أخبار خاصة

من لاعب كرة إلى إرهابي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الأنظار تتجه إلى خليفة زعيم القاعدة والمسلحين البعثيين
الزرقاوي .. لاعب كرة تحول إلى قائد إرهابي

مقتل الزرقاوي

ملف صور عن الزرقاوي

المالكي: إمرأتان بين قتلى الغارة على الزرقاوي

المخابرات الأردنية تشارك في قتل الزرقاوي

مقتل الزرقاوي بغارة جوية قرب بعقوبة

البيان الاميركي حول مقتل الزرقاوي

الزرقاوي: من الانحراف الى قيادة القاعدة

ردود فعل

فلسطين :مقتل الزرقاوي أفرح الكثير وأبكى

إسرائيل: تصفية الزرقاوي إنجاز هام

أسامة مهدي من لندن : بالرغم من الضربة الموجعة التي وجهت اليوم الى تنظيم القاعدة في العراق بقتل زعيمه المطلوب الاول في العراق احمد فضيل الخلايلة الملقب بابو مصعب الزرقاوي الا ان سياسيين عراقيين توقعوا ان يحاول مساعدوه وانصاره المتبقون في العراق تنفيذ عمليات ارهابية موجعة لاثبات الوجود والقول بان مصرع قائدهم لن يؤثر على مهمة "الجهاد" التي يخوضونها في العراق حيث تتجه الانظار الان الى خليفته الذي سيعلن عنه التنظيم والى البعثيين المسلحين الذين يشكلون الجناح الثاني من المتمردين الذين يهدفون الى تقويض العملية السياسية في البلاد.

إذ اعلن بيان على الانترنت موقع باسم "الهيئة الاعلامية لمجلس شورى المجاهدين في العراق"، "استشهاد" زعيم تنظيم القعدة في العراق "شيخنا المجاهد ابي مصعب الزرقاوي على ارض الرافدين". وقال "نائب امير" التنظيم ابي عبد الرحمن العراقي في البيان الذي يتعذر التاكد من صحته والموقع باسم "الهيئة الاعلامية لمجلس شورى المجاهدين" الذي يهيمن عليه تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين "نبشرك باستشهاد شيخنا المجاهد ابي مصعب الزرقاوي على ارض الرافدين".


ومسيرة الزرقاوي تثير الاهتمام وعن الاسباب التي تدفع شبابا مثله الى التحول الى ارهابيين لايتورعون عن قتل الالاف تحت ذرائع التكفير والتنصير التي يبتدعوها من عندياتهم من دون اسانيد دينية او شرعية تجيز تكفيهم للاخرين . ومن قراءة لسيرة الزرقاوي فأنه يتبين انه عرف بانه كان تلميذا مغرما بلعبة كرة القدم القدم بطيء التفكير ثم تحول الى مراسل مجلة عايش المقاتلين العرب في أفغانستان بعد وقف القتال ثم إلى قائد لمسلحين يقاتلون الجنود الأجانب في العراق والى ناطق باسم الدين الاسلامي في تحليل دماء المسلمين وتكفيرهم واستهدافه للشيعة منهم في مسعى لتفجير فتنة طائفية في بلد يتعايش فيه سنته وشيعته بامن وسلام منذ مئات السنين.

وقد اصبح الزرقاوي شخصية مثيرة للاهتمام خلال السنتين الاخيرتين فبينما توجه له القوى العراقية المنخرطة في العملية االسياسية المسؤولية عن عمليات القتل والاغتيال وتفجير السيارات والتي استهدفت شيعة البلاد على الخصوص فان القوى المعارضة لهذه العملية ظلت تعتبره اكذوبة اميركية تستهدف من ورائها القوات الاميركية تبرير بقائها في العراق.

ويقول مدير شرطة محافظة ديالى اللواء غسان الياور التي قتل فيها الزرقاوي ان المعلومات الاستخبارية اشارت منذ حوالي الشهر الى انه موجود في المحافظة بالقرب من بلدة هبهب وهي مدينة صغيرة مع مساعديه السابقين فنفذت قوات الشرطة والمتعددة الجنسيات عملية تطويق للمنطقة ثم تم قصف المنزل الذي كانوا يجتمعون فيه حيق قتلوا جميعا وهم ثمانية اشخاص يتقدمهم الزرقاوي . واشار الى ان هناك مجاميع اخرى من الارهابيين تعمل مع الزرقاوي في المحافظة مؤكدا انه تجري حاليا عمليات عسكرية لتعقبهم .

فبعد اشهر من احتلال القوات الاميركية للعراق ربيع عام 2003 برز اسم الزرقاوي كقائد لمسلحين يصطادون افرادها والى العدو الاول لهذه القوات التي رصدت مبلغ 25 مليون دولار مكافأة لقتله او اعتقاله . وفي البداية تضارب في رأي الأميركيين في علاقة الزرقاوي بزعيم تنظيم القاعدة في افغانستان اسامة بن لادن . فقد وصفه وزير الخارجية السابق كولن بأنه من ناشطي "القاعدة" لكن عسكرياً أميركياً كبيرا قال أن الزرقاوي "جهادي مستقل" عن التنظيم. غير ان نوعية العمليات التي كان يقوم بها تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد وادي الرافدين بقيادة الزرقاوي اكدت تناغمها مع اهداف بن لادن وخططه وهو امر اكدته البيانات الصادرة من الطرفين عن التنسيق والتعاون بينهما .

ويقول الاردني خالد أبو دومة الذي اتهم بالتآمر على الدولة الاردنية وسجن مع الزرقاوي في الأردن في التسعينات أن الأخير أصبح بسرعة زعيم السجناء في ذلك الجناح .. وقال "لم تكن لديه أفكار مهمة لكن الناس كانوا يطيعونه لأنهم يخافونه". ويتذكر ابو دومة موضحا انه كان يصدر الأوامر بجلب الطعام وتنظيف الأرضية ولم تكن لديه أفكار هامة ولكن الناس كانوا يصغون اليه لأنهم كانوا يخشونه .

وفي الأردن يقول أصدقاء وزملاء للزرقاوي إنه عاش أولاً حياة صاخبة حافلة بالخمر والشجار قبل ان ينتقل الى صفوف المتشددين الدينيين وقالوا ان هذا لم يحوله الى مخطط أو زعيم ثوري فهو بقي شخصاً بطيء التفكير وخشن الطباع. وروى يوسف ربابة الذي كان معه في السجن بالتهمة ذاتها "عندما كنا نكتب شيئاً سيئاً عنه في مجلة السجن, كان يرد علينا باللكمات. هذا كل ما كان يقدر عليه. لم يمتلك أفكاراً ورؤية مثل أسامة بن لادن" زعيم "القاعدة". وقد ذهب الزرقاوي عام 2000 الى أفغانستان حيث اختفت آثاره وقال معارفه في الأردن انه ربما تغير بعد ذلك ولكن تعذر عليهم تصوره قائداً للعمليات الارهابية في العراق.
ولد الزرقاوي واسمه أحمد فضيل الخلايلة وعمره 38 عاما لأسرة فقيرة في مدينة الزرقاء الصناعية شمال العاصمة الاردنية عمان وله سبع شقيقات وشقيقان واشتغل والده بالطب الشعبي فيما عانت والدته من اللوكيميا.

ويقول أفراد من أسرته الذين رفضوا اليوم التعليق على تقارير مقتله انه كان تلميذاً عادياً مغرماً بكرة القدم, وترك المدرسة في سن االسابعة عشرة وبعد ثلاث سنوات من الضياع بدأ بالتطلع الى الجهاد في أفغانستان. حيث بدأ بحلول العشرين يتغير ويبحث شأن الشباب العرب الآخرين عن قضية فاتجهت أنظاره الى افغانستان.

ولقب الخلايلة بالزرقاوي في 1991 عندما انضم الى جماعة اسلامية سلفية تطلق على نفسها اسم "التوحيد والهجرة- الموحدون" وتطالب المنضمين الجدد اليها باتخاذ اسماء بلداتهم الاصلية لنسبهم . وبعد فترة من التهور بدا الزرقاوي منبهرا بتعاليم مؤسس الجماعة ابو محمد المقدسي الذي قابله في باكستان حيث اقام من 1988 الى 1992 وعمل فترة من الوقت كصحافي في صحيفة "المجاهدين" وكان لقاؤه مع اسامة بن لادن الذي يوصف بانه العقل المدبر الارهابي على مستوى العالم في 2000 خلال عودته الى باكستان وافغانستان .

وقال قريبه صالح الحامي الذي قاتل هناك ضد الغزو السوفياتي في تصريحات لصحف غربية إن الزرقاوي وصل الى خوست عام 1989 عندما توقف القتال هناك اثر انسحاب السوفيات أي انه لم يكتسب خبرة عسكرية بل عمل مراسلاً لمجلة "البنيان المرصوص" حيث قابل كثيرين من المجاهدين العرب فروا عن المعارك التي خاضوها ضد الغزاة. ثم عاد االى الزرقاء عام 1992 حيث انضم الى جماعة "بيعة الإمام" المتشددة واعتقل عندما اكتشفت قوات الأمن أسلحة وقنابل في مسكنه وقال محاميه محمد الدويك: "لم يبد عليه الذكاء" خصوصاً عندما برر حيازته الأسلحة بأنه "وجدها في الشارع"! . وبعد الحكم عليه أمضى الزرقاوي كثيراً من وقته في السجن في حفظ القرآن وممارسة التمارين الرياضية. واوضح زميله أبو دومة انه في تلك المرحلة "كان يحب الأميركيين ويصفهم بأنهم مسيحيون مؤمنون".

لكن تشدد الزرقاوي ازداد بعد ذلك وكان يعنف السجناء. وقال أبو دومة انه تلقى رسالة تحذير منه بعدما رآه يقرأ رواية "الجريمة والعقاب" لدوستوفيسكي مشيرا الى ان لغة الرسالة كانت ركيكة "مثل كتابات الأطفال".

ويروي زملاء الزرقاوي في السجن أن موقفه من الأميركيين تغيرعام 1998 وبدأ بالحديث عن "وجوب قتلهم", بعد بروز اسم "القاعدة" واتهام هذا التنظيم بتفجير السفارتين الأميركيتين في أفريقيا.

وقد أطلق سراح الزرقاوي في آذار (مارس) 1999 ضمن عفو عام عن السجناء السياسيين وذهب للإقامة في بيشاور في باكستان أوائل عام 2000, مصطحباً والدته ثم سافر في السنة ذاتها إلى أفغانستان. ويقول مسؤولون في الاستخبارات الأميركية انه أنشأ معسكراً للتدريب تابعاً لتنظيم القاعدة في غرب أفغانستان وبقي هناك الى أن جرح في غارة صاروخية أميركية بعد بدء الحرب على "طالبان" و"القاعدة". وأشاروا إلى أنه غادر أفغانستان الى كردستان العراق حيث عمل مع مجموعة "أنصار الاسلام", وظهر مجدداً في أيلول (سبتمبر) عام 2002 عندما أكدت الاستخبارات الأردنية انه دخل البلاد قادما من سورية. وبعد شهر,اغتيل الديبلوماسي الأميركي توماس فولي في عمان, واعتقلت الشرطة الأردنية ثلاثة ذكروا ان الزرقاوي جندهم للمهمة وزودهم سلاحاً ومالاً فحكم عليه بالاعدام غيابياً.

وحول تاثير مقتل الزرقاوي على العمليات الارهابية قال سياسيون عراقيون تحثت معهم "ايلاف" الى ان مصرعه لن يكون له تأثير على المستوى العالمي لانه لم يعرف عنه ضلوعه بمثل هذه العمليات لكنهم اشاروا الى ان هذا التاثير سيكون كبيرا على العمليات التي يشهدها العراق وبعض دول المنطقة وخاصة الاردن التي تعرضت لعمليات تفجير نفذتها عناصر من تنظيمه . وتوقع السياسيون ان يمضي وقت قبل ان يعلن تنظيم القاعدة في العراق عن اختيار خليفة للزرقاوي وذلك بسبب مقتل عدد كبير نسبيا من مساعديه الرئيسيين في الغارة الجوية
ليلة امس .

واشار السياسيون الى انه بالتاكيد فان القاعدة اصيبت بضربة قاصمة لكن العمليات الارهابية ستشهد خلال الايام القليلة تصعيدا لاثبات الوجود وللقول بان القاعدة مازالت على الارض وانها قادرة على مواصلة عملياتها لكنهم توقعوا ان تشهد هذه العمليات تناقصا تدريجيا .

وقال هؤلاء السياسيون ان تقليص نشاط القاعدة من شانه ان يبرز الى واجهة العمليات التنظيمات المسلحة التي يقودها حزب البعث المنحل والتي تمثل من وجهة نظر السلطات العراقية الوجه الثاني للارهاب .. وتوقع السياسيون ان تتركز الجهود على هذه الجماعات وهو امر يبدو اسهل من تعقب عمليات القاعدة التي تقوم بها عناصر عربية في حين ان عمليات البعثيين من تنفيذ عراقيين معروفين نظرا لان تنظيمات الحزب وعناصرها مكشوفة للسلطات . ولاحظ السياسيون ان مقتل الزرقاوي جاء بمثابة الهدية لرئيس الوزراء العراقي الجديد نوري المالكي الذي اكد في برنامج حكومته السياسي بان الهدف الاول له سيكون القضاء على الارهاب وحيث ان مصرع الزرقاوي هو خطوة اولى نحو تحقيق هذا الهدف .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف