة في ظل غياب أي أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.

إقرأ أيضاً: إرهاب المستوطنين امتداد لحرب الإبادة والتهجير

استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وتوسيع الحرب لتشمل لبنان، ومواصلة العدوان في الضفة الغربية، والانتهاكات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يخدم فقط تطرف حكومة نتنياهو. هذه الحكومة تصر على تبرير إبادة الشعب الفلسطيني وتصفية حقوقه بدلاً من إيجاد حل سياسي لأسباب الصراع الحقيقية، وهو هروب إلى الأمام حيث تستمر إسرائيل في قتل المدنيين الفلسطينيين، مما يدفعهم للهجرة عن وطنهم وتدمير منازلهم ومنشآتهم.

في الوقت نفسه، تستمر إسرائيل، القوة القائمة على الاحتلال العسكري، في بيع الأوهام للشارع الإسرائيلي والرأي العام العالمي، وتسعى لتسويق الذرائع والحجج لتبرير حرب الإبادة الجماعية وتعميق الكارثة الإنسانية، ورفضها إقامة دولة للشعب الفلسطيني.

إقرأ أيضاً: الدور الأساسي للاتحاد الأوروبي في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

حكومة الاحتلال تتجاهل الصراع وتستمر فيما تسميه "الضغط العسكري"، والسبب الرئيسي لذلك هو احتلال إسرائيل لأرض دولة فلسطين. وتستمر في استهداف الشعب الفلسطيني وتبرير أفعالها للعالم رغم أن إسرائيل هي الخطر الأكبر على الجميع.

حقيقة الأمر أن نتنياهو، ومنذ اعتلائه سدة الحكم، يمارس انقلاباً جذرياً على الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، وينكر عليه حقوقه الوطنية العادلة كما جاءت في قرارات الأمم المتحدة. كما يسعى إلى تهميش القضية الفلسطينية وتصويرها كقضية سكانية تحتاج فقط لبعض برامج الإغاثة الإنسانية، مخرباً بذلك كل مساعي السلام وأشكال التفاوض.