خطابات منددة بالرئيس السوري في ذكرى اغتيال الحريري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الحشود في ساحة الحرية تقف دقيقة صمت حدادًا
خطابات منددة بالرئيس السوري في ذكرى اغتيال الحريري
حشود ضخمة في وسط بيروت في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري
ايمن الظواهري يدعو اللبنانيين الى رفض القرار 1701
حزب الله يدين تفجير الحافلتين في المتن الشمالي
رئاسة الاتحاد الاوروبي تدين التفجير في لبنان
الامم المتحدة: الجيشان الاسرائيلي واللبناني انتهكا الهدنة
بيروت: ندد أقطاب السلطة اللبنانية في خطاباتهم أمام مئات آلاف اللبنانيين الذين احتشدوا بعيد ظهر اليومفي ساحة الحريةحدادا على مرورعامين على اغتيال الرئيس رفيق الحريريووقف الحشد المتجمع دقيقة صمت حدادا في الدقيقة نفسها التي قتل فيها قبل سنتين بالتمام. وطلب خطيب الحفلة في الساعة 12:55 (10:55 تغ) من الجميع الالتزام بالصمت لمدة دقيقة قبل ان يكمل الخطباء إلقاء كلماتهم. وكانت ساحة الشهداء ضاقت بمئات آلاف المشاركين الذين امتدوا من مستديرة الدورة التي تبعد نحو ثلاثة كيلومترات شمالا الى منطقة عين المريسة التي تبعد كيلومترين جنوبا.
وتعاقب على الكلام عدد من الخطباء هم النائب غسان تويني والوزيرة نايلة معوض ومفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون والنائب بطرس حرب والمسؤول في الجماعة الاسلامية علي الشيخ عمار، رئيس حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده، امين سر حركة اليسار الديمقراطي الياس عطاالله والوزير جان اوغاسابيان والوزير السابق باسم السبع والوزير ميشال فرعون.
الحريري
واكد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في كلمته التي القاهاان المحكمة الدولية "هي المعبر الوحيد لاي حل" في لبنان، داعيا المعارضة في هذا الاطار الى "قرار شجاع من اجل لبنان". وقال الحريري في كلمته امام مئات الألوف من المشاركين في التجمع تكريما لوالده "نحن هنا لنمد يد الحوار والوحدة الوطنية الى كل لبناني لنتوصل مع كل اللبنانيين الى القرارات الشجاعة التي تضمن وحدتنا ووحدة بلدنا ومستقبلنا".
واضاف الحريري "اننا اليوم في قلب ساعة الحقيقة وفي الشوط الاخير لقيام المحكمة الدولية قريبا وقريبا جدا ان شاء الله". وتابع ان المحكمة الدولية "الضامن لوجودنا وديموقراطيتنا وسيادتنا ومستقبل اولادنا" مضيفا "ليفهم القتلة ان المجزرة التي ارتكبوها في عين علق امس لن تمر من دون ثمن" في اشارة الى التفجير المزدوج الذي استهدف حافلتين في عين علق شمال شرق بيروت ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 18 اخرين بجروح.
جنبلاط
وشن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط هجوما عنيفا للغاية على الرئيس السوري بشار الاسد واصفا اياه "بالمنتج الاسرائيلي على اشلاء الجنوب" كما هاجم حزب الله. وقال في خطابه امام مئات الألوف من انصار قوى الرابع عشر من اذار "لن نستسلم للإرهاب وللأحزاب الشمولية سورية كانت أم غير سورية".
وخاطب الرئيس السوري قائلا له "يا طاغية دمشق يا افعى هربت منها الافاعي يا حوتا لفظته البحار يا وحشا من وحوش البراري يا مخلوقا من انصاف الرجال يا منتجا اسرائيليا على اشلاء الجنوب". واضاف متوجها الى حزب الله من دون ان يسميه "يا اشرف الرجال يا رفيق الحريري جئنا لنقول انه لن يخيفنا تهديد ولا وعيد ولن تخيفنا الصواريخ والمدافع من زلزال ورعد وبرق (في اشارة الى صواريخ يملكها حزب الله) جئنا لنقول مع الرجال الرجال لن نستسلم للارهاب وللعبوات القاتلة وللاحزاب الشمولية سورية كانت ام غير سورية".
جعجع
بدوره اكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ان قوى الاكثرية النيابية "لن تقبل بعد اليوم بسلاح خارج الجيش اللبناني" في اشارة الى سلاح حزب الله الشيعي. وقال جعجع "لن نقبل بعد اليوم بسلاح خارج الجيش اللبناني. الجيش اللبناني هو المقاومة، الحكومة اللبنانية هي المقاومة، الشعب اللبناني باسره هو المقاومة".
كما رفض مطلب المعارضة التي يقودها حزب الله بالحصول على ثلث اعضاء الحكومة قائلا "لا للثلث المعطل لاننا نريد عملا لا تعطيلا". واضاف "نعم للانتخابات النيابية ولكن حسب ما يناسبهم ويناسبنا" في رد على مطلب المعارضة التي يقودها حزب الله بإجراء انتخابات مبكرة مضيفا "نعم لحياة دستورية لا لتعطيل المجلس النيابي".
وشن جعجع هجوما على "النظام السوري" مؤكدا ان لبنان "قاومه وسيقاومه" كما هاجم الرئيس اميل لحود المقرب من سوريا قائلا "اما انت ايها القابع في قصر بعبدا، فلك نقول ما من ظالم ما من طاغية ما من مستبد الا واخذ التاريخ حقه منه". واكد ان المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري "آتية لانها إحقاق للحق وحماية للوطن لانها ميزان للعدالة".
وقال متوجها للمعارضة "ان وطننا هو وطن التوازن والاتزان وطن التعايش والإلفة والاعتدال والتعددية والديمقراطية فلا يحاولنَّ احد فرض شيء على احد ولا يحاولنَّ احد الوصول الى هدفه بالارغام والاكراه". وأضاف "تعالوا نخرج جميعنا من الشوارع ونعود الى المؤسسات ولغة العقل والحوار والممارسة الديمقراطية الحقة نربح لبنان والتاريخ. نحن هذا خيارنا هذا مشروعنا نحن بانتظاركم فلا تتأخروا".
وكانت وصلت قبل ظهر اليوم حشود ضخمة الى الطرق المؤدية الى وسط بيروت وهي تتجه الى ساحة الشهداء للمشاركة في الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وسط إجراءات أمنية مشددة. وافاد مراسل في المكان ان حشدا بشريا ضخما امتد من منطقة الدورة الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات شمال بيروت حتى ساحة الشهداء في الوسط التجاري للعاصمة حيث سيقام مهرجان خطابي في وقت لاحق.
ووصل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الى المكان وقرأ الفاتحة على ضريح الحريري ومن المتوقع ان يكون من بين خطباء المناسبة مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل. ورفع المشاركون في التجمع الأعلام اللبنانية بشكل اساسي اضافة الى بعض الاعلام الحزبية مثل علمي القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.
وحظر على السيارات والحافلات الاقتراب من الساحة ما اجبر المشاركين على السير كيلومترات عدة للوصول الى ساحة الشهداء. وانتشر الاف الجنود في كافة انحاء العاصمة واقيمت حواجز في عدد من الشوارع لتحديد الطرق التي يتوجب على المشاركين سلوكها ولمنع اي احتكاك خاصة مع انصار المعارضة المعتصمين في وسط العاصمة.
وكان بدأ آلاف المشاركين يصلون الى الساحة سيرا على الاقدام مجموعات مجموعات بعد ان فرضت قوى الامن وقف السيارات والحافلات على مسافات لا تقل عن كيلومتر عن مكان التجمع. ويحمل المشاركون الاعلام اللبنانية والحزبية مع لافتات كتب عليها "المحكمة لعيونك" في اشارة الى الاصرار على اقامة المحكمة الدولية و"لبنان بلد لكل اللبنانيين بالتساوي مهما كانت الصعوبات" وهي عبارة لرفيق الحريري. واقيمت منصة للخطباء امام جامع محمد الامين الذي يوجد فيه ضريح رفيق الحريري وجهزت بزجاج واق للرصاص.
وكانت قوى الرابع عشر من اذار عقدت اجتماعا مساء امس واصدرت بيانا "حملت فيه النظام السوري المسؤولية الكاملة" عن عملية التفجير المزدوجة التي وقعت في قرية عين علق شمال شرق بيروت الثلاثاء واستهدفت حافلتين للنقل العام ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 18 اخرين بجروح.
كما اتهم البيان النظام السوري "ليس بالتهويل على لبنان واللبنانيين لإفشال إحياء ذكرى 14 شباط فحسب بل ايضا لمحاولة "عرقنة" لبنان وتدمير امنه واستقراره تنفيذا لتهديدات هذا النظام بإحراقه وبهدف اسقاط المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري". ودعا البيان "جامعة الدول العربية ومجلس الامن الدولي والمجتمعين الغربي الدولي إلى تحمل مسؤولياتها لرفع عدوان النظام السوري على لبنان".
سعد الحريري
سعد الحريري (37 عاما) الذي اصبح بين ليلة وضحاها زعيما لتيار المستقبل خلفا لوالده رفيق الحريري لا يخفي سعيه الحثيث للعمل على كشف "الحقيقة" ومعرفة الجهة التي قتلت والده قبل سنتين في قلب بيروت. وهو يكرر دائما من دون كلل انه "لا يسعى الى الانتقام بل يريد للعدل ان يأخذ مجراه لكي لا يبقى القتلة قادرين على التحرك من دون رادع".
وحين اقر مجلس الامن قانون المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بمحاكمة قتلة والده زار سعد الحريري ضريحه حاملا باقة من الزهر وكأنه يريد التأكيد لوالده عزمه على المضي قدما في الاجراءات الايلة إلى كشف الفاعلين. الا ان هذه المهمة لا تبدو سهلة خصوصا وان موضوع المحكمة الدولية بات في قلب النزاع القائم حاليا بين الموالاة والمعارضة، وهو الموضوع نفسه الذي فجر الحكومة من الداخل بانسحاب وزراء حركة امل وحزب الله منها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وبعد فوز كتلة تيار المستقبل برئاسته مع حلفائه باكثرية المقاعد النيابية في انتخابات العام 2005 فضل سعد الحريري عدم تسلم رئاسة الحكومة لتجنب الالتقاء برئيس الجمهورية اميل لحود الذي أُدخل عدد من كبار مساعديه السجن بتهمة التورط في اغتيال الحريري. وهو يمضي غالبية وقته متنقلا بين عواصم العالم حيث يستقبل دائما على مستوى رؤساء الدول كما يقلل من تحركاته لدى عودته الى لبنان تخوفا من اعتداء قد يستهدفه.
وبناء على نصيحة من المملكة العربية السعودية وافق سعد الحريري "على الفصل" بين التحقيق في اغتيال والده وبين العلاقات اللبنانية السورية. الا انه وبعد تكرار الاعتداءات التي تستهدف بشكل خاص شخصيات مناهضة لسوريا لم يتردد في وصف النظام السوري ب"نظام قتلة".
وحتى اغتيال والده في الرابع عشر من شباط/فبراير 2005 لم يكن سعد يتعاطى السياسة حيث حرص والده على إبعاد اولاده عن الشأن العام باستثناء شقيقته بهية التي انتخبت نائبة عن صيدا مسقط رأس العائلة. ويبدو ان العلاقات الوطيدة التي كان سعد يقيمها مع العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية هي التي دفعت العائلة الى اختياره وريثا سياسيا لرفيق الحريري بدلا من الابن البكر بهاء.
وقبل ان يرث زعامة والده السياسية كان سعد يقيم في الرياض حيث كان يدير شركة سعودي اوجيه التي تعنى بالبناء والتي انشأها والده. ونال سعد الحريري اجازة في الاقتصاد من جامعة جورجتاون في واشنطن وهو متزوج من لارا بشير العظم التي تتحدر من عائلة سياسية سورية عريقة كان لها دورها البارز في الخمسينات. وهو اب لولد يدعى حسام في الثامنة من العمر ولبنت تدعى لولوا في الخامسة.
حزب الله : نعم للمحكمة الدولية بعد اجراء التعديلات
الى ذلك اعلن حزب الله ردا على دعوة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الى "حل تكون المحكمة الدولية معبره الوحيد"، ان الحزب يؤيد المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري ولكن بعد "اجراء التعديلات اللازمة" على قانونها. وقال نائب حزب الله حسين الحاج حسن "نحن مع تسوية سياسية للازمة اللبنانية ونحن مع انشاء محكمة ذات طابع دولي بعد دراسة مسودة قانون المحكمة واجراء التعديلات اللازمة عليه واقرار مشروع القانون وفق الاصول الدستورية".
واضاف ان هذه الطريقة ستؤمن "انشاء محكمة ذات طابع دولي تحاكم القتلة والمتهمين الذين يردون في التحقيق الدولي، وستمنع اي استخدام سياسي لهذه المحكمة من قبل اي طرف على الساحة اللبنانية او الخارجية".