فضاء الرأي

قراءة في حملة الاعتقالات في الضفة

يوماً بعد يوم، يوسع جيش الاحتلال عدوانه على الضفة الغربية
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لمصلحة من تصاعد أعمال العنف من جانب الفصائل المسلحة في الضفة الغربية؟ سؤال قد تبدو إجابته واضحة لمن يتابع المشهد المتأزم في مخيم جنين وكافة مدن الضفة الغربية، فمن المؤكد أن استمرار العمل المسلح الممنهج يصب في صالح جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستغل أعمال العنف من جانب العناصر المسلحة لتبرير عمليات قصف المنازل والبنية التحتية في الضفة.

ما يحدث في الضفة الغربية يخدم المخطط الإسرائيلي في التهجير القسري للفلسطينيين، خاصة في ظل انتشار حالة الفوضى الأمنية وما أعقبها من عمليات عسكرية أدت إلى تفاقم الأوضاع، الأمر الذي ينعكس سلباً على جهود السلطة الفلسطينية، التي تسعى جاهدة لرأب الصدع وملاحقة مرتكبي أعمال العنف المسلح، بحجة التصدي للاحتلال.

يوماً بعد يوم، يوسع جيش الاحتلال عدوانه على الضفة الغربية، ولم يكتفِ بأعمال القصف والتدمير لمنازل المدنيين، بل يشن حملات اعتقالات موسعة، مما يزيد الأمور تعقيداً على السلطة الفلسطينية. وبالرجوع إلى الإحصائيات الصادرة عن هيئة شؤون الأسرى، سنجد أن حصيلة حملات الاعتقال التي نفذها الاحتلال تجاوزت 11 ألفاً و500 حالة اعتقال في الضفة، بما فيها القدس.

وجاءت حصيلة المعتقلين من النساء، بعد أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، نحو 430 أسيرة، وتشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتقلن من الأراضي المحتلة عام 1948، وحالات الاعتقال بين صفوف النساء اللواتي من غزة وجرى اعتقالهن من الضفة، ولا يشمل هذا المعطى أعداد النساء اللواتي اعتقلن من غزة، ويُقدر عددهن بالعشرات، إلى جانب ما لا يقل عن 750 طفلاً.

إقرأ أيضاً: خطة تدمير "جنين" ودور السلطة الفلسطينية

ولم يسلم الصحفيون الذين يؤدون عملهم في الأراضي المحتلة، فقد بلغ عدد الصحفيين المعتقلين منذ بدء حرب الإبادة 132 صحفياً، تبقى منهم رهن الاعتقال 59، من بينهم 6 صحفيات و31 صحفياً من غزة على الأقل، ممن تم التأكد من هوياتهم. وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري منذ بدء حرب الإبادة أكثر من 9392 أمراً، ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحق أطفال ونساء.

واستشهد في سجون الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) ما لا يقل عن 41 أسيراً، ممن تم الكشف عن هوياتهم وأُعلن عنهم، من بينهم 24 شهيداً من معتقلي غزة، بالإضافة إلى العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا في السجون والمعسكرات ولم يفصح الاحتلال عن هوياتهم وظروف استشهادهم، إلى جانب العشرات الذين تعرضوا لعمليات إعدام ميداني.

هذه المعطيات لا تشمل أعداد حالات الاعتقال من غزة، والتي تُقدر بالآلاف، علماً بأن الاحتلال اعترف باعتقال أكثر من 4500 مواطن من غزة، أُفرج عن المئات منهم لاحقاً، مع الإشارة إلى أن الاحتلال اعتقل المئات من عمال غزة في الضفة، إضافة إلى مواطنين من غزة كانوا متواجدين في الضفة بهدف العلاج.

