كازاخستان ترتدي قبعة الإبراهيمية.. ولكم التداعيات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أي زلزال كهذا بعد انضمام كازاخستان لاتفاقيات إبراهام، وهي الدولة التي لها أهمية خاصة في جيوبوليتيك ثلاث دول، واحدة عظمى اقتصادية والأخرى عسكرية والثالثة تبحث على الهيمنة في الشرق الأوسط وعالمها التركي، ودعونا نستعرض سوياً تداعيات تلك الخطوة على تلك الدول.
أولاً: الصين. فأي خط تجاري دشنته الصين عبر تاريخها كان يمر عبر أراضي كازاخستان، واليوم كما وضع ترامب يده على ممرّ زنجزور بين أرمينيا وأذربيجان وما حملته تلك الخطوة من تهديد للنفوذ الروسي هناك، كذلك اليوم من كازاخستان سيصدر الإزعاج كله لمشروع "طريق الحرير الصيني".
ثانياً: روسيا. فالدولة التي اخترعها فلاديمير لينين كي تكون أكبر فاصل من المساحة بين روسيا وأعدائها ناحية الجنوب، كي يضمن ألّا تكون الحرب يوماً على أراضي روسيا أياً ما كان موقع التهديد من آسيا أو أوروبا، الآن كما وصل الأميركي لحدود روسيا الغربية عن طريق أوكرانيا وهو يرتدي قبعة الناتو، اليوم يدخل الأميركي على طول حدود روسيا الجنوبية من كازاخستان وهو يرتدي الكيباه (قبعة صغيرة توضع على رأس اليهودي أثناء الصلاة) الإبراهيمية.
وللعلم هناك ما يسيل له لعاب ترامب: المعادن النادرة والنفط الخام.
ولا تحتاج يا عزيزي لأي مجهود كي تدرك مدى أهمية كازاخستان بالنسبة إلى الأمن القومي الروسي، ويكفي أن تنظر فقط لتلك الخريطة جيداً.
ثالثاً: تركيا. قلنا في السابق إن إسرائيل ستعيد استنساخ مركز الإبراهيمية في أبوظبي العالم العربي إلى باكو (عاصمة أذربيجان) العالم التركي، واليوم نسمع ما هو أسوأ وبمراحل، فجميعنا يعلم دور أذربيجان وحجم تعاونها الضخم مع إسرائيل حتى خلال عامَي الحرب على غزة، ولكن يبدو أن إسرائيل كانت تنتقي ضمّ أول دولة في العالم التركي لاتفاق إبراهام كي يكون انضمامها ليس مجرد خبر، بل صفعة مدوية وقد كان، بعد أن جاء الاختيار على الدولة ذات المساحة الأكبر في "منظمة الدول التركية" والتي كان اسمها حتى وقت قريب "منظمة الدول الناطقة بالتركية".
فأي صفعة تلك وهي أشد قسوة على تركيا مما دشنته إسرائيل على جزر اليونان وكريت وبحر إيجة.