فضاء الرأي

ولاية الفقيه: "حالة شاذة" تتطلب الاستئصال!

المرشد الأعلى علي خامنئي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ أن تمكن التيار الديني المتطرف في إيران من إقامة نظام سياسي يستند إلى نظرية شاذة في الفقه الإسلامي تدعى "ولاية الفقيه"، فإنَّ إيران، البلد ذو العمق التاريخي والحضاري، قد أصبح موطنًا وبؤرة لحياكة أكثر المخططات والعمليات والنشاطات الإرهابية المتطرفة المزعزعة للأمن والسلام.

عند النظر إلى ما قد حدث في المنطقة عمومًا والبلدان التي طالها نفوذ وهيمنة النظام الإيراني، فإننا نجد حالة ووضعًا فريدًا من نوعه بحيث إنه من النواحي السلبية التي تكتنفها، لا يمكن مقارنتها حتى بفترة الاستعمار التي مرت بها. حيث إن هذا النظام لم يكتفِ بهيمنته ونفوذه واستغلاله لهذه البلدان من نواحٍ مختلفة، بل إنه قد قام بالتدخل في معظم شؤونها إلى الحد الذي أثر سلبًا على بنائها الاجتماعي والسياسي والفكري، وتسبب في إيجاد حالة من التنافر والتناقض والكراهية التي صارت تطغي على مجتمعات البلدان الخاضعة له، إلى جانب كونها تهدد الأمن الاجتماعي والسياسي للبلدان الأخرى في المنطقة.

سعى المجتمع الدولي عبر طرق وأساليب مختلفة للتعامل مع النظام الحاكم في طهران في سبيل حثه على تغيير سياسته هذه وعدم تعريضه الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم للخطر، وحتى إن دول المنطقة بذلت هي الأخرى جهودها وعبر قنوات مختلفة لكي يتخلى هذا النظام عن الدور غير المريح له في المنطقة، لكن جميع هذه الجهود ذهبت هباءً ولم تجد آذانًا صاغية لها في طهران.

ومع عدم تخليه عن نهجه وعما ارتكبه بحق بلدان المنطقة وقبل ذلك بحق الشعب الإيراني، فإنه ومن خلال تركيز جهوده وبصورة غير عادية على تطوير برنامجه النووي وسعيه من أجل إنتاج السلاح النووي وكذلك صناعة الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، فإنه قد ضاعف من قلق بلدان المنطقة والمجتمع الدولي ولا سيما البلدان التي لها مصالح في المنطقة. إذ إنه ومن خلال تزويده وكلائه في بلدان المنطقة بالصواريخ والطائرات المسيرة وكون هؤلاء الوكلاء مرتبطين بجهاز الحرس التابع له، فإنه خلق حالة شاذة غير مسبوقة في المنطقة، ولا سيما وإن وكلاءه لا يقدمون على أي تحرك أو نشاط إلا بعد تلقيهم الأوامر من طهران.

بالرغم من كل العقوبات والمواجهات المختلفة مع هذا النظام من أجل ثنيه عن سياساته المشبوهة ولا سيما بعد الأحداث والتطورات المتداعية عن هجمة 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، فإنه ومن خلال خطب الولي الفقيه خامنئي، الذي هو الحاكم بأمره في إيران، يزداد إصرارًا من حيث تمسكه بتلك السياسات المزعزعة للأمن.

الملاحظة المهمة والملفتة للنظر، أن هذا النظام ومع سعيه لتبرير تدخلاته ودوره المشبوه في المنطقة بحجج مثيرة للسخرية، فإنه يحاول أيضًا الالتفاف على الانتفاضات الشعبية المندلعة ضده. إذ وبدلًا من تعاطف بلدان المنطقة والعالم مع نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية وإسقاط النظام، فإنه يحاول تخويفهم بالإيحاء على أنه لو سقط فإن أمن واستقرار المنطقة سوف يتزعزع لأنه ليس له من بديل يمكن أن يملأ الفراغ الذي سيتركه في إيران. وهذا الزعم محض هراء، وبالأخص وإنه قد صدرت اعترافات من مختلف قادة النظام ولا سيما خامنئي بالدور الحيوي والفعال لمنظمة مجاهدي خلق التي تواجههم منذ أكثر من 4 عقود وهي التي كان لها الدور المميز في تهيئة الأجواء والأرضية للانتفاضات.

هذا النظام ومنذ تأسيسه ولحد الآن، أثبت من خلال تصرفاته وتحركاته المشبوهة التي انعكست عنها أوضاع بالغة السلبية في المنطقة والعالم، لم يكن نظامًا سياسيًا طبيعيًا بل وحتى لم يكن كأي نظام دكتاتوري آخر في العالم كله، إذ أثبت بأنه حالة شاذة بكل المقاييس، حالة أشبه بالسرطان الذي لا ينفع أي تعامل معه سوى الاستئصال.

عطفًا على الوضع الذي لا يُطاق والذي خلقه النظام الإيراني، قالت السيدة مريم رجوي، خلال خطابها في 25 تشرين الأول (أكتوبر) أمام الشباب، بوصفهم صُنّاع إيران الغد، الذين حضروا مؤتمرًا في المقر المركزي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية شمال باريس، أو شاركوا فيه عبر الإنترنت من مدن بون ولندن وزيوريخ:

&"إننا نريد استرداد إيران من الملالي وإعادة بناء هذا البلد المدمر من جديد. نريد إيران يتمتع فيها جميع المواطنين بحقوق متساوية ويساهمون في التقدم السياسي والاقتصادي للبلاد، ولا يحظى فيها أي شخص بأي امتياز أو يعاني من أي حرمان بسبب اعتقاده أو عدم اعتقاده بدين أو مذهب ما.

إننا نريد وضع حد للظلم المضاعف الذي عانت منه القوميات المختلفة في ظل الدكتاتوريتين الملكية والدينية، وندافع عن الحكم الذاتي في إطار إيران موحدة.

إننا نطالب ببلاد لا يُغلق فيها أي باب بوجه النساء. مجتمع ووطن تتمتع فيه النساء بالحريات والحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتساوية، ويشاركن فيه بفعالية ومساواة في القيادة السياسية للمجتمع. ونطالب تحديدًا ببلاد يكون للشباب فيها دور أساسي في تقرير مصير بلادهم، ويؤدون دورهم الخلّاق والمليء بالطاقة في إدارة شؤون كل مدينة وقرية، أو كل وحدة إنتاجية، تعليمية وإدارية.

إنَّ أهم مؤشر للديمقراطية في إيران الحرة الغد، هو الدور الذي يجب أن تتمتع به النساء والشباب&".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كل الانظمة الاسلامية يجب استئصالها
من الشرق الأوسط -

كل الانظمة الاسلامية، سنة وشيعة، يجب استئصالها. كل الاحزاب الاسلامية يجب استئصالها.