النظام الإيراني يواجه حاليًا أزمات اقتصادية حادة، ومع تصاعد النقاشات حول احتمال تخفيض دعم البنزين، تتزايد المخاوف من اندلاع اضطرابات شعبية مشابهة لتلك التي وقعت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019. القادة البارزون في النظام، خصوصًا بعد تشكيل حكومة مسعود بزشكيان المحفوفة بالتحديات، قلقون من انفجار غضب الشعب الذي يشبه النار تحت الرماد، وقد يؤدي إلى انتفاضة شاملة تُسقط النظام.

هذا الموضوع يصبح أكثر جدية عندما نرى أن الخبز، الذي يُعد من الأساسيات الغذائية لكل فئات الشعب الإيراني، قد ارتفع سعره مؤخرًا بنسبة تصل إلى 67 بالمئة. هذه الزيادة تمثل كارثة حقيقية للطبقات الفقيرة والتي تعيش تحت خط الفقر في إيران.


من المنتظر أن يرتفع سعر البنزين في إيران قريباً

بزشكيان، خلال حملته الانتخابية، وعد الشعب الإيراني بإجراء "جراحة اقتصادية"، وبعد توليه المنصب دعا الشعب لتحمل الآلام الناتجة عنها. وكان أولى خطواته في هذا الاتجاه استهداف أساسيات معيشة الناس لصالح خامنئي. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الخبز بنسبة 67 بالمئة في طهران. ويشير الخبراء إلى أن هذا الارتفاع سيؤدي إلى زيادات في أسعار 32 سلعة أخرى قريبًا.

في وقت سابق، حذرت صحف مثل "فرهيختكان" المملوكة لعلي أكبر ولايتي، المستشار الأعلى لخامنئي، وصحيفة "الجمهورية الإسلامية"، من العواقب الوخيمة للجراحة الاقتصادية. وأكدت هذه الصحف على ضرورة التعامل بحذر في هذا الشأن.

من جانبها، تناولت صحيفة "جمهوري إسلامي" التحديات الهيكلية التي تواجه الاقتصاد الإيراني، محذرة من أن قرارات غير مدروسة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة. في حين أعربت صحيفة "ستاره صبح" عن قلقها من احتمال رفع أسعار البنزين، محذرة من احتمال تكرار الاحتجاجات الشعبية.

الاحتجاجات المتواصلة ونتائجها
الاحتجاجات التي تبدأ بمطالب معيشية سرعان ما تتحول إلى شعارات سياسية تطالب بتغيير النظام. في الشهر الماضي، شهدت إيران احتجاجات واسعة من فئات مختلفة، مثل الممرضين الذين يهتفون "حقنا يُنتزع في الشوارع"، وعمال النفط والغاز في الأهواز، وعمال مدينة أراك الصناعية الذين يخططون لتنظيم احتجاجات أكبر. كذلك، خرج مزارعو القمح احتجاجًا على السعر المنخفض لمحاصيلهم، بينما واصل المتقاعدون احتجاجاتهم بسبب قلة الرواتب.

الختام
منذ تعيين بزشكيان رئيسًا للجمهورية، تم إعدام 154 شخصًا في مختلف السجون الإيرانية. وفي هذا الصدد، قالت مريم رجوي إن الإعدام هو وسيلة لترهيب المجتمع والحفاظ على النظام. ومع اقتراب الذكرى السنوية لـ"ثورة مهسا" في أيلول (سبتمبر) 2022، يتزايد خوف النظام من اندلاع انتفاضة واسعة.