تصاعدت وتيرة الاعتداءات الإرهابية التي ينفذها المستعمرون ضد المواطنين وممتلكاتهم، خاصة في مناطق الأغوار والقرى المحيطة، حيث وصلت هذه الاعتداءات إلى مستويات خطيرة. إذ يحرق المستعمرون المحاصيل الزراعية، ويدمرون المنازل، ويهجرون الأهالي، وقد اقتحموا إحدى المدارس في منطقة أريحا واعتدوا على الطلبة والهيئة التدريسية، مجبرين إياهم على مغادرة المدرسة.

استهداف المستوطنين للقرى الفلسطينية يأتي ضمن خطة ممنهجة لسرقة المزيد من أراضي القرى لصالح الاستيطان واقتلاع المواطنين من أراضيهم ومنازلهم. وما يحدث جزء من حرب الإبادة والتهجير التي يشنها الاحتلال ضد كل ما هو فلسطيني.

استمرار المستوطنين في تجريف الأراضي الفلسطينية ومهاجمة المواطنين بحماية من جيش الاحتلال يؤكد أنهما وجهان لعملة إرهابية واحدة. فقد استولى المستوطنون على أراضٍ يملكها المواطنون وقاموا بأعمال تجريف مستمرة فيها، ويهاجمون القرى ويعتدون على منازل المواطنين ويطلقون الرصاص الحي باتجاههم بحماية جيش الاحتلال. وعلى العالم الذي يقف متفرجاً على معاناة شعبنا أن يتخذ مواقف واضحة إزاء جرائم المستوطنين وجيش الاحتلال، وعدم الاكتفاء بكتابة التقارير.

أبناء الشعب الفلسطيني صامدون على أرضهم وفي قراهم ويدافعون عن حقوقهم في العيش الكريم على أراضيهم. ولا يملك الاحتلال أي شرعية بترحيلهم أو إجبارهم على ترك أرضهم. ولا بد من التحرك الشعبي لحماية الأرض والممتلكات والدفاع عن الحقوق الفلسطينية. إن إرهاب عصابات المستوطنين في الضفة الغربية واستمرار المجازر في غزة لن يثني الشعب الفلسطيني عن الثبات في أرضه والدفاع عنها والتمسك بها.

تتصاعد ممارسات الاحتلال وترتفع وتيرة اقتحامات المستعمرين وهدم المنازل والمنشآت، إلى جانب أوامر الإخلاء والاعتقال الإداري، وتوسيع مخططات البناء الاستعماري في محيط القدس وبناء آلاف الوحدات الاستعمارية. إلى جانب ذلك، تستمر اعتداءات المستعمرين على أبناء شعبنا، خاصة اعتداءاتهم على طلبة مدرسة بدو الكعابنة ومعلميها، واعتداءاتهم على قرية أم صفا في محافظة رام الله، ومسافر يطا والعديد من المناطق المستهدفة. ولا بد من العمل على توفير احتياجات تلك المناطق، وعلى الجهات المختصة تعزيز صمود أبناء شعبنا والوقوف عند احتياجاتهم من أجل تعزيز صمودهم في تلك المناطق.

إقرأ أيضاً: عدوانية "بن غفير" المثيرة للجدل

ما يحدث هو امتداد لسياسات التهجير والترويع التي مارستها العصابات الصهيونية قبل عام 1948 وأثناءه. ويجب على الفصائل الفلسطينية تحمل مسؤولياتها وتفعيل لجان الحماية قبل أن تتفاقم الأوضاع وتنتقل هذه الهجمات من القرى إلى المدن.

صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الاعتداءات لا يمكن تبريره. ومن الضروري اتخاذ خطوات جادة وفورية لحماية الشعب الفلسطيني من المستعمرين، مع التأكيد على استمرار الجهود والمتابعات القانونية والدبلوماسية من جهات الاختصاص للدفاع عن حقوق أبناء شعبنا وممتلكاتهم في القدس العاصمة.

إقرأ أيضاً: الأمن والاستقرار لن يتحققا بحرب الإبادة الإسرائيلية

العالم أدار ظهره لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وخذل شعبنا، وبات يراقب عمليات القتل والإبادة اليومية في غزة، خصوصاً قتل الأطفال والنساء. كما أن الحصار الظالم على أهلنا في غزة يتفاقم، ولا يزال معظم الضحايا تحت الأنقاض بسبب قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار ومنع طواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية من إجراء عمليات الإنقاذ، في جريمة مركبة، ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية. وأمام ما يجري، لا بد من تدخل المجتمع الدولي بشكل فوري لوقف حرب الإبادة الجماعية واعتداءات المستوطنين الإرهابية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.