في ساعة متأخرة من كل ليلة، ألجأ إلى غرفتي بعد أن أكون قد أعددت فنجانًا من القهوة مصحوبًا بحبات الهال المطحون التي أحضّرها بنفسي على نار هادئة. أعود إلى غرفتي حاملاً فنجان القهوة، وقلم الحبر السائل، ودفتري وأوراقي، بالإضافة إلى موبايلي الذي أستمع من خلاله إلى أغاني أم كلثوم، طيّب الله ثراها، مطربة الشعب، التي تظل أغانيها الخالدة تميزها عن بقية الفنانين العمالقة، حتى وإن كان بعضهم لا يزال يشغل مكانة كبيرة قد تفوق مكانة "كوكب الشرق".

في مثل هذه الساعة من الليل، أمسك بقلمي وأحاول اختيار الموضوع المناسب للكتابة. بفضل الله، استمراري في الكتابة ورغبتي الشديدة فيها تدفعانني إلى البقاء ساعات خلف طاولتي وكرسيّ الخشبي، متأملاً في كتابة مادة صحافية ترضي القراء وتلامس حياتهم. أغلب ما أكتبه يتناول قضايا اجتماعية، لأنها تهم شريحة واسعة من الناس، وترصد معاناتهم ومشكلاتهم.

إقرأ أيضاً: مباشر على فيسبوك

شوقي للكتابة ورغبتي في القراءة يبقياني مستيقظًا حتى ساعة متأخرة من الليل. وفي كثير من الأحيان، أفيق قبل شروق الشمس بوقت طويل لأكتب ما تشتهي نفسي. فالكتابة تمنحني متعة لا تضاهيها أي متعة أخرى. ومن الأفضل أن تترك نفسك للكتابة طواعية، دون إجبار، لأن هذا يزيد من الرغبة والإبداع.

الرغبة المدفوعة بالأمل تمكنك من تحقيق المستحيل وطرح الموضوع الذي تريده بطريقة مميزة للقارئ. بالنسبة إليَّ، لا تكتمل فرحتي إلا بعد الانتهاء من كتابة موضوع ما، مما يعزز حبي للكتابة ويجدد نشاطي وشغفي بها مرة بعد أخرى.

إقرأ أيضاً: إلى صديقي الغائب

بعد كتابة الموضوع، أتناول موضوعًا جديدًا وأستمر في الكتابة حتى أفرغ من كل ما في نفسي. ثم أحمل أوراقي وأتوجه إلى جهاز الكمبيوتر لنقل ما كتبته، وأقوم بتصحيحه وتدقيقه قبل نشره. كل ذلك أفعله بشغف وحب كبير، دون كلل أو ملل.

الكتابة تدفعني إلى متابعة وقراءة الكثير من الكتب والروايات والمقالات، بالإضافة إلى الاطلاع على الصحف العربية والمجلات الأسبوعية والشهرية. كما أتابع ما تنشره المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وكل ذلك يزيدني رغبة في مواصلة القراءة والاطلاع.