فضاء الرأي

الاول دائمًا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

(( قبل كتابة هذه السطور، وحيال أصوات حزب البارزاني ومقارنتها مع أصوات ثلاثة ائتلافات عراقية أخرى، سألت نفسي: ماذا لو كان عدد الكورد في العراق مساوياً للعدد الحالي للعرب؟ وعدد العرب مساوياً للعدد الحالي للكورد؟ وبعد عمليات حسابية بسيطة تبيّن أن عدد أصوات حزب البارزاني، في ذلك الحال، كان يزيد على سبعة ملايين صوت، وعدد أصوات كل من ائتلافات وتحالفات السوداني والمالكي والحلبوسي لا تصل إلى اثني عشر ألف صوت )).

من خلال تأمّل ومراجعة ما حصل خلال الحملات الانتخابية في كوردستان والعراق، يمكن القول إن تجاوز البارتي لعتبة المليون صوت لم يكن صدفة كما يروّج البعض، لأنه أي البارتي فاق في فن إدارة الأزمات وعبورها وفقًا لخطط مدروسة بدقة ومهنية، على أحزاب كثيرة، وبقرارات منطقية نابعة من قوة العقل والحكمة، استطاع أن يكون أنموذجًا لقصة نجاح في منطقة مليئة بالعنف والاضطرابات والأزمات، وعودنا على أن يفوز بالمرتبة الأولى في جميع الانتخابات التي جرت في كوردستان والعراق، وفوزه هذه المرة كان أمرًا متوقعًا بالنسبة إلى الكوردستانيين، وكذلك للذين يراقبون وضع الإقليم، فمسيرته الطويلة وإنجازاته التي ارتكزت على الأولويات المهمة والخبرة والعمل الجاد والإدارة الناهضة، وتاريخه النضالي وانتهاجه مسارًا حكيمًا في التعامل مع مختلف الأطياف من قوميات وإثنيات تعيش على أرض كوردستان، منحته الأحقية في القيادة والريادة، ودفع الناخب الكوردستاني والعراقي لاختياره والتصويت له.

ومن يظن غير هذا، والظن هنا كله إثم، ويتجاهل أن البارتي الحزب الديمقراطي الكوردستاني، منذ تأسيسه من قبل البارزاني الخالد في أربعينيات القرن الماضي، يواصل مسيرته الهادئة نحو الذرى دون كلل أو ملل، عليه أن يعلم أن البارتي حزب سياسي ونهج ثابت للبارزاني الخالد ومدرسة ورمز للتميز والتفوق في عالم السياسة. حزب يشتهر بتاريخ حافل بالإنجازات والبطولات والمواقف الشجاعة والقرارات الحكيمة، ويتميز بتقديم مستويات عالية من الأداء السياسي، ويضم في صفوفه أناسًا يتميزون بالولاء الشديد للوطن، ويعبّرون عن ذلك الحب من خلال التمسك بتطبيق الدستور والدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية والفدرالية. وهذا يجعل تأييده والانتماء إليه مصدر فخر واعتزاز لدى جميع المكونات القومية والدينية.

فوز البارتي بأكثر من مليون صوت قرار قيادي وسياسي وشعبي وانتصار انتخابي استراتيجي وحدث كوردستاني وعراقي نادر، يعكس التأثير الكبير للبارتي، ويعكس فاعليته السياسية وقدرته الفائقة على المنافسة الشريفة والتفوق في الأداء السياسي، ويعيد ترتيب موازين القوى ويرسم الخارطة السياسية في كوردستان والعراق. ويُعد نقطة انطلاق جديدة ومكسبًا وانتصارًا لكوردستان والعراق ومصدرًا للفخر لكل من شارك في العملية الانتخابية.

وختامًا نقول: لابد من احتفال الكوردستانيين والعراقيين بفوز البارتي والتعامل مع هذا الفوز بروح المسؤولية، ودفن الخلافات المفتعلة، وعدم الإقدام على إثارة الحساسيات والمخاوف بالتصريحات غير المسؤولة، والهروب نحو الأمام عبر إثارة موضوعات يمكن أن تُحسم بالقانون والدستور، ولابد من حسن التصرّف والتفاهم على القواسم المشتركة والأولويات المطلوبة، والابتعاد قدر المستطاع عن محاولة إمساك العملية السياسية من عنقها، أو عرقلة فتح باب البرلمان. خاصة إننا نرى غيومًا سوداء تتجمع في أفق المنطقة ونتوقع تغييرات في توازن القوى بين الأقوياء والتعرض لمؤامرات وشرور الذئاب الكاسرة التي تتحيّن الفرص لتنقلب علينا وعلى وطننا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف