فضاء الرأي

ماذا تريد إسرائيل من الأكراد؟

قلعة أربيل في كردستان
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أثار وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، جدعون سار، جدلاً في مؤتمره الصحفي الافتتاحي عندما أعرب عن قلقه العميق إزاء "استمرار القمع للکرد من قبل العديد من دول الشرق الأوسط". وقال إنَّ "إسرائيل تشعر بالقلق إزاء الوضع الصعب الذي يواجهه الكرد في العديد من البلدان"، مضيفاً أنه "يجب على الشعب الكردي الحصول على حقوقه المشروعة في تقرير المصير والعيش في سلام، ونحن نعتبر القضية الكردية واحدة من هذه القضايا التي تستحق الدعم الدولي".

ويبدو أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد تتعارض مع مواقف بلاده الاستراتيجية تجاه القضية الكردستانية، مما يشير إلى أن إسرائيل ربما تحاول الاستفادة من هذه القضية المشروعة في إطار مصالحها السياسية. ومن هذه التصريحات يمكن استنتاج أنه ربما تهدف إسرائيل إلى:

1. ممارسة الضغط على المنافسين الإقليميين: من خلال دعم الكرد، يمكن لإسرائيل أن تخلق مصدراً لعدم الاستقرار للمنافسين الإقليميين مثل العراق وسوريا وإيران وتركيا. ويجب أن يُفهم ذلك أيضاً على أنه محاولة لتحقيق التوازن الاستراتيجي مع هذه الدول، خاصة في ضوء التوترات التاريخية بين إسرائيل والعديد منها.

2. التحالفات الاستراتيجية: تعاونت إسرائيل في بعض الأحيان مع الجماعات الكردستانية، خاصة في القتال ضد داعش، حيث لعب المقاتلون الكردستانيون (البيشمركة والشرفانيين) دوراً حاسماً.

وتطرح أسئلة مهمة: إذا كانت إسرائيل تدعم بالفعل القضية الكردستانية، فلماذا لم تدعم ثورة أيلول (سبتمبر) 1975 بعد اتفاق الجزائر؟ ولماذا دعمت مساعي تركيا لاعتقال الزعيم الكردستاني البارز عبد الله أوجلان؟ ولماذا صمتت عندما أُجري استفتاء الاستقلال في إقليم كردستان عام 2017؟

التحول الاستراتيجي: من الحذر إلى التعاون
تصريحات الوزير ليست جديدة في سياق دعم إسرائيل للقضايا الإنسانية في بعض "المناطق الساخنة". لكن هذه التصريحات تحمل دلالات سياسية، خاصة في ظل التغيرات الائتلافية في المنطقة. وعلى الرغم من موقفها التقليدي الحذر تجاه الكرد في الماضي، بدأت إسرائيل مؤخراً في تعزيز علاقاتها مع بعض الأحزاب الكردستانية، خاصة في ظل التوترات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. قد يكون هذا التحول مرتبطاً بمصالح أمنية واستراتيجية تتعلق بمواجهة التوسع الإيراني في المنطقة، إذ ترى إسرائيل في دعم الكردستانيين حليفاً لها في مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة. من ناحية أخرى، قد لا تكون هذه التصريحات سوى تعبيرات عن موقف يهدف إلى التضليل الإنساني، خاصة وأن إسرائيل قد استخدمت مثل هذه التصريحات في الماضي لبناء صورة دولية تُظهر التزامها بحقوق الإنسان.

يبقى موقف وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد تجاه اضطهاد الكرد قضية تستدعي المزيد من التحقيق. ورغم أن تصريحاته قد تعكس موقفاً إنسانياً، إلا أنها تحمل أيضاً أبعاداً استراتيجية قد تكون مرتبطة بتوازن القوى الإقليمي في الشرق الأوسط. بالنسبة للشعب الكردستاني، تبقى القضية الكردستانية في قلب الصراع الإقليمي والدولي ومن الأهمية بمكان أن تتضافر الجهود الدولية لدعم حقوق الكردستانيين في المنطقة بعيداً عن استخدامهم كورقة ضغط سياسية.

يمكن ملاحظة كيفية تأثير هذا الموقف الإسرائيلي على المنطقة بشكل أكبر، مثل تبعات الدعم الإعلامي الإسرائيلي للكرد على علاقاتها مع دول مثل تركيا وإيران، وخاصة في ضوء ما يجري في تركيا حالياً، حيث يثار الجدل حول الإفراج عن عبد الله أوجلان. يمكن أن تكون هذه القضية بمثابة ضغط على الحكومة التركية واهتمام إيران بالكرد في سياق مشاركتهم في السلطة، خصوصاً بعد مقتل الرئيس الإيراني الأسبق إبراهيم رئيسي. في ظل التغيرات السياسية الأخيرة في إيران، ازدادت أهمية مشاركتهم السياسية في السلطة، مما يزيد من تعقيد العلاقات الإيرانية مع الكرد في ظل التوترات الإقليمية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هل لنا حمص في المولد
زبير زاندا -

