ازدادت حملات الاعتقالات الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بذريعة التحريض، في الوقت الذي كثرت فيه عمليات الاقتحام وعادت ظاهرة "زوار الفجر"، مما يكشف عن الوجه القبيح لإسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني المسكين.

وقد أظهرت وسائل الإعلام مقاطع فيديو لقوات الاحتلال الإسرائيلي وهي تقتحم منطقة المخفية وحارة الياسمينة ومفترق الشهداء في البلدة القديمة بمدينة نابلس وقرية عقربا جنوب شرق المدينة، حيث نفذت حملة اعتقالات طالت عدداً من الشبان. كما داهمت قوات الاحتلال مدينتي حلحول وبلدات بني نعيم وبيت كاحل في محافظة الخليل، وكذلك بناية سكنية في بلدة سلواد شرق رام الله.

باستقراء المشهد، ندرك أنَّ المنظومة الأمنية الإسرائيلية تخشى من انتقال رقعة العنف داخل الضفة الغربية وتمددها إلى الداخل المحتل، ما يفسر تصاعد وتيرة الاعتقالات في الفترة الأخيرة في محاولة لقمع النضال والمقاومة، خاصة في شمال الضفة. هذا يعكس رعب الاحتلال ونيته في إسكات الصوت المعارض لوجوده.

وتعيش الضفة الغربية منذ سنوات على وقع اعتداءات واعتقالات سياسية متكررة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، وقد ازدادت تلك الهجمات في الآونة الأخيرة بسبب غياب القانون الدولي والإنساني الذي يفشل في إنصاف الشعب الفلسطيني وإعادة حقوقه المسلوبة على يد الاحتلال الإسرائيلي.

يستند الاحتلال في إدانته لسكان القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 إلى المادة 144 من قانون العقوبات لعام 1977، حيث ينص على "التحريض على العنف والإرهاب". وفقاً لهذا القانون، يمكن أن تصل عقوبة نشر منشورات تحريضية إلى السجن لمدة خمس سنوات.

إقرأ أيضاً: ماذا لو زار عباس قطاع غزة.. هل تقبل إسرائيل؟

وفقاً لإحصائية صادرة عن المركز الفلسطيني للإعلام ونادي الأسير، فقد ارتفع عدد حالات الاعتقال في الضفة الغربية بما فيها القدس منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 حتى الآن إلى 10700 حالة. ووصلت حصيلة اعتقالات الأمس فقط إلى 40 حالة، ارتكزت في محافظتي الخليل وطوباس، وشملت أسيراً مريضاً وأسرى سابقين.

إحدى أكثر الحالات إثارة للقلق هي حالة الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، الذي استدعي للتحقيق ومنع من دخول المسجد بعد أن رثى أحد قادة حماس. بينما تستمر الإجراءات القانونية ضده، حذر محاميه من مخاطر ما تعتبره السلطات "تصريحات خطيرة". وأكد المحامي أن رثاء الشيخ كان حقاً شرعياً، لكنه تعرض للتحقيق والمنع.

إقرأ أيضاً: هل خالفت حماس الشريعة بتعاملها مع الرهائن الست؟

تتعدد أساليب القمع الإسرائيلي بين حملات اقتحام واعتقالات واعتداءات بالضرب والتخريب، إلى جانب تهديدات للمعتقلين وعائلاتهم. أين المنادون بحقوق الإنسان من هذه الجرائم المستمرة داخل الأراضي الفلسطينية؟

إن استراتيجية الاحتلال بملاحقة الفلسطينيين بسبب منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تتجاوز مفهوم "الرقابة"، فقد أنشأت الحكومة الإسرائيلية منذ عام 2015 وحدة "سايبر" بالعربية، التي تستخدم خوارزميات للبحث عن مصطلحات معينة للكشف عن منشورات قد تعتبرها تهديدية. لذا، ينبغي على الجميع الحذر في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنب الوقوع في الفخ.