يمكن رؤية الصورة المرفقة مع هذا المقال على أنها بطة أو أرنب (في الإطار ميكيل أرتيتا المدير الفني لفريق آرسنال). هذا ما نشرته صحيفة "الصن" اللندنية في تقريرها عن تمديد عقد المدرب الإسباني مع الفريق اللندني، والحلم الذي يقترب ثم ينتهي في الأمتار الأخيرة، وهو حلم التتويج بلقب الدوري الإنكليزي.

ما علاقة أرتيتا بمعرفتك لهذه الصورة؟ هل هي بطة أم أرنب؟ على أي حال، جاء في تحليل الصحيفة اللندنية أن معرفة ما إذا كانت هذه بطة أم أرنب يعتمد أحيانًا على الجانب الذي تبدأ النظر منه.

ولكن بالنسبة لمدرب آرسنال، الذي وقع عقدًا جديدًا لمدة ثلاث سنوات، فإن الصورة كلها تدور حول التواجد في نفس الجانب.

أولًا وقبل كل شيء، ما الذي يُفترض أن يشير إليه الرسم؟ ركز الخبراء على منطقتين: النقطة الأولى هي أن ما تراه عادةً قد يعتمد على وضعك الخاص وليس فقط على شخصيتك المميزة. هذا يعني أن بيئتك، وتربيتك، وحتى وقت السنة، كلها عوامل قد تؤثر على تفكيرك.

أما أرتيتا، مدرب آرسنال، فلا يمانع إن كان ما يراه فريقه أرنبًا أو بطة، طالما أنهم جميعًا يرون الشيء نفسه. وقد شرح الإسباني سبب ذلك في برنامج "آرسنال: كل شيء أو لا شيء"، وطلب من صناع الأفلام الوثائقية أن يخبروه بما رأوه، فتلقى إجابات متناقضة.

وقال لهم أرتيتا بعد ذلك: "هذا هو أصعب شيء في فريق كرة القدم. هدفي الوحيد هو أن يرى الجميع البطة أو الأرنب، لأنه إذا رآها البعض بطة والبعض الآخر يراها أرنبًا، فنحن نسير في مسارات مختلفة في هذه الحالة".

وأضاف: "أعتقد أننا بدأنا في الوقوف في صف واحد حيث نرى جميعًا البطة".

ويعتقد أرتيتا أن مثل هذه الوحدة يمكن أن تبقي لاعبيه على المسار الصحيح من الناحية العقلية، وقال: "أعتقد أن هناك خطًا رفيعًا بين الثقة والرضا عن الذات. فالفوز شيء، واستحقاق الفوز شيء آخر، والأداء بالمستوى الذي نريده شيء مختلف تمامًا".

يزعم بعض الناس أنه مهما كان أول ما تراه في الصورة، فلا يمكنك أن تتجاهله. لكن أرتيتا يأمل أن تكون الرسالة التي تحملها الصورة مختلفة تمامًا. ففي الوقت الذي يقول العلماء إن تنوع الرؤية بين البطة والأرنب، والانتقال من رؤية الصورة "بطة" و"أرنب"، هو تعبير عن الإبداع، فإن عقيدة أرتيتا تدعو لأن يراها الجميع بنفس الرؤية ومن الزاوية ذاتها. وهذا هو مفهوم الوقوف في صف واحد بروح واحدة، لتحقيق هدف اتفق عليه الجميع، وهو التتويج بلقب البريميرليغ.

احصل على الدوري وسنراها كما تريدنا أن نراها
على أي حال، وبعيدًا عن فلسفة أرتيتا وطريقته في شرح أهمية التناغم والتوحد والاتحاد بين اللاعبين، فإنه مدرب يستحق الفرصة الجديدة التي حصل عليها مع آرسنال بتجديد عقده. فقد أخذ الفريق اللندني من طموح سقفه التأهل إلى دوري الأبطال وإنهاء الموسم مع الرباعي الكبير، إلى المنافسة الحقيقية لآخر الموسم على لقب الدوري الإنكليزي، وأمام من؟ منافسًا لمن؟ لمانشستر سيتي وبيب غوارديولا.

والحقيقة أن أي مدرب في العالم وأي كيان كروي في الدوريات الأوروبية يعلم جيدًا أن الفوز بلقب دوري محلي، في وجود مدرب اسمه غوارديولا، ليس سهلًا أبدًا، لأن غوارديولا وبكل بساطة هو الأفضل في التاريخ من حيث القدرة على حسم بطولات الدوري تحديدًا. وقد برهن على ذلك سواء في إسبانيا مع برشلونة، أو ألمانيا مع بايرن ميونيخ، ثم في إنكلترا منذ توليه تدريب مانشستر سيتي. فهو حقًا أسطورة "بطولات الصبر والنفس الطويل".

وعلى الرغم من ذلك، فقد اقترب أرتيتا بشدة خلال المواسم الماضية من الفوز مع آرسنال بالدوري الإنكليزي، ولكن الحلم أفلت منه في الأمتار الأخيرة. وجاء تجديد تعاقده منذ ساعات ليكون بمثابة تجديد ثقة فيه، وإيمان لا يقبل الشك من جانب إدارة وجماهير ونجوم آرسنال بأنه يملك القدرة على الإطاحة بغوارديولا والفوز بلقب الدوري هذا الموسم، وربما القادم. وحينها، سوف يقول الملايين من عشاق آرسنال حول العالم وفي كل مكان: "كيف تريدنا أن نرى الصورة وننظر لها يا أرتيتا؟ إذا قلت لنا إنها أرنب، فنحن معك، وإذا قلت إنها بطة، فسوف نقول جميعًا إنها بطة دون أدنى شك".