فضاء الرأي

اليوم العالمي للغة العربية.. شموخ ونكسات

من أعمال الفنان اللبناني نسيب مكارم
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في اليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف 18 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، أصبحت الثقافة اللغوية مثار جدل كبير لدى العديد من المهتمين. حتى الآن، ما زالت ملامح الغموض تحول دون فهم ما يجري في الدول الإسلامية، خصوصاً تلك الناطقة بالعربية. هذا الغموض يتفاقم مع وجود الثنائية اللغوية وتعدد الألسنة داخل المجتمع الواحد. فاللغة ليست مجرد أداة للتواصل كما يظن البعض، بل هي أعمق من ذلك بكثير. إنها مرآة الحضارة والثقافة، ويبدو أن هناك محاولات متعمدة لاستهداف الهوية الثقافية للأمة من خلال الانتقاص من اللغة العربية الفصيحة.

لقد وُصفت لغة النبوة هذه بكونها عاجزة عن استيعاب العصر ومفاهيمه، وهو ادعاء يكشف عن تمرد واضح على الهوية الثقافية. في الواقع، أثبتت الدراسات اللسانية والثقافية أن اللغة العربية هي مرآة للتطور الفكري والبناء الحضاري. ومنذ أن دخلت الدول الاستعمارية أراضي الشعوب المستضعفة، فرضت لغتها بالقوة كوسيلة لخلق علاقة تبعية دائمة، حيث أصبحت المصطلحات المستوردة أداة لزعزعة الشخصية الثقافية للأمة.

اللغة العربية الفصيحة، التي تعرضت لهجمات شرسة عبر التاريخ، ما زالت تواجه تحديات كبيرة اليوم. ومن أسباب هذا التراجع العجز عن استيعاب المصطلحات العلمية والمفاهيم الحديثة، والتراجع التاريخي الناتج عن استبعاد اللغة من الحياة اليومية وطغيان العامية، وتأثير الإعلام والمسلسلات المدبلجة، والأوضاع الراهنة التي تمر بها أمة القرآن الكريم.

كما أن اللغة العربية لم تُستخدم بشكل كافٍ خلال فترة حكم الإمبراطورية العثمانية التي استمرت أربعة قرون. ومن المثير للسخرية أن بعض أبناء الأمة أصبحوا يرفضون إدخال اللغة العربية الفصيحة في مجالات مثل التكنولوجيا، تحت ذريعة التطور والانبهار باللغات الأجنبية.

من المؤسف أن نجد هناك محاولات مستمرة لفرض النموذج اللغوي الأجنبي على المجتمعات العربية، وهو ما يستدعي نقاشاً علمياً حقيقياً لإعادة الاعتبار للغة العربية، مع احترام التعدد اللغوي المحلي في كل قطر عربي، كجزء من التنوع المجتمعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف