عبدالله زقوت - إيلاف : يفتتح الرئيس المصري محمد حسني مبارك ، الليلة ، بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في نسختها الخامسة والعشرين التي تستضيفها مصر لغاية العاشر من الشهر المقبل، حيث ستجرى مراسم الافتتاح عند الساعة الخامسة مساءا ( الثالثة بتوقيت جرينتش ) على استاد القاهرة الدولي الذي يتسع لنحو 75 ألف متفرج. وتحظى بطولة كأس أفريقيا باهتمام إعلامي وعالمي غير مسبوق كونها تعد البطولة الثالثة من حيث الأهمية بعد كأس العالم وبطولة أوروبا نظراً للكم الهائل من اللاعبين الأفارقة الذين يلعبون في أندية أوربا إلى جانب قدراتهم ومهاراتهم الكبيرة في عالم الساحرة المستديرة.

وستبدأ مراسم حفل الافتتاح فور وصول الرئيس مبارك إلى الاستاد والذي أعلنت عنه اللجنة المنظمة عند الخامسة مساءا، على أن تستمر لمدة 45 دقيقة كاملة ، يبدأ بعدها طرفي المباراة الافتتاحية التي تجمع بين مصر مستضيفة البطولة وليبيا في مواجهة عربية خالصة تنطلق عند الساعة السابغة بالتوقيت المحلي ( الخامسة بتوقيت جرينتش ).

ومن المقرر أن يشهد مراسم الافتتاح إلى جوار الرئيس المصري كبار المسؤولين والضيوف في مقدمتهم رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الكاميروني عيسى حياتو، ورؤساء عدد كبير من الاتحادات الأفريقية والعربية والدولية الذين وجهت لهم رقاع الدعوة لحضور مراسم الافتتاح ، بالإضافة إلى نحو 75 ألف متفرج سيحتشدون في الاستاد ومن خلفهم أكثر من سبعين مليون مصري سيتابعون المراسم الاحتفالية عبر التلفاز.

اهتمام كبير بالبطولة الأفريقية

وتلقى بطولة كأس أفريقيا اهتماما كبيرا على مختلف الأصعدة كونها تعد البطولة الأقوى في تاريخ كأس أفريقيا منذ إنطلاقتها عام 1957م، لأنها تحظى بمشاركة 16 منتخبا من أقوى المنتخبات الأفريقية التي أثبتت مكانتها ونجحت خمسة منها بالتأهل لمونديال ألمانيا الذي يقام الصيف المقبل.

وما يزيد من أهمية هذه البطولة مشاركة عدد لا بأس به من نجوم الكرة الأفريقية الذين يتألقون مع أنديتهم الأوربية يبرز منهم الهداف المصري أحمد حسام الشهير بـ " ميدو" والذي يلعب محترفا في صفوف نادي توتنهام الانجليزي، والهداف الخطر العاجي ديديه دروغبا لاعب تشيلسي الانجليزي، الكاميروني صامويل إيتو هداف برشلونة الأسباني والسنغالي الحاج ضيوف نجم بولتون الإنجليزي وغيرهم من النجوم الأفارقة الذين تشهد لهم الملاعب الأوروبية.

مراسم حفل الافتتاح

مع وصول الجماهير أرض الملعب سيتم مشاهدة تميمة كروكونيل وهي تجوب أرض استاد القاهرة بألونها المميزة. وسيستمع الجمهور إلى بعض الأغاني الخاصة بمصر والبطولة .. وعندما تدق ساعة الاستاد الخامسة والنصف تماما سيتم إطفاء الأنوار يدخل بعدها جنود من القوات المسلحة المصرية لأرض الملعب في دقيقة واحدة وعمل مجموعة من التشكيلات من بينها 16 دائرة كبيرة ويحمل رجالها كرة قدم كبيرة.. بعدها مباشرة يعلن عن وصول الرئيس مبارك.. ثم يعزف السلام الوطني لمصر.. وتعزف الموسيقات عند خروجها بعض المقطوعات التي سيرددها الجمهور معهم في نفس الوقت الذي ستجذب فيه الأضواء عيون المشاهدين بروعتها وجمالها..

الرئيس مبارك سيفتتح البطولة بعد ذلك تقوم إحدي المذيعات بتقديم كلمة ترحيب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية بضيوف البطولة.. ثم تعلن أسماء المنتخبات المشاركة في البطولة ومع كل اسم ستفتح كل مجموعة ممن في أرض الملعب لتستقبل أحد المظليين الذين سيهبطون في وسط الدائرة المحددة .. وفي نفس الوقت تخرج مجموعة لتمثل المنتخب وبزيه الكامل ثم يلقي المهندس هاني أبوريدة رئيس اللجنة المنظمة كلمة مختصرة بعدها يلقي عيسي حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي كلمة أخري..

إلى ذلك يعلن الرئيس مبارك افتتاح البطولة.. وسوف تلعب الأضواء الخافتة دورها لإثارة إعجاب الجماهير ولتغذية فكرة حفل الافتتاح التي ستعتمد علي فقرات تمزج الحضارة الفرعونية القديمة بالأفريقية.. في الوقت الذي تسلط فيه الأضواء علي وجه أبوالهول الذي يتابع الاستعراضات مبتسما.. وستكون هناك عروض لانتصارات قوي الخير علي الشر داخل المعبد الفرعوني الكبير المحاط بمسلات مصرية قديمة عملاقة.

وتختتم حفل الافتتاح بعروض نارية تنطلق من خلف جماهير الدرجة الثانية والثالثة لتضيء سماء الاستاد بشكل جمالي رائع كما ستظهر تورتة البطولة التي ستمر علي مضمار أرض الاستاد.

مباراة الافتتاح بين مصر ( ؟ ) + ليبيا ( ؟ )

وعقب انتهاء مراسم الافتتاح المعبرة، تنطلق ركلة البداية للبطولة بإقامة مباراة واحدة تجمع المنتخب المصري مع نظيره الليبي في أولى مباريات البطولة والمجموعة الأولى التي تضم إلى جوارهما أيضاً منتخبي المغرب وساحل العاج الذين سيلتيقان يوم غد السبت.

ويتعين على المنتخبين تحقيق مستوى ونتيجة طيبة ترضي الجماهير المصرية والليبية على حد سواء التي ستزحف خلف فريقها في الملعب، وتؤازره عبر شاشات التلفاز ، الأمر الذي يزيد من الضغط الموجود أصلا على الفريقين كونهما سيخوضان مباراة الافتتاح التي دائما ما تحفل بالمفاجآت .

ميدو .. أمل الجماهير المصرية ويعلم المنتخبان المصري والليبي أن أي نتيجة غير الفوز أو التعادل على أقل تقدير ستضعف من آمالهما في المنافسة على بطاقتي التأهل للدور الثاني، إذا ما نظروا إلى أن القرعة قد أوقعتهم في مجموعة نارية مع المغرب وساحل العاج ، علماً بأن المجموعة الأولى صنفت بالمجموعة الحديدية مع المجموعة الرابعة التي يطلقون عليها اسم "مجموعة الموت" وتضم نيجيريا وغانا والسنغال وزيمبابوي.

وسيقدم كل من المصري حسن شحاته مدرب مصر ، والكرواتي ايليا لونكارو فيتش مدرب ليبيا أوراقهما في المباراة الافتتاحية، حيث سيلعبان بأوراقهما الرابحة في هذه المباراة، فيبرز في الجانب المصري الهداف ميدو ، وفي الليبي الهداف طارق التائب.

وسيعاني كل من منتخب مصر ومنتخب ليبيا من غياب عدد من لاعبيه الأساسيين عن مباراة اليوم، ففي مصر يغيب حسني عبدربه المصاب والذي من المحتمل أن يخرج من القائمة، وفي ليبيا يغيب المدافع ناجي شوشان والمهاجم نادر كارة للإيقاف مباراة واحدة، أحمد المصلي الذي خرج من القائمة قبل السفر إلي القاهرة.

ويرى مراقبون ومتابعون أن خطة المنتخب المصري لن تخرج عن البداية الهجومية منذ الدقيقة الأول بغية تسجيل هدف مبكر يريحهم، حيث سيعمد حسن شحاتة مدرب مصر على حث لاعبيه عل الضغط على المنتخب الليبي في نصف ملعبه ، وسيعطي هدف مبكر للمصريين راحة كبيرة ويريح الجماهير

ويفرض على ليبيا أداء مباراة مفتوحة وإفشال خطته الدفاعية وشن هجمات مرتدة خطيرة ، كما تعتمد الخطة أيضا علي رقابة مفاتيح الخطورة في المنتخب الليبي والمتمثلة في طارق التائب ثعلب الملعب الليبي وزميله جهاد المنتصر .

وقال حسن شحاتة مدرب منتخب مصر ان المنتخب الليبي بالنسبة له كتاب مفتوح حيث لم يطرأ عليه أي تغيير منذ مشاركته في مجموعة مصر بتصفيات افريقيا المؤهلة لكأس العالم ، وتابع : "نسعى للفوز لان الفوز على ليبيا يفتح الطريق نحو دور الثمانية بحسابات مختلفة لمباراتي المغرب وساحل العاج."
وقال المدير الفني لمصر "لقد شاهدت مباراة ليبيا مع تونس الودية الاخيرة وتعرفت على قدرات المنتخب الليبي ونحن جاهزون للمواجهة."

ويعول المنتخب المصري حامل اللقب اربع مرات أعوام 1957 ، 1959 ، 1986 و 1998 م، على أهمية أداء مباراة قوية تمنحه الفوز وتعطي ثقة له ولجماهيره في بداية مشواره بالبطولة، بالإشارة إلى أن الجماهير المصرية تشكل دعامة أساسية للمنتخب المصري الذي يلعب دورا فعالا ومميزا مع منتخب بلاده وهو قطعا لا يقبل إلا بنتيجة الفوز .

وكانت مصر قد خسرت المباراة الافتتاحية لها عندما استضافت كأس أفريقيا عام 1986 أمام السنغال لكنها توجت بطلة على حساب الكاميرون بركلات الترجيح، لذلك فهي لا ترغب في تكرار افتتاح 1986 بل ترغب في تكرار نهائي 1986 م، إلا أن طريقها لن يكون مفروشاً بالورود إذا ما نظرنا لحجم وقوة المنتخبات التي تزاحمها.

وقبل إنطلاق البطولة أجرى المنتخب المصري تدريبات واستعدادات منسقة كان آخرها مباراته الودية مع جنوب أفريقيا رغم أنه خسرها بهدف لهدفين ، بالإشارة إلى أن الجهاز الفني للمنتخب المصري عمل على تصحيح الاخطاء في مبارياته الأخيرة وصولا إلى افضل تشكيلة يخوض بها المباراة الافتتاحية.

ومن المتوقع أن يلعب المنتخب المصري بالتشكيل المكون من عصام الحضري كحارس مرمى واحمد فتحي وعبد الظاهر السقا ووائل جمعة ومحمد عبد الوهاب وابراهيم سعيد ومحمد شوقي وحسن مصطفى ومحمد بركات واحمد حسام "ميدو"، فيما يفاضل شحاته بين عماد متعب وعمرو زكي وعبد الحليم علي لاختيار واحد منهما لبدء المباراة الى جوار ميدو الذي يعتبر أمل الجماهير المصرية في بطولة أفريقيا.

منتخب ليبيا لن يكون صيدا سهلا

ولن يكون المنتخب الليبي صيدا سهلا بالنسبة للمصريين ، علما بأن ليبيا تشارك في كأس أفريقيا للمرة الأولى بعد غياب 24 عاما عندما شارك للمرة الاولى في البطولة التي استضافها عام 1982 وبلغ مباراتها النهائية قبل ان يخسرها بركلات الترجيح.

ويملك الليبيون لاعبين مميزين أمثال طارق التائب المحترف في غازينتيب التركي ، وجهاد المنتصر وغيرهم من اللاعبين، الأمر الذي دعا مسؤولو المنتخب الليبي إلى المراهنة على تسجيل مشاركة إيجابية ونتائج لافتة في بطولة أفريقيا .

منتخب ليبيا وقال مدرب ليبيا الكرواتي ايليا لونكارو فيتش "لا شك ان المباراة ستكون صعبة خصوصا واننا نواجه اصحاب الارض لكن باستطاعتنا ان نحقق نتيجة ايجابية في حال اللعب بتركيز ودون توتر اعصاب"، وتابع :" تعتبر المباراة تحديا كبيرا لنا، واجهنا مصر في السابق ونجحنا في التفوق عليها ولا مانع في تكرار الانجاز".ورفض ايليا لونكارو فيتش الافصاح عن تشكيل فريقه في مباراة مصر مشيرا الى انه سيعلن التشكيل صباح يوم المباراة.

وحرص المدرب الكرواتي على تجربة جميع لاعبيه والاطمئنان بصفة خاصة على نجم الفريق وصانع ألعابه طارق التائب الذي شكا من اصابة في الاسبوع الماضي ولم يتحدد بصفة قاطعة مدى امكان مشاركته في المباراة امام مصر.

يذكر ان مصر وليبيا كانتا في مجموعة واحدة في التصفيات هي الثالثة، وفازت ليبيا 2-1 ذهابا في طرابلس، وردت مصر بقوة 4-1 في القاهرة علما بان ليبيا كانت البادئة بالتهديف.

التعليقات