فضاء الرأي

سوريا ومخاطر عودة الإرهاب

عنصر من "الأمن العام السوري" لدى إحباط عملية تهريب سلاح إلى لبنان
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ماذا يعني وصول جماعة إسلامية متطرفة إلى الحكم؟ سؤال يحمل في طياته مخاطر عدة، من المشاهد التي نراها كل يوم داخل الأراضي السورية، التي أصبحت مأوى للتنظيمات المسلحة، بعد سقوط نظام بشار الأسد. وهو أمر بالغ الخطورة ينذر بعواقب وخيمة حال وصول الجماعات الإسلامية المتطرفة مرة أخرى إلى الحكم.

يبدو أن التطورات الأخيرة في سوريا تؤكد ما يقلق مصر، ورغم تكرار الإدارة الجديدة في سوريا أنها لن تسمح بتهديد أمن الدول العربية، ودعوتها لإقامة علاقات جديدة مع محيطها العربي، فإن الوقائع على الأرض تتناقض مع ما يحاول حكام دمشق الجدد تسويقه في دعايتهم.

ما دعا إليه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال اجتماع الرياض الأخير، من أهمية تعاون كافة الأطراف الإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب، ومنع إيواء أي عناصر إرهابية على الأراضي السورية بما قد يمثل تهديدًا أو استفزازًا لأي من دول المنطقة، إلى جانب تكاتف المجتمع الدولي للحيلولة دون أن تكون سوريا مصدرًا لتهديد الاستقرار في المنطقة أو مركزًا للجماعات الإرهابية، يؤكد المخاوف المشروعة من عودة التنظيمات المتطرفة إلى الحكم.

وجاءت دعوة عبد العاطي في الوقت الذي دعا فيه أحد الإرهابيين المصريين المنتمين لتنظيم الإخوان إلى عمل مسلح من أجل تغيير نظام الحكم، وذلك في مقطع مصور من داخل دمشق. وهو أمر بالغ الخطورة يناقض ما قالته السلطة الجديدة في سوريا بزعامة أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، التي سارعت بإطلاق تصريحات بأنها اعتقلت الإرهابي المصري أحمد المنصور.

من المؤكد أن مصر تشعر بأن الاضطرابات في سوريا قد تساعد المتطرفين وجماعة الإخوان وأذرعها المسلحة على إعادة تنظيم صفوفها واستهداف أمنها. والأخطر من مقطع الفيديو هو خروج بيان من المجموعة التي شكلها المنصور، وتدعى "حركة ثوار 25 يناير"، تزعم أن المنصور اعتقل عقب تلقيه دعوة من الأمن العام لمقابلة وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة.

وبالبحث في ملفات الإرهابي أحمد المنصور، نجد أنه شارك في أعمال مسلحة في جبهات سورية تحت قيادة أبو قصرة في هيئة تحرير الشام. وهو ما يشير إلى درجة كبيرة من التواصل مع قادة كبار في الهيئة التي تسيطر على السلطة في دمشق.

استطاع الإرهابي أحمد المنصور أن يهرب من مصر عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر بفضل ثورة شعبية هي الأكبر في تاريخ الدولة المصرية والعالم العربي، اندلعت في 30 حزيران (يونيو) 2013، دعمها وساندها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع في تلك الفترة، إلى جانب القوات المسلحة والشرطة المصرية، وجنّبوا مصر ودول المنطقة ويلات التطرف والإرهاب.

وانضم الإرهابي أحمد المنصور إلى "جبهة النصرة" التي أصبحت تعرف لاحقًا بـ"هيئة تحرير الشام".

إقرأ أيضاً: قمع الأسيرات الفلسطينيات

وقبل أسبوعين، خرج عبد الرحمن القرضاوي، نجل الزعيم الروحي للإخوان المسلمين يوسف القرضاوي، في مقطع فيديو من مسجد الأمويين بدمشق، متوعدًا بأن يتكرر في مصر ما حدث في سوريا.

وأثار ظهور محمود فتحي، الإرهابي المحكوم عليه بالإعدام في مصر في قضية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، جدلًا كبيرًا بعدما تداولت صورته إلى جانب الشرع، قائد الإدارة السياسية الجديدة وزعيم هيئة تحرير الشام. ولا يمكن للقاهرة غض الطرف عن هذه الإشارات المتتالية التي تفصح عن وجود علاقات وثيقة بين الجماعات المسلحة في سوريا وتنظيم الإخوان المصنف إرهابيًا في مصر وعدد من الدول العربية.

أما الخطوة الأكثر إثارة للجدل، فكانت قرار الإدارة الجديدة في سوريا تعيين مقاتلين أجانب وعرب ضمن الجيش السوري، من بينهم الجهادي المصري المطلوب للقضاء علاء محمد عبد الباقي، برتبة عقيد.

وأثارت هذه التعيينات تساؤلات حول توجهات الإدارة الجديدة، خاصة في ظل مخاوف دولية من تأثير وجود مقاتلين أجانب وعرب في الجيش على استقرار المنطقة.

إقرأ أيضاً: أين الحكومة من معاناة سكان غزة؟

وصول جماعة متطرفة مسلحة إلى السلطة في سوريا يمكن أن يعطي نموذجًا للجماعات المتطرفة التي تسعى إلى السلطة في بلدان أخرى، وفي مقدمتها الإخوان المسلمون. كما أن الانفتاح الغربي السريع على السلطة الجديدة يشجع الجماعات الإرهابية التي ستحظى بالقبول الدولي بـ"مجرد تمكنها من السيطرة على الحكم".

ولم تتوقف الطائرات الغربية عن الهبوط في دمشق، حيث التقى وزراء أوروبيون ومبعوثة أميركية قائد الإدارة الجديدة، وقدموا تعهدات برفع العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا في عهد بشار الأسد. ويمكن فهم الانفتاح الغربي في سياق رغبة أوروبا في إنهاء ملف الهجرة غير الشرعية وعودة اللاجئين السوريين في أوروبا، الذين يقدر عددهم بالملايين، إلى بلادهم. لكن عدم وجود ضمانات بتغيير حقيقي في النهج المتطرف قد يعيد سوريا إلى جولة جديدة من الصراع الطائفي والعرقي، ومعه تعود قوارب اللاجئين مجددًا إلى الشواطئ الأوروبية.

ولن تستطيع أوروبا أيضًا استيعاب أضعاف هذه الأعداد إذا ما انتقلت الفوضى المسلحة إلى دول أخرى بالإقليم نتيجة استلهام العمل المسلح للجماعات المتطرفة في بلدان أخرى جنوب البحر المتوسط. وما يثير القلق هو أنه على مدار الشهر الأول لهيئة تحرير الشام في السلطة، وقعت العديد من الانتهاكات ضد الأقليات الدينية والعرقية.

إقرأ أيضاً: لهذه الأسباب طويت صفحة حماس

وتعكس الاحتجاجات المسيحية في دمشق خلال فترة عيد الميلاد القلق العميق لدى السكان المسيحيين بشأن مستقبلهم، خاصة بعد أن تقلصت أعدادهم بشكل كبير خلال سنوات الحرب. هذه المخاوف تمتد لتشمل مجموعات أخرى مثل العلويين الذين يواجهون محاولات مصادرة ممتلكاتهم في اللاذقية، والإيزيديين الذين يخشون تكرار ما حدث لهم في العراق، والدروز الذين يشعرون بالقلق أيضًا.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 51 جريمة قتل مؤخرًا، استهدفت غالبيتها الطائفة العلوية، إضافة إلى الهجمات على المقامات الدينية، مثل مقام الشيخ أبو عبد الله الخصيبي في حلب. وشهدت مناطق مثل الشهباء خارج حلب استهدافات مباشرة للأقليات، بما في ذلك الأكراد والإيزيديين. وينذر الوضع الحالي بموجة لجوء جديدة للأقليات الدينية التي لا تزال تبحث عن ملاذ آمن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نتنياهو يوبخ عملاءه !
حدوقه -

الخشية لدى منظومة الأمن الصهيونية أن تقوي الصفقة حماس في الضفة.‏تحرير مئات الاسرى للضفة سيغرق الشارع ويضعف اكثر وأكثر السلطة ‏معظم الاهتمام موجه الان للجبهة المهيئة للاشتعال وهي الضفة التي تغلي.‏الشاباك احبط اكثر من ١٠٠٠ عملية خلال العام ٢٠٢٤ والمحاولات لا تتوقف لتنفيذ عمليات.‏السلطة تلقت اهانة سياسية من نتنياهو الذي رغم عدم وجود بديل لها لا يتعاون معها وخاصة لاعطائها دور في غزة.

جايك الدور يا ديكتاتور ، مرعوب ليه ؟
حدوقه -

25 يناير قريب ، جاي عليك الدور يا ديكتاتور ، مالك مرعوب ليه ، ومنزل شبيحتك يرعبوا الناس ،الناس مش خايفه ، اللهم ثورة لا تبقي ولا تذر ،،

عار سيلازمكم ابد الدهر
بلال -

لم يخرج أي مسؤول أو جنرال إسرائيلي ليعلن تحقيق انتصار، بل وصفوا ما حدث بأنه صفقة صعبة وقاسية وخسارة كبيرة. ومع ذلك، تستمرون في الحديث عن “انتصار وهمي”. لا بارك الله في التزييف، فالتاريخ سيسجل خزيكم وعاركم الذي سيلازمكم طيلة حياتكم.

عندما يشتم الاوغاد الاحرار
حدوقه -

يا خدام النظم العسكرية الانقلابية الإرهابية المجرمة ، ألا تستحون إلا تخجلون ما فيش خشا ، عندما تصفون الاحرار بالارهابيين يا خدام النظم الإرهابية يا خدام البيادة ،،

سقطت احلام الصهاينة وسقطت معها اماني اخوانهم
بلال -

خطة الترحيل سقطت‏خطة الجنرالات سقطت‏خطة التهجير إلى سيناء سقطت‏لن ننسحب من نتساريم سقطت‏لن ننسحب من فيلادلفيا سقطت‏سوف نقضي على حماس سقطت‏سنحرر جميع "المختطفين" سقطت‏لن تحكم حماس غزة بعد الحرب سقطت

الإرهابيون يثبتون اركان الحكم ومش سائلين عن علاككم الفاضي ،،
فرات -

الشباب ( الإرهابيون الذين يرهبون اعداء الإسلام ) و الذين يثبتون اركان الحكم الإسلامي في دمشق الاسلام . مش سائلين عن علاككم الفاضي على السوشال ميديا ،،

سوريا وتركيا ايد واحده ،،
حدوقه -

بعد اتفاقية الدفاع المشترك ،وقاعدة ، الصحافة الإسرائيلية: آخر شيء تريده إسرائيل هو وجود عسكري تركي في مرتفعات الجولان.

الاقليات مشجب الغرب ،،
فرات -

شماعة الاقليات" ‏عبر تاريخ الاستعمار الغربي استخدمت ورقة الاقليات كاداة للابتزاز وشرعنة التدخل في شؤون الدول …وهي ان لم تجد اقليات مضطهده اصطنعتها ثم تحدثت باسمها ، فعندما تذبح الاكثرية وتهدم مدنها وقراها كما هو حال في سوريا فهذا شأن داخلي وصراع محلي وعندما يريد اي مجتمع بناء نموذجه ترمى على الطاولة قضية الاقليات…

اثبتت الوقائع اصطفاف الاقليات مع المستبدين
صلاح الدين المصري -

اثبتت الوقائع اصطفاف الاقليات الدينية والمذهبية والفكرية مع المستبدين ضد دعاة الحرية والكرامة.مثاله مصر ونعتهم بالارهابيين ، وان الأقليات في دول المنطقة هي من ذبحت الأكثرية السُنة وبدعم شرقي غربي شيطاني.

النظام الإرهابي في مصر يحاصر غزة ،،
حدوقه -

ويقولك مصر السيسي كانت وسيط نزيه و انهت معاناة الفلسطينين في غزة .. الخيانة في ابرز صورها .. ‏خرائط ووقائع وشهود تثبت ما فعلته مصر من بعد الطوفان لاحكام خنق غزة حتى تستسلم !!! جاك الدور يا ديكتاتور

العلمانية عند الاقليات
فرات -

العلمانية في الفكر الأقلوي، فصل المسلمين عن الإسلام، وارهابهم فعلياً أو فكريا ، تحت شعار دولة مدنية، ولا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، مع تمكين رجال الدين من بقية الطوائف في السياسة والحكم وقيادة المجتمع! العجيب ان دعاة الدولة المدينة يسجدون لدولة يحكمها العسكر بالارهاب و تقمع الأكثرية ؟!

العلماني تبعنا
فرات -

العلماني تبعنا ، لا تنتفع بقلمه وانت تقاتل ، ولا تسلم من لسانه عندما تنتصر ، نوع لئيم ،،

مواعظ صبيان الغرب وخدام بيادة العسكر
صلاح الدين المصري -

مواعظ الغرب حول حماية الأقليات في الدول العربية والإسلامية ليست سوى خطاب يُوظَّف عند الحاجة، وأداة تستخدم لشراء الوقت عندما تخرج الأمور عن السيطرة، ريثما يُعاد رسم الخرائط بما يحفظ هيمنة اللاعبين الكبار في لعبة الهيمنة والنفوذ..‏أغلب الذين يرفعون أصواتهم بهذا الخطاب في مثل هذا الوقت لديهم سجل مثقل بالتواطؤ أو الصمت عن هدر حقوق "الأغلبية" ..بل إبادتهم إذا لزم الأمر!هذه المواعظ هي آخر ما يمكن النظر إليه بمصداقية واحترام!

من بكى مع الصهاينة
بلال -

اذاعة جيش العصابات الصهيوني ، عدد من الوزراء والحضور وسكرتير الدولة بكوا أثناء التصديق على الصفقة مع حماس التي توقف الحرب على غزة ‏من بكى معهم يا ترى؟! عباس والسيسي حتماً بكوا لأنهم يدركون ما تنطوي عليه من هزيمة، فيما يجادل في ذلك "باعة الأوهام" في رام الله ومتصهْينون باعوا ضمائرهم.هناك آخرون لم يبكوا، لكن القهر داهمهم لأنهم انتظروا طويلا هزيمة "حماس"!‏زادهم الله قهرا.