الحل... منع إعلانات المشاهير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من كان يصدق أن الصحف الورقية تدر أوراقاً مالية، فهي المنصة الأولى للإعلام قبل ظهور الإعلام المرئي والمسموع؛ فتسعير الصفحات يتدرج حسب مساحة وحجم المحتوى، فكلما اتسعت المساحة ارتفعت قيمة تسعيرة تلك الفاتورة. مع أن تكلفة اقتناء الجريدة الورقية لا تتجاوز ريالين فقط لا غير، وهي كفيلة بأن تحلق بك في الصباح الباكر إلى كل العالم من اقتصاد وسياسة وفن ورياضة وترفيه وحقائق علمية وثقافية واجتماعية، وأخبار آخر العالم، حقاً تغذية فكرية يومياً تعين على القراءة والالتزام بالمطالعة كل ما يعد لهذا اليوم، عادة ليتها لم تمت.
فهل كان يُخيّل أن النعي كان يُقدّر بثمن في تلك الجرائد! ما زال القراء يتذكرون النعي صفحة كاملة تحجب عن المعلن الآخر، إرث عجلة تلك الجريدة وما تدره بعد أن تم اغتيالها وأصبحت بلا ثمن، أي بلا قيمة.
هل المشاهير اليوم من خلال منصاتهم الحديثة هم المسبب أم الإعلام الحديث هو السبب؟!
وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية سهلت وصول الخبر، البعض ما زال محتفظاً بالقيمة دون تحقيق دخل، صافي دخل تلك المجلة أو بعض الصحف كان يعاد للمنشأة، واليوم دخل المنشأة تحول إلى الأفراد دون تنظيم، بعشوائية الإعلان وتضخيم تلك التسعيرات، مما يفقد البعض أخلاقيات المحتوى. أتفه وأحياناً مصنّع من أجل رفع قيمة المشاهدات، واختلطت كما سمعنا عن البعض في غسل الأموال من خلالها. ليتها لم تمت!
الصحفي الكاتب أصبح يكتب من أجل حبه لمهنة عظيمة أو هدف سامٍ، أما المهرجون فسرقوا الأنظار من أجل قتل ثقافة القراءة والفكر، والأحاديث النافعة. لقد قرأت في السابق الصحيفة التي تُعد يومياً، كانت طازجة رائحتها زكية، تهج بالثقافة الاقتصادية والرياضية والفكرية، وسهر عليها طاقم الجريدة في اليوم الذي قبله من رئيس التحرير إلى فني الطباعة. بعد أن تعطلت عجلة تلك الطباعة، انقضت أجورهم، واتجهوا إلى ميدان الإعلام الجديد.
الصحف كانت مركز الصدارة للإعلام، وصحف سعودية ورقية أصبحت تُقرأ في الشرق الأوسط وفي كل العالم، وتراجع دخل الصحافة الورقية حين ظهرت المنصات ووسائل التواصل الاجتماعي وسهولة انتشار الأخبار، فهي أحد المؤثرات التي هدرت ثروة من خلالها. لدينا أمل بعد قرارات الهيئة العامة لتنظيم الإعلام التي أُعدت بعناية أيضاً أن تنظم تسعير تلك الإعلانات من خلال منصة تُدار وهي من تقوم بتقييم الإعلانات وتمر من خلالها تلك الأموال، وتسمح بنشرها للمعلن من خلال شراكة قائمة بين الهيئة والمعلن.
صعوداً للإعلام الرقمي السعودي لخلق قوة ناعمة، لأنَّ الإعلام هو شريك رئيسي في تحقيق رؤية سيدي محمد بن سلمان، رؤية 2030، في تعزيز التطور التكنولوجي ودعم المبادرات الشبابية وتنظيم الإعلام، لتكون محور هذا الكون. نعم، السعودية.