إقرأ أيضاً: القدس بين التفاؤل الحذر ومخاوف طمس الهوية

وتتزايد الأرقام المذكورة يومياً مع استمرار حملات الاعتقال التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي "عشوائياً". ومن المؤكد أن السلطة الفلسطينية تعمل جاهدة على تضييق الخناق على العناصر المسلحة، ممن تسببوا في أعمال العنف وحالة الفوضى الأمنية، خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية، لكنها في الوقت نفسه تكشف عن مخاطر تصاعد العمل المسلح غير المنضبط، الذي قد يؤدي إلى فوضى تهدد الاستقرار الداخلي والمشروع الوطني الفلسطيني.

وتعمل السلطة الفلسطينية، في المسارات السياسية والدبلوماسية وفقاً للأطر الشرعية، لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ولكن في ظل انتشار السلاح خارج الإطار الرسمي، فإن ذلك يُضعف من قدرة السلطة على تحقيق أهدافها الوطنية، ويمنح إسرائيل الذريعة لمواصلة عدوانها.

الوضع المتأزم في الضفة يحتاج إلى ترابط وتكاتف بين كافة الأطراف، والتخلي عن قناع "شمشون" الذي ترتديه الفصائل المسلحة بحجة مقاومة الاحتلال، ولكن من المعروف أن العناصر المسلحة تنفذ أجندات خارجية ضد السلطة الفلسطينية، وهو أمر كارثي يجب العمل على تداركه لإنقاذ القضية الفلسطينية، ومنع الاحتلال من تنفيذ مخططه الخبيث.

إقرأ أيضاً: جنين بين التصعيد والظروف الاقتصادية

توحيد الصف الفلسطيني وتعزيز النهج السياسي والدبلوماسي هو السبيل الأفضل لحماية الحقوق الفلسطينية ومنع الاحتلال من فرض أجندته بالقوة، ويجنب الضفة ويلات الدمار الذي وقع في قطاع غزة، بسبب تمرد حماس على السلطة الفلسطينية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
في وثائق بن غوريون نهب بيوت المهجرين الفلسطينيين قصة هامشية
بلال -

قد يبدو الحديث عن السرقة أمرا هامشيا، بجانب ما كشفه "المؤرخون الجدد" سابقا عن المذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، والتي لم يكن لها من هدف سوى تهجير الشعب الفلسطيني، حيث كانت الخطة هي التهجير الكامل، لكن الأمر لم يتم لأسباب عديدة تتعلق بالوضع الدولي في حينه، مع العلم أن حلم تطهير فلسطين من غير اليهود، ما زال يراود العقل الصهيوني، وإن ذهب راهنا إلى مسار التهجير الناعم، وربما استغلال ظروف قد تستجد لاحقا.

الصهاينة في وثائق بن غوريون سرقوا الارض و الممتلكات،،
بلال -

بن غوريون: في مذكراته ، وثّق ما وجده عن "سرقة الممتلكات العربية من قبل اليهود في حرب الاستقلال؛ من طبريا في الشمال وحتى بئر السبع في الجنوب. من يافا وحتى القدس؛ مرورا بمساجد وكنائس وقرى منتشرة بين المستوطنات".وشملت السرقة "محتويات عشرات آلاف البيوت والحوانيت، المعدات الميكانيكية، المصانع، المحاصيل الزراعية، الأغنام وغيرها. وشملت أيضا؛ كتب، ملابس، مجوهرات، طاولات، أجهزة كهربائية، محركات وسيارات".

اين اشاوس فتح ، مشغولون بتعقب احرار الضفة وقتلهم
بلال -

خطوة جديدة على طريق ضمّ الضفة.اليوم؛ صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر على فتح نفق بين بلدتي العيزرية والزعيم تمهيدا لضمّ مستوطنة معاليه أدوميم إلى القدس، وهو المشروع الذي تأجّل مرارا من قبل الحكومات السابقة. ‏عنوان "يديعوت" للخبر:‏"الهدف: السيادة في يهودا والسامرة".العدو يجاهر بمشاريعه التوسّعية دون رادع، أما "جيش التحرير الفتحاوي" فمشغول بمطاردة المقاومة في الضفة وهجاء "حماس" ودعوتها للاستسلام على طريقته "التاريخية"، من دون أن ينسى قصف ذلك العدو ببيان ثوري بين حين وآخر!!

سقوط مبرر حماس اخوكم الصهيوني نتن ياهو لا يريد فلسطينيين بفلسطين،،
بلال -

النتن ياهو: إسرائيل ستزيد من "الضغط" العسكري، وحماس ستنزع سلاحها وقيادتها ستغادر قطاع غزة حتى تبدأ "خطة ترامب" ل "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة: "هذه هي الخطة. نحن لا نخفيها."

منتجع غزة السياحي سيدمر منتجعات مصر السياحية،،
بلال -

منتجع غزة السياحي سيدمر منتجعات مصر السياحية، و ستعض مصر يدها ندماً اذا لم تدعم مقاومة غزة ، وان آخرة خدمة السيسي للصهاينة علقه ،،

فيما تتآمر النظم العربية على المقاومة هؤلاء الاحرار مستقبل فلسطين
بلال -

خروج طلاب هارفرد دعمًا لغزة رغم تضييقات ترامب على المؤيدين لغزة ، يؤكد أن “الطوفان” لم يكن مجرد حدث عابر، بل هزة فكرية غيّرت المواقف والأفكار.‏استمرار طلاب جامعات عريقة في الخروج لدعم غزة شيء ملفت ومهم ، هؤلاء الطلاب هم صنّاع القرار في المستقبل القريب وهذا أكثر ما يقلق الكيان الصهيونى ،،.

مصر النظام الانقلابي متورطة في تهجير اهل غزة ،،
بلال -

سقطت ذريعة حماس ، امتناع مصر عن استخدام أدوات الضغط السياسي التي تملكها، ومداعبة سياسات الكيان الاستراتيجية المباشرة بمسيرات شعبية وحملات إعلامية مؤقتة ومضبوطة الإيقاع قد يعني أن هناك توافقاً مع الكيان والإدارة الأمريكية في برمجة الخطط القادمة في صفقةٍ ما لإبراز ما يجري على أنّه مفروض على مصر، وأن مصر فعلت كل ما تقدر عليه. خطط التهجير باتت واضحة لكل ذي عينين، وليس خافياً أن سيناء ستكون معبراً سيحُبس فيه مئات آلاف اللاجئين في معسكرات وبالحد الأدنى من المعيشة دون مرافق تعليمية أو خدمية، مع فتح مجال التهجير الدوليّ بإغراءات سهلة الإجراءات.

سلطة أوسلو الامنية رديفة الاحتلال في القتل و الإجرام ،،
بلال -

انتقلت الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية من التلويح بالفوضى إلى اختلاقها، ومن التهديد بالفلتان الأمني للتسبب به، ومن التنظير للحرب الأهلية إلى بدء إرهاصاتها الأولى.حادثة البلطجة في قتل الشرطي في ⁧‫#غزة‬⁩ بهذه الطريقة الهجمية والتحدي المتسلح ضمناً بالاحتلال وبعيداً عن الشرع والقانون والعرف بخصوص حادثة القتل غير العمد يؤشر لمرحلة جديدة وشديدة الخطورة تعمل عليها مخابرات السلطة المتعاونة مع الاحتلال عمداً و/أو ضمناً. ‏ثمة من يرى بأن هناك فرصة لاستغلال وجود الاحتلال وحربه الاجتثاثية ضد غزة، مقاومتها وأهلها، لتنفيذ مشاريع وأجندات مشبوهة وغير وطنية.

سنمنع السلطة من أعاقة الاستيطان في الضفة ،،
بلال -

سنمنع السلطة من أعاقة الاستيطان في الضفة ، اخوكم الصهيوني وزير الحرب المجرم كاتس ، سقطت ذريعة المقاومة في الضفة ، يا اخوان الصهاينة ،،

من هو الفلسطيني الجيد حسب اخوانكم الصهاينة ؟
بلال -

بالنسبة للصهاينة المجرمين ، الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت ، ولا يهم إلى اي فصيل ينتمي او دين او مذهب ،،