نعم هي خيانة لتاريخ البرازيل الكروي الذي لا يعادله تاريخ في العالم، خاصة حينما يتعلق الأمر بالأداء المهاري، والسحر الكروي، والتتويج بأكبر عدد من بطولات كأس العالم مقارنة مع أي منتخب آخر في العالم، فقد انتزع البرازيليون لقب المونديال 5 مرات (رقم قياسي عالمي)

نعم هي خيانة للراحل بيليه وللظاهرة رونالدو، والموهوب رونالدينيو، والهداف روماريو، ولمنصة اطلاق الصواريخ روبرتو كارلوس، ولكل نجوم البرازيل الذين أمتعوا العالم أجمع على مدار سنوات وعقود مضت.

نعم هي خيانة للملايين حول العالم من عشاق المنتخب البرازيلي، والذي يعد الأكثر شعبية في العالم، بل هو معشوق الجماهير في الهند والصين وفي الولايات المتحدة وفي كثير من دول العالم التي لا تعترف بكرة القدم لعبة شعبية، فما بالنا بالعشق الجماهيري للبرازيل في أفريقيا مثلاً؟

غياب الروح القتالية خيانة
الخيانة لا تعني بالضرورة تعمد "خيانة منتخب الوطن" أو تعمد الهزيمة، بل تعني التكاسل وغياب الروح القتالية، وتفضيل اللاعب لمصلحته الخاصة، والتي تدفعه للتألق وتقديم كل ما لديه للنادي الذي يلعب له، ولا يقدم جهداً مماثلاً حينما يرتدي قميص المنتخب.

البرازيليون لديهم جيل أكثر من رائع على المستوى الفردي، لأنه قدر البرازيل بكل بساطة أن يولد بها آلاف المواهب الكروية كل عام، ولكن على الرغم من ذلك تلقى المنتخب البرازيلي 4 هزائم في آخر 5 مباريات بتصفيات التأهل لمونديال 2026 عن قارة أميركا الجنوبية، مما جعل المنتخبات اللاتينية تواجه البرازيل بثقة في الفوز عليه، في الوقت الذي يفترض أنه كبير أميركا اللاتينية هو والمنتخب الأرجنتيني.

منتخب البرازيل تبلغ قيمته السوقية في الوقت الراهن مليار يورو، أي أنه من بين الأعلى قيمة في عالم كرة القدم، ومقارنة مع كافة منتخبات العالم، واللافت عن أن هذه القيمة تعكس مكانة وقدرات نجومه، وعلى رأسهم فينيسيوس، وردوريغو، وماركينيوس، وإيدرسون، وأليسون والواعد إندريك وغيرهم من النجوم.

4 هزائم في 4 مباريات
فقد تجرعت البرازيل الهزيمة الرابعة لها في آخر 5 مباريات بتصفيات كأس العالم لكرة القدم فجر الأربعاء، بعد أن منح هدف في الشوط الأول سجله دييغو غوميز باراغواي الفوز 1-0 في أسونسيون بباراغواي.

الغضب في البرازيل لا يمكن لأحد أن يتخيله، مما دفع النجم فينسيوس إلى تقديم اعتذار للجماهير مع التعهد بالعودة إلى طريق الإنتصارات وتقديم الأداء الراقي في المباريات القادمة.

وأخيراً.. قد يعتقد البعض أن كرة قدم المنتخبات أصبحت أقل أهمية من كرة قدم الأندية، أي أن مشجع ريال مدريد مثلاً يشعر بالملل في فترات مباريات المنتخبات، ويتعلق قلبه فقط بالنادي، وقد يكون ذلك صحيحاً لمشجع لا يملك في بلاده منتخب وطني بقيمة البرازيل، ولا يملك في بلاده إرثا كروياً كبيراً، مما يدفعه للركض خلف الأندية العالمية فقط.

ولكن عفواً.. يظل للمنتخبات بريقها الكروي، ودورها في تعزيز المشاعر الوطنية، وهي مسألة لن تموت أبداً، ويكفي للتأكد من ذلك أن تراقبوا المشاعر الوطنية في لحظات عزف نشيد الوطن.