المشكلة الرئيسية بين النظام الحاكم في إيران وبلدان المنطقة كانت ولا تزال مشكلة تدخلاته في شؤونها وعبثه بأمنها واستقرارها. هذه المشكلة التي تعاني منها شعوب المنطقة، تسببت في تعرض الأمن الإقليمي والاجتماعي للتهديد المستمر.

تدخلات النظام الإيراني في بلدان المنطقة، وهيمنته على أربعة منها بشكل خاص، قد لفتت أنظار المجتمع الدولي. والمثير للسخرية أنه عندما يُطالب النظام بالكف عن هذه التدخلات، يدعي أن الأحزاب والميليشيات التابعة له مستقلة وتعمل وفق رؤاها الخاصة!

هذه التدخلات أثرت بشكل مباشر على الأمن القومي والاجتماعي لعدة بلدان، وتهدد الدول المتبقية في المنطقة. إذ يستخدمها النظام كأداة لممارسة الضغط على بلدان المنطقة وابتزاز المجتمع الدولي، خصوصاً بإثارة الحروب واختلاق الأزمات. قبل تأسيس هذا النظام كانت المنطقة تعيش في ظروف طبيعية، لكن تدخله جعلها تواجه أزمات متواصلة.

الكتابات التي تشير إلى احتمال تخلي النظام الإيراني عن تدخلاته أو أن الأحزاب والميليشيات التابعة له قد تصبح جزءاً من الكيانات السياسية الوطنية، هي كتابات تبني على فرضيات مستحيلة. فالنظام يعتمد على ثلاث ركائز رئيسية: قمع الشعب الإيراني، التدخل في شؤون المنطقة، والسعي للحصول على أسلحة دمار شامل. تخلي النظام عن أي من هذه الركائز سيحدث شرخاً كبيراً في بنيته الأمنية.

إقرأ أيضاً: استئناف المفاوضات النووية أم مناورة وتمويه؟

الشعب الإيراني يرفض تدخلات النظام في المنطقة ويُمقت الأحزاب والميليشيات التابعة له. كما أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يمثل كافة مكونات الشعب الإيراني، أدان هذه التدخلات وطالب مراراً بطرد النظام من البلدان وحل أذرعه. الحل الوحيد لإنهاء هذه التدخلات يكمن في التغيير السياسي الجذري في إيران، وهذا لن يتحقق إلا بدعم نضال الشعب والاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل جاهز للنظام.