فضاء الرأي

حسابات أردوغان الخاطئة

مظاهرة دعم لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في القامشلي بمحافظة الحسكة ضد التصعيد التركي
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أثبتت حسابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتعلقة بسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد أنها غير صحيحة. لقد كان يظن أنه سيصبح بنفسه الأسد الذي يستطيع أن يفترس الكرد في شمال شرق سوريا، على اعتبار أنَّ سوريا والحكومة السورية أصبحتا تحت إمرته، وأصبح حلم القضاء على "قسد" والمعارضة الكردية قاب قوسين أو أدنى. لكن هبت الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعد سقوط نظام الأسد وجدت الحكومة الانتقالية التي يقودها الثوار السوريون نفسها في مأزق أمام المطالب الدولية ببناء نظام ديمقراطي حر من ناحية، ومن ناحية ثانية وجوب احترام مطالب الأقليات بنظام فيدرالي عادل ومطالبة قوى المعارضة الأخرى بحكومة علمانية بعيدة عن الدين والحزب الواحد.

يعني هذا أن أمام حكومة الثوار السوريين طريقًا طويلًا لحل مشاكل الداخل، لذلك، فلا نستغرب من تصريحات أحمد الشرع، المسؤول الأول في الثورة السورية بأن سوريا غير قادرة على الدخول في أي صراع عسكري حاليًا وفي المدى المنظور، خاصة بعد أن تحطمت الآلة العسكرية السورية بفعل الضربات الإسرائيلية المستمرة. أما الحلول السياسية فستحتاج إلى شد وجذب قد يستمر لسنين طويلة من عمر النظام الجديد لأجل حلها وإعادة الحياة إلى هذا البلد المدمر المنهك اقتصاديًا وعسكريًا وأمنيًا ومجتمعيًا.

لذلك، نقول إن الحكومة السورية المؤقتة والقادمة لا تفكر بشن أي حرب ضد الكرد، وستعمل على المهادنة في أقل تقدير معهم. وهنا خسر أردوغان رهانه الأول. بالتأكيد سيفكر باللجوء إلى رهانه الثاني القاضي بتحريك بعض الفصائل المسلحة الموالية لتركيا لتحقيق الحلم الأردوغاني. لكن جميع الفصائل المسلحة أنهكتها الحروب والابتعاد عن الأوطان والأحباب لفترات زمنية طويلة، وهي باتت على أبواب بناء سلطة سلمية وتعويض الشعب بالسلام والأمان بدل الحروب، ولن تكون مستعدة للدخول في معارك لا ناقة لها بها ولا جمل.

إقرأ أيضاً: نحن والتنافس الإيراني التركي

حتى وإن تحركت هذه الفصائل تثاقلاً ضد الكرد، ستجد هؤلاء حتمًا في أتم الجهوزية للقتال دفاعًا عن أرضهم وعن كيانهم، والكل يعرف قوة الكرد اليوم التي يحسب لها ألف حساب من حيث العدة والعديد والروح المعنوية. أما القوات التركية، فهي عاجزة عن أن تحسم الأمور بنفسها عسكريًا، ليس لضعفها ولكن لحرصها على عدم تجاوز الخطوط الحمر المرسومة دوليًا، فقد تلقت التحذيرات الأوروبية والأميركية بعدم السماح لها بخوض المعارك مباشرة مع الكرد، فبذلك تم قطع الطريق أمام أردوغان للتحرك ضد كرد غرب كردستان.

لم يتبق أمام أردوغان لتحقيق أهدافه سوى إعادة تنظيم داعش الإرهابي إلى الحياة، وهنا سيجد التحالف الدولي بالمرصاد. فالتحالف الدولي أساسًا متواجد في المنطقة للقضاء على الإرهاب الداعشي. إذاً، فحسابات أردوغان كانت خاطئة، ونشوة النصر بإسقاط الأسد بالنسبة إليه أصبحت غصة وجاءت بنتائج عكسية، بعدما أعطى أردوغان من حيث لا يدري دفعة قوية للكرد في شمال شرق سوريا نحو الاستقلال، وانقلب السحر على الساحر.

إقرأ أيضاً: توقعات حول نهاية الأزمة السورية

ما يزيد الطين بلة على الأتراك أن الحكومة العراقية كانت قد رحبت بوجود قوات سوريا الديمقراطية على امتداد أكثر من مئتي كيلومتر من الحدود العراقية السورية، واعتبرت تلك المسافة الحدودية مؤمنة ضد الإرهاب وضد فصائل المعارضة السورية وضد جبهة النصرة. وهذا يعني استحالة تعاون الحكومة العراقية مع أردوغان في الإطاحة بقوات سوريا الديمقراطية، خاصة بعد أن أصبح واضحًا للحكومة العراقية تدخلات تركيا الغادرة في الشأن السوري.

هل سيحمل أردوغان الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب نتائج سوء حساباته؟ أم أنه سيضطر لزيارة أربيل مجددًا لمساعدته على إيجاد حل يحفظ له ماء الوجه بعد أن أساء التقدير وأخطأ الحساب؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا محادثات مع ارهابيين
فرات -

تركيا نفت أية محادثات لوقف إطلاق النار مع قوات سوريا الديمقراطية بعد تصريحات أميركية حول تمديد الهدنة في منبج. مسؤول تركي يؤكد أن بلاده لا تجري محادثات مع "أي منظمة إرهابية"

ما فيه مجال للتفاوض مع مسلحين ،،
فرات -

ما في دولة في العالم ولا في الغرب قبلت بالمفاوضات في بلادها مع اقلية مسلحة، اولا الاقلية ترمي سلاحها بعد ذلك يتم التفاوض مع العلم ان تنظيم قسد الإرهابي يختطف الأكراد والعرب في مناطق سيطرته وشغله شغل العصابات،، قسد وغيرها من المنظمات الإرهابية الكوردية بيدق للاستخدام من جهات اجنبية، وغطاء لأحلام الأرمن، وسينتهي دورها بقليل من التفاهم التركي الأمريكي،،

كل التهانى برحيل الأسد ولكن
فول على طول -

هل تعتقد أن الذين ولغوا فى الدماء ويحملون السلاح وعباره عن مرتزقه جاؤوا من بلاد كثيره - الشيشان ..افغانستان .. ايجور الصين ..بلاد عربيه كثيره الخ الخ - وارتكبوا المجازر فى سوريا ضد أبناء سوريا وفى العراق وفى بلاد أخرى تعتبرهم ثوار ولديهم مشروع وبناء دوله محترمه أم أسوأ وأسفل ديكتاتوريه تتظركم ؟

اتفاقية الدفاع المشترك
فرات -

ستوقع سوريا مع تركيا اتفاقية دفاع مشترك ، وهذا سيقضي على المنظمات الإرهابية الكوردية وغيرها من منظمات و كل مهددات الامن القومي التركي والسوري ،