فضاء الرأي

من طوفان الأقصى إلى طوفان السقوط!

المرشد الأعلى علي خامنئي
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لم تمض سوى أيام قليلة على الحديث عن &"السلام في غزّة&" حتى بدأت موجةٌ جديدة من الانتقادات العلنيّة تتّجه نحو خامنئي، الذي باتت استراتيجيّته الإقليميّة الفاشلة موضع تساؤل واسع حتى داخل أوساط النظام نفسه. ما بين الانهيار الاقتصادي الداخلي، والتراجع الإقليمي لحلفاء طهران، وتزايد عزلة رأس النظام، تتكشف ملامح مرحلة جديدة من الضعف غير المسبوق لولاية الفقيه.

تساؤلات داخل النظام: هل لهذه العاصفة فائز؟
صحيفة الجمهورية الإسلامية طرحت سؤالاً لافتاً: &"هل لهذه العاصفة &- طوفان الأقصى &- فائزٌ فعلاً؟&" سؤالٌ يعكس عمق الشك داخل النظام بشأن جدوى المغامرات العسكرية التي رعاها خامنئي، والتي تحوّلت من ورقة نفوذ إلى عبءٍ ثقيلٍ على النظام بأكمله.

أما صحيفة ستاره صبح الإصلاحيّة فذهبت أبعد من ذلك، حين أقرت بأنّ إيران &"فقدت إلى حدٍّ كبير أوراقها الإقليميّة&"، قائلةً إنّ &"حماس، حزب الله، الحوثيين، والحشد الشعبي لم يعودوا كما كانوا&". وأضافت أن &"حزب الله فقد قدرته السابقة على الردع، وهو اليوم تحت ضغط أميركي &- سعودي &- تركي &- فرنسي كبير لإلقاء سلاحه في لبنان. والأمر ذاته ينطبق على الحشد الشعبي في العراق&".

هذه الشهادة الصريحة تعبّر عن إدراك متزايد بأنّ النفوذ الإيراني الذي أنفق عليه خامنئي المليارات ينهار تدريجياً تحت وقع التغيّرات الإقليميّة وضغوط المجتمع الدولي.

الانهيار الاقتصادي: أرقام تفضح الكارثة
على الصعيد الداخلي، تتجلّى الأزمة الاقتصاديّة في أرقام صادمة يوردها مسؤولون من داخل النظام نفسه. عضو اللجنة الاقتصاديّة في مجلس النظام، حسين صمصامي، اعترف بأنّ &"نحو مئة مليار دولار من عائدات الصادرات لم تعد إلى البلاد خلال السنوات السبع الماضية&".

وفي تقريرٍ آخر لموقع بهار نيوز، كُشف أنّ &"حوالي 800 ألف من خريجي الجامعات في إيران عاطلون عن العمل&"، ما يعكس عجز النظام عن خلق فرصٍ اقتصاديّة حقيقية في ظلّ الفساد المستشري والسياسات الفاشلة.

أما موقع انتخاب فقد نقل عن الباحث سعيد شريعتی قوله إنّ &"الخسائر التي لحقت بالشعب الإيراني خلال عشرين عاماً من العقوبات تعادل ثمانية أضعاف خسائر الحرب العراقيّة &- الإيرانيّة&"، أي ما يعادل &"64 سنة من الحرب&" وقرابة &"ثلاثة آلاف مليار دولار من الأضرار&".

تضاف إلى ذلك الإهانة الجديدة التي تلقّاها النظام بعد رفض لبنان قبول &"الوقود المجاني والمساعدات الإيرانيّة بقيمة 60 مليون دولار&"، كما أوردت قناة چند ثانيه، وهو ما يكشف تراجع مكانة طهران حتى لدى حلفائها التقليديّين.

غياب خامنئي... وموجة الإعدامات
في خضمّ هذا المشهد المأزوم، يلفت الأنظار غياب خامنئي عن الظهور العلني لأكثر من 35 يوماً متواصلة، وهي سابقة لم تُسجّل في العقود الماضية، خصوصاً في مثل هذه الظروف الحسّاسة داخلياً وخارجياً. هذا الغياب الطويل يثير التساؤلات حول وضعه الصحي والسياسي، فيما يحاول النظام تغطيته بتصعيد حملات القمع والإعدام الجماعي.

فخلال يومين فقط، نفّذ النظام أكثر من ثلاثين إعداماً في محاولةٍ لبثّ الرعب في نفوس المواطنين ومنع اتّساع رقعة الغضب الشعبي. هذه الإعدامات اليومية لم تعد تُخيف أحداً بقدر ما تؤكد أن رأس النظام يعيش حالة من الذعر الحقيقي من انتفاضةٍ قادمة قد تطيح به وبنظامه بأكمله.

نظام في مأزق شامل
من غزّة إلى بيروت، ومن بغداد إلى صنعاء، تتكشّف نتائج السياسات المتهوّرة التي فرضها خامنئي تحت شعار &"تصدير الثورة&". لكنّ ما يُصدَّر اليوم من طهران ليس سوى الفقر، والبطالة، والفساد، والعزلة.

لقد تحوّلت أدوات النظام في المنطقة من عناصر ضغط إلى عبء سياسي وأمني واقتصادي. ومع تفكّك محور الميليشيات الموالية، باتت طهران أكثر انكشافاً من أيّ وقتٍ مضى. في الداخل، تتزايد نقمة الشعب على نظامٍ يبدّد ثروات البلاد في حروبٍ خارجيّة بينما الملايين يعيشون تحت خطّ الفقر.

حساب النهاية يقترب
لا شكّ أنّ خامنئي هو المسؤول الأول عن هذه الهزائم المتتالية، سواء كانت أيديولوجيّة أو استراتيجيّة. وكلّما ضعف قبضته على السلطة، ارتفعت الأصوات المعارضة من داخل النظام وخارجه. إنها بداية مرحلة لا يمكن وقفها، إذ تتّجه الأوضاع نحو الانفجار الشعبي الذي سيضع نهايةً حتميّة لحكم ولاية الفقيه.

وعندما يتحرّك الشعب الإيراني في انتفاضةٍ منظّمة، لن يجد خامنئي ملاذاً يقيه من الحساب العادل على ما ارتكبه من جرائم بحقّ الشعب والمنطقة. إنّ ما نراه اليوم من ارتباكٍ وصمتٍ وخوفٍ ليس إلا وجهَ الهزيمة التي ارتسمت بوضوح على وجه خامنئي نفسه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف