سجل هاري كين مهاجم منتخب انكلترا ونادي توتنهام وكذلك بايرن ميونيخ الألماني 392 هدفاً طوال مسيرته الكروية، وهو رقم مذهل بكل تأكيد، وهو ثاني الهدافين التاريخيين للبريميرليغ برصيد 213 هدفاً، وهو الدوري الأكثر قوة وتنافسية وشعبية في العالم، كما أن "الأمير هاري"هو الهداف التاريخي للمنتخب الانكليزي بـ 213 هدفاً.

أرقام هاري كين قد لا يكون لها مثيل في الجيل الحالي، وهو أحد أفضل المهاجمين في العالم في السنوات الأخيرة، ولكن المفارقة المحزنة أن هذا الهداف الكبير لم يحصل على أي بطولة كروية.. نعم هو بلا بطولات طوال 12 عاماً مع توتنهام، ولا أحد يعلم على وجه التحديد لماذا أصر على البقاء طوال هذه السنوات في صفوف فريق لا يعرف الطريق إلى البطولات، وتحديداً في العقود الأخيرة.

أما أكثر المفارقات المبكية (المضحكة) أن هاري كين قرر الرحيل إلى صفوف بايرن ميونيخ، الذي لا ينازعه أي فريق في التتويج كل موسم ببطولة الدوري الألماني، ولكن ما حدث لا يمكن تصديقه، فقد خسر البايرن لقب الدوري في الموسم الأول للمنحوس كين، وهو اللقب الذي يطارده به الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم.

هل ترغبون في معرفة المزيد من المفارقات المحزنة في مسيرة الهداف الأسطوري كين؟ لقد بلغ نهائيات 4 بطولات مع المنتخب الانكليزي وتوتنهام والبايرن، ولكنه اكتفى بالمركز الثاني فيها جميعاً، أي أنه كان على وشك الفوز ببطولة وكسر العقدة ولكن ذلك لم يحدث.

فقد خسر نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول في موسم 2018 - 2019، وخسر سوبر ألمانيا مع البايرن أمام لايبزج عام 2023، ومع المنتخب الانكليزي استسلم للنحس الذي يطارده، وخسر نهائي يورو 2020 أمام الطليان، ونهائي يورو 2024 في مواجهة الاسبان.

على أي حال يحصد هاري كين في كل موسم تقريباً جائزة فردية تهديفية، وكان آخرها الثلاثاء حينما تم تكريمه في مباراة انكلترا أمام فنلندا في دوري أمم أوروبا، فقد شارك في 100 مباراة دولية بقميص منتخب "الأسود الثلاثة"، وهو الهداف التاريخي للانكليز كما أسلفنا، ولكن في كل مناسبة يحظى فيها كين بتكريم شخصي، يكون لسان حاله يقول :"سوف أتنازل عن كل هذه الأمجاد الشخصية في سبيل كسر العقدة والفوز ببطولة جماعية".

من المؤكد أن هذا الهداف الأسطوري يستحق أن تكون مسيرته مزينة بالبطولات الجماعية، وليس الفردية فحسب، ولكن يجب أن يذهب بعض اللوم له، فقد رفض الرحيل عن توتنهام لسنوات طويلة، ورفض الريال وغيره من الأندية العملاقة، ليهدر على نفسه كماً هائلاً من الفرص لتحطيم عقدة العجز عن الوقوف على منصات التتويج، ولكن من المؤكد أن الساحرة سوف تبتسم له قريباً مع العملاق البافاري بايرن ميونيخ، ولكن عليه ألا ينتظر حدوث ذلك مع منتخب انكلترا الذي لم يحصل على أي لقب كبير منذ مونديال 1966، أي منذ 58 عاماً.

ومن يدري.. فقد ينجح في كسر النحس الذي يخنقه، وفي الوقت ذاته يكسر النحس التاريخي الذي يحاصر الانكليز، وقد يكون ذلك في مونديال 2026.