ماذا يحدث في جنين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعيش العالم حالياً حقبة معقدة على كافة الأصعدة، مليئة بالتناقضات وازدواجية المعايير. لا يزال التوتر سيد الموقف في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، مع استمرار الاشتباكات بين قوى الأمن الفلسطيني والمسلحين المتواجدين داخل المخيم، في إطار حملة "حماية وطن" التي دخلت يومها الثاني والثلاثين على التوالي.
وأطلقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الحملة منذ أكثر من شهر، بهدف القضاء على ظاهرة فوضى السلاح وفرض النظام والقانون. وتستهدف الحملة اعتقال الخارجين عن القانون ونزع أسلحتهم، وفقاً لتصريحات رسمية.
واتهمت شخصيات أمنية في السلطة الفلسطينية جهات إقليمية، على رأسها إيران، بالسعي إلى تأجيج صراعات داخلية بين الفلسطينيين، بهدف تحويل وجهة القضية الفلسطينية واستغلالها كورقة ضغط دولية.
في هذا السياق، هاجمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ما وصفته بـ"المشروع الإقليمي الإيراني" ووكلائه الفلسطينيين، في إشارة إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
واتهمت "فتح" المجموعات المسلحة في مخيم جنين بتنفيذ مخطط يهدف إلى إعادة إنتاج سيناريو "حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة" في الضفة الغربية.
وقالت "فتح" في بيان إنَّ "تصريحات حركة الجهاد الإسلامي التي هاجمت فيها السلطة الفلسطينية تعكس فصاماً سياسياً وقصوراً في قراءة مجريات الأحداث، بالإضافة إلى تماهٍ مع المشاريع الإقليمية، خصوصاً المشروع الإيراني الساعي للهيمنة".
وتعهدت الحركة بأن القضاء الفلسطيني سيتولى محاسبة القتلة ومموليهم، مؤكدة على ضرورة "القصاص من الذين ينتهكون حرمة الدم الفلسطيني".
إقرأ أيضاً: في ذكرى تأسيسها.. حماس بين فكي كماشة الحرب والأزمات
في ظل هذه التطورات، حذرت تقارير غربية من أن الأوضاع في الشرق الأوسط قد تصبح أكثر تعقيداً مع اقتراب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وأشارت التقارير إلى أن إسرائيل قد تستغل حالة الفوضى في الضفة الغربية للحصول على ضوء أخضر لضمها تحت ذريعة غياب الأمن.
ويرى المحللون أنَّ التصعيد في الضفة الغربية واستهداف السلطة الفلسطينية يخدمان أساساً الأجندة الإسرائيلية، مضيفاً أن الدعم الشعبي للمقاومة لا يعني بأي حال من الأحوال تأييد الفوضى أو تعريض حياة المواطنين للخطر.
وتبذل شخصيات فصائلية وعشائرية جهودًا مكثفة للتوسط لتهدئة الأوضاع داخل مخيم جنين، فيما دعت قوى الأمن الفلسطيني المسلحين الخارجين عن القانون إلى تسليم أسلحتهم أو مغادرة المخيم.
إقرأ أيضاً: هل تخطط إسرائيل لعزل قطاع غزة؟
حقيقة الأمر، يخشى الفلسطينيون في الضفة الغربية من جرهم إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل على غرار ما حدث في قطاع غزة، خاصة في ظل انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان وانخفاض وتيرة الاشتباكات في غزة، مما يعزز المخاوف من استفراد إسرائيل بالضفة الغربية. وهنا تزداد الفرص أمام بعض القوى الإقليمية للإصطياد في الماء العكر، والزج بالضفة الغربية في حرب طويلة مع الاحتلال، كما حدث الأمر مع أكثر من جبهة في المنطقة بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023. فهل تنجح تلك الأطراف الخبيثة في ذلك، أم تنجو الضفة بنفسها من ذلك المخطط الشيطاني؟