سيدي جلالة الملك،

أتوجه إليكم، سيدي، بعد العملية التي نفذها أحد الجنود الأردنيين على معبر الكرامة (اللنبي)، وبعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية الأردنية التي أظهرت فوز حزب العمل الإسلامي. كما أود التحدث حول الأنباء التي تفيد باستخدام أراضي المملكة ممراً لتهريب الأسلحة إلى إسرائيل وإلى أراضي الضفة الغربية. هذه الأحداث تتطلب وقفة تأمل عميقة في معانيها وآثارها، وما على أجهزة الدولة الأردنية القيام به لحماية الكيان الأردني مما يحيط به من أخطار. تلك الأخطار محدقة بالمملكة من جميع الجهات، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وهي ليست خفية على القيادة الأردنية.

أبدأ سيدي بتذكير جلالتكم بأنه لولا ما قام به جلالة الملك المرحوم الحسين في أيلول (سبتمبر) 1970 من تطهير المملكة الأردنية من منظمة التحرير الفلسطينية، لكانت حال الأردن اليوم مشابهة لحال لبنان أو حتى قطاع غزة. الدمار كان حتماً سيأتي، إن لم يكن على يد إسرائيل، فعلى يد تلك المنظمات الفلسطينية والإسلامية على اختلافها، والتي كانت ستقضي على الأردن.

سيدي، لقد أحسن جلالة الملك الراحل الحسين صنعاً حين حمى المملكة وحمى الأردنيين والفلسطينيين من شر مستطير في أيلول (سبتمبر) 1970. ما حدث في ذلك الشهر الأسود كان، في الواقع، بياضاً بالنسبة لما كان سيحدث لو سيطرت تلك المنظمات اللعينة على الأردن. الصورة واضحة تماماً في لبنان، ونحن نعلم ما كان سيحل بالأردن لو لم يكن القرار حازماً.

بعد الأحداث الأخيرة، سواء في غزة بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) أو ما ظهر من شرور المنظمات الفلسطينية والإسلامية، أدعوكم، سيدي، بلا تردد، إلى أن تضربوا هذه المنظمات بيد من حديد قبل فوات الأوان. إن استمر الوضع على ما هو عليه، فإنَّ الأردن قد يتحول إلى تربة خصبة لهذه المنظمات، وهو ما سيؤدي إلى دمار المملكة، وهذا ليس في صالح الأردنيين ولا الفلسطينيين على حد سواء.

سيدي، أدعوكم إلى حظر جميع المنظمات الإسلامية والفلسطينية على أراضي المملكة الأردنية. كذلك، أتمنى منع أي نشاط لهذه المنظمات أو للسلطة الفلسطينية في الأردن، وسجن قياداتها الموجودة في المملكة، ومنع دخول أي من قيادييها أو نشطائها، ومصادرة ممتلكاتهم. هذه الخطوة، التي ستلقى تأييداً من الشارع الفلسطيني، ستحمل الكثير من المعاني، أبرزها المحافظة على الأردن وحماية ما تبقى من الكينونة الفلسطينية التي تحتاج إلى الأردن قوياً وسليماً.

سدَّد الله خطاكم وحفظكم وحفظ الأردن.