انت تخلط الماضي بالحاضر ايها الكاتب الكريم،في هذه الحالة الحكم فيه الكثير من النقص...عندما اتهموا المرحوم الخالد برزاني ،عن علاقته باسرائيل، اجاب انا مثل الشحاد ،افتح يدي لااسأل من يضع فيه شيء !! ....تراكمات القتل الشوفيني والابادة الجماعية من قبل محتلي كوردستان ،للشعب الكوردي، فقط يماثلة أفران الغاز الهتلرية، والابادة الجماعية للارمن من قبل تركيا العثمانية...اذا كان هناك جغرافية جديدة للشرق الاوسط، يجب ان لانخرج من المولد بلا حمص...إسرائيل او امريكا ليست عدوة للكورد..أعدائنا معروفين، يجب ان نبعد هذه المرة حكما اسلاميا في لعبة قومية...شكرا لك ،(وللايلاف الشجاعة والحرة)،لطرحهم الموضوع..

الحكم المحايد...
زبير زاندا -

التطورات التي طرأت في الشرق الاوسط ،في السنوات الاخيرة، يجعلنا على أبواب حقبة تاريخية ،سيكون لها عواقب لفترة طويلة....قالوا للمرحوم البرزاني ،لماذا تتعاون مع إسرائيل.؟.قال انا مثل الشحاد ،لااسأل من انت للذي يضع في يدي مساعدة...حتى لانخرج من المولد بلاحمص، ليس لنا غير إسرائيل وامريكا الان...المباراة على أرض كوردستان ايضا الان،والحكم يجب ان لايكون من الذين تلطخت يدهم بالدم الكوردي.

نكران الجميل .....ونظرية المؤامره
فول على طول -

واجب عليكم شكر اسرائيل وعرفان بجميلها وموقفها الشهم من قضيتكم أو على الأقل لا تظن السوء بها حسب نظرية المؤامره ..اسرائيل تندد بالظلم الواقع عليكم من قبل اخوتكم فى الايمان - مع أنهم يعتبرونكم نفر من الجن - ولكن سيادتك تشك فى نوايا اسرائيل وكأنك فاحص النوايا والضمائر بدلا من أن تأخذ بظاهر الأمور . طيب يا عم الكاتب : اسرائيل لا تهضم حقوق الأكراد ولم تقوم بحملة الأنفال ..ولم تؤيد الأنفال كما أيدها الذين أمنوا وجامعتهم العربيه ..بل أنتم تتظاهرون من أجل قضية فلسطين وتنددون بانكم ضد اسؤرائيل ..هل رأيت نكرانا للجميل أكثر من ذلك . عموما وها أنت كاتب وتفكر بهذه الطريقه فلا عتب على المشعوذين الكرد الذين يجدافعون عن العروبه والاسلام بالرغم مما فعلوه بكم ..

كيف للكرد ان يرتبوا بيت الكرد من الداخل
Gevan -

السيد الكاتب بدل ما تكتب المقال عن الاسرائيل وكيف اسرائيل يلعب على الحبال عليك ان تكتب كيف للكرد ان يرتبوا بيت الكرد من الداخل ،اما بالنسبه لاوجلان عذرا على هالعباره اوجلان كان حمار ركب عليها حزب البعث الفاشي والايرانيون وحتى اتراك ركبوا على اوجلان، كيف لك ان تكتب عن اعتقال اوجلان وتنسى كيف اوجلان دخل في خدمه حزب البعث الفاشي في سوريا وباعه قضيه الكرديه مقابل اكل كم سندويشه الشاورما في ساحه عرنوس. اخيرا ولست اخرا عليك ان تكتب مقالات كيف للكرد ان يرتبوا بيت الكرد من الداخل وان يعمل على ان يكون رجل المناسب في مكان المناسب لكي يلعبوا دور محوري في خلاص شعب الكردي من هذا الحملات لا اخلاقيه الذي يتعرض لها قبل دوله تركيا الفاشيه ومن قبل حكومه الشيطان في القم ومن قبل ميليشيات الشيعيه في العراق الذين يقطعون ليس فقط الرواتب وانما حتى حليب اطفال

امة فى شقاق
ابو تارا -

اكبر معضلة ومشكلة يعانى منه الكورد على مر تأريخهم الدامى والمجيد هو صراعاتهم وخلافاتهم الداخلية وهو السبب فى كل ما لحق بهم من ماسى وفواجع ونكسات وكوارث ولا يمكن ان تقوم لهم قائمة ويرتفع علمهم على سارية الامم المتحدة ما لم يجمعوا صفوفهم ويوحدوا كلمتهم ويختاروا رمزا من رموزهم ليقودهم الى بر الامان وشاطىء النجاة