إيران أم إسرائيل؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هناك الكثيرون ممن يعتقدون أنّ الجمهورية الإيرانيّة هي التي تشكّل تهديداً حقيقيّاً لدول المنطقة، انطلاقاً مما يسمعون من تصريحات المسؤولين الأميركيّين والغربيّين، التي تعتبر تضليلاً ولا تمتّ إلى الحقيقة بأي صلة، ذلك أنّ التصريحات تنكبّ أساساً على البرنامج النووي الإيراني الذي يعتبرونه خطراً على منطقة الشرق الأوسط. فهم يزعمون أنّ إيران تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية، علماً أن لجاناً عديدة من الوكالة الدوليّة للطاقة النووية قد سبق لها أن زارت مواقع إيران النووية عدة مرات، ولم تعثر على ما يُثبِت أن الجمهورية الإيرانية تعتزم في برنامجها النوويّ السير في اتجاه الحصول على القنبلة النووية. في حين أن إسرائيل قامت بتطوير برنامجها النووي وتمتلك أسلحة نوويّة، ولا أحد من المسؤولين في أميركا والغرب يتحدث عن ذلك، وكأنّ إسرائيل مُسالمة ولا تُهدّد بلدان المنطقة رغم توفرها على أسلحة نووية. للعلم، فالكيان الإسرائيلي هو من يُهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة، ويتضح ذلك من خلال الحروب التي شنّها ولا يزال منذ احتلاله للأراضي الفلسطينيّة عام 1948.
إقرأ أيضاً: إبادةُ شعبٍ أمام مرأى ومَسمع مِنَ المجتمع الدولي
لقد عمدت إسرائيل، ومنذُ إقامة "دولتها" على الأراضي الفلسطينيّة عام 1948 بقوّة السلاح، إلى أن تعثو في الأرض فساداً، حيث تلقّت دعماً ماليّاً ومساندة لا محدودة من بريطانيا الاستعماريّة، التي قامت بإمدادِها بالأسلحة والعتاد الحربيّ لمحاربة الفلسطينيّين وتهجيرِهم من أرضهم من أجل إيجاد وَطنٍ لليهود المُشتَّتين في ربوع العالم، وقد نجحت في ذلك. ومنذ ذلك العهد، تتلقّى إسرائيل دَعماً مالياً وعسكريّاً من الدول الغربيّة والولايات المُتحدة الأميركيّة، وذلك قَصدَ تثبيت أركان "دولتها" في منطقة الشرق الأوسط. لم يقتصر دور إسرائيل على إنشاء دولة على الأراضي الفلسطينيّة، وإنّما يتعدّى هدفها إلى التّوسُّع في المنطقة والاستيلاء على مزيد من الأراضي وبسْط نفوذها على دول المنطقة من خلال تطوير قدراتها الاقتصاديّة والعسكريّة لِتصبح أعظم دولة في الشرق الأوسط. وها هي اليوم تشنّ حرباً على الشعب الفلسطينيّ من أجل إبادة أكبر عدد منه وتهجير ما تبَقّى منه خارج أرضه، لتستوليَ بعد ذلك على جميع ربوع فلسطين، بالإضافة إلى تدخُّلها العسكري في لبنان وتدمير جنوب البلد بهدف إجلاء سكان المنطقة وضمّها إلى (دولة إسرائيل الكبرى)، علاوة على محاوَلة استيلائها على جزء من سوريا، من أجل تحقيق الفكر الصهيوني القاضي بتوسيع (الدولة اليهودية) وفق الشعار الذي يحمله هذا الفكر (من البحر إلى النهر).
إقرأ أيضاً: لا المظاهرات ولا المفاوضات يمكنها إنهاء الحرب على غزة
إسرائيل هي التي تُهدّد أمن المنطقة العربيّة واستقرارها وليست إيران، فإسرائيل هي التي تشُن حرباً تلو الأخرى على دول المنطقة. أما الجمهورية الإيرانيّة فهي دولة تسعى جاهدةً إلى تطوير بلدها في جميع الميادين، وخصوصاً في الميدان العسكريّ، قصد مواجهة إسرائيل التي تُهدّد أمنها وأمن حُلفائها في المنطقة. تعمل أميركا على إضعاف إيران من خلال فرض عقوبات جائرة عليها حتى لا تُنافس الكيان الإسرائيليّ، الذي تريد أميركا أن يكون هو الأقوى والأعظم في الشرق الأوسط.
التعليقات
ليست فقط حرب اسرائيلية حزب الله بل هي أهم وأعم وأشمل الحرب الأمريكية الإيرانية في لبنان وعلى اساسه تتشكل مستقبل المنطقة الجديدة وتوجهاته المختلفة ورؤيته القادمة المستقبلية
هنا لبنان -بعد فشل الصهاينة بتحقيق أهدافهم الاساسية بغزة رغم مرور عام وشهر على عدوانه هناك. وقتل السنوار. وتعليق أو تجميد ملف الاسرى ممن لدى حماس منذ السابع من أكتوبر 2023. العين الآن على كيف سيكون شكل لبنان 2025 وما بعد .. البلاد بين المطرقة والسندان. بين ولاية الفقيه ممن يدعوا أنهم أحفاد الإمام علي الحقيقين. وبين العم سام. الولايات المتحدة التي تظن لليوم أنها مازالت ذات القطب الواحد الأقوى في المنطقة. شكل ووجه منطقتنا في الشرق الأوسط سيتحدد على اساس نتائج ما ستخرج عنه ما بعد وقف اطلاق النار وانتهاء الحرب الدائرة بالبلاد ليكون لبنان هو الانطلاقة والبداية والعنوان لبؤرة ما سيتحقق لاحقاً وتباعاً.
ايران إسرائيل الأخرى ،،
فؤاد حديد -الخطر الإيراني لا يقل عن الخطر الصهيوني ، نفس العقيدة التوسعية و عقيدة ابادة الآخر على اساس خلاف المعتقد والمذهب والثارات التاريخية وهذا ما طبقته ايران وأذرعها في العراق والشام واليمن ،،