سقوط الأسد وبداية النهاية لدكتاتورية خامنئي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شهدت الساحة السياسية في الشرق الأوسط تطورات مفصلية خلال الأشهر الماضية، كان أبرزها سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وهو ما شكل ضربة استراتيجية لنظام ولاية الفقيه في إيران. فبعد مرور أكثر من 54 عامًا من حكم عائلة الأسد، وبدعم من نظام خامنئي، انتهت أخيرًا حقبة طويلة من الاستبداد والدمار الذي خلفه الأسد في سوريا. هذا التحول الجذري في المنطقة لا يعد مجرد خسارة لحليف استراتيجي لإيران، بل هو بداية النهاية لمشروع الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط.
دور خامنئي في دعم نظام الأسد
من المعروف أن نظام خامنئي كان أحد أكبر داعمي الأسد طوال سنوات الحرب السورية. دعم إيران للأسد لم يكن مجرد دعم دبلوماسي، بل تمثل في دعم عسكري واقتصادي كبير، حيث موّلت إيران النظام السوري بأموال الشعب الإيراني ووفّرت له دعمًا لوجستيًا عبر ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني، وعلى رأسها قاسم سليماني. هذا الدعم أسهم بشكل كبير في بقاء الأسد في السلطة رغم الانتفاضة الشعبية العارمة التي عمت البلاد منذ عام 2011. ويؤكد العديد من المتابعين أن النظام الإيراني كان هو العامل الرئيسي في الحفاظ على بقاء الأسد في السلطة، من خلال استخدامه للقوة المفرطة وفرض القمع على الشعب السوري.
المقاومة الإيرانية وكشف تدخلات النظام الإيراني
منذ بداية الثورة السورية، كانت المقاومة الإيرانية هي السبّاقة في فضح تدخلات النظام الإيراني في سوريا. فقد استطاعت المعارضة الإيرانية ومن خلال نشر الوثائق والمعلومات أن تكشف دعم النظام الإيراني للمجازر التي ارتكبها الأسد ضد شعبه. كما أكدت المقاومة الإيرانية، عبر مؤتمراتها ومواقفها، أن تدخل النظام الإيراني في سوريا كان جزءًا من استراتيجية تصدير الحروب والإرهاب إلى دول المنطقة، وهو ما يتجلى في شعارات خميني التي تدعو إلى "فتح القدس من خلال كربلاء".
سقوط الأسد: ضربة استراتيجية لخامنئي
يمثل سقوط الأسد ضربة كبيرة لخامنئي ونظامه. فالنظام الإيراني الذي طالما حاول أن يثبت نفسه كقوة إقليمية من خلال دعم حلفائه في المنطقة، يجد نفسه الآن في موقف ضعيف بعد خسارة أحد أكبر حلفائه. وفي اجتماع استثنائي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 19 كانون الأول (ديسمبر) 1403، أكدت مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس، أن سقوط الأسد يعني بداية سقوط أعتي الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة، أي نظام ولاية الفقيه في إيران. فقد أدى ذلك إلى انهيار ما يسمى بـ"العمق الاستراتيجي" للنظام الإيراني في المنطقة، وهو ما يفتح الطريق أمام المزيد من الانهيارات المحتملة لنظام خامنئي.
الدور الهام للمقاومة الإيرانية
وأشادت رجوي بدور المقاومة الإيرانية في دعم الثورة السورية وكشف جرائم النظام الإيراني في سوريا. وأكدت أن المقاومة الإيرانية كانت دائمًا إلى جانب الشعب السوري في مواجهة القمع والقتل، واعتبرت أن سقوط بشار الأسد هو نتيجة حتمية للنضال المستمر للشعب السوري، وهو جزء من سلسلة الهزائم التي يتعرض لها النظام الإيراني في المنطقة. كما شددت على أن الشعب الإيراني سيستفيد من هذه التجربة ويستمر في نضاله لإسقاط النظام الإيراني، مؤكدين أن حرية الشعب الإيراني هي مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة.
التأثيرات الإقليمية والدولية
إنَّ سقوط الأسد ليس مجرد هزيمة لنظام الأسد وحده، بل هو ضربة كبيرة للسياسة الإيرانية في المنطقة. فقد أكدت العديد من المصادر أن إيران كانت قد استثمرت مليارات الدولارات في سوريا في محاولة للحفاظ على النظام السوري. وهذا الاستثمار الكبير يشير إلى مدى أهمية سوريا بالنسبة للنظام الإيراني كداعم رئيسي في مشروعه التوسعي في المنطقة. وفي هذا السياق، أشارت رجوي إلى أن انهيار النظام السوري سيضعف بشكل كبير من قدرات إيران على الهيمنة على المنطقة من خلال استخدام الميليشيات والحركات الوكيلة.
الخطوة التالية: تعزيز المقاومة الشعبية
أكد أعضاء المجلس الوطني للمقاومة أن التطورات الأخيرة في سوريا ستسرّع من عملية إسقاط النظام الإيراني، من خلال دعم الثورة الشعبية في إيران. فقد شددوا على أن الدعم المتزايد من برلمانات العالم للمقاومة الإيرانية يعزّز من فرص إسقاط نظام خامنئي عبر الانتفاضة الشعبية وجيش الحرية، مؤكدين أن الشعب الإيراني سيحقق من خلال هذه النضالات حقه في الحرية والديمقراطية.
خاتمة
إن سقوط الأسد هو بداية لمرحلة جديدة في الشرق الأوسط، حيث لا يمكن أن تستمر دكتاتورية ولاية الفقيه في تحقيق أهدافها الإقليمية من خلال القمع والظلم. ومع تزايد الضغوط على النظام الإيراني في الداخل والخارج، تزداد احتمالات أن يشهد الشرق الأوسط تغييرات جذرية بسقوط نظام ولاية الفقيه ومن يدور في فلكه، وقد تساهم في تحقيق السلام والحرية للشعوب في المنطقة. إن المقاومة الإيرانية ستظل تقف في صف الشعوب المظلومة في سوريا وإيران، وستستمر في فضح تدخلات النظام الإيراني التي طالت العديد من دول المنطقة، وصولًا إلى تحقيق هدفها في إسقاط النظام الإيراني الفاسد.