مولافي يكتب عن القمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الباحث الأميركي أفشين مولافي* يكتب من القمة:
البطالة أزمة فعلية يتجاهلها العرب
بث مباشر: أردوغان .. كركوك تمثل العراق وهي غير مستقرة
ملف صورة لأبرز فعاليات القمة العربية
قمة الرياض تخسر وصلة القذافي الفكاهية
القمة العربية القادمة تعقد في سوريا
حق العودة للاجئين الفلسطينيين نقطة خلاف رئيسية مع إسرائيل
الفيصل:لا خيار أمام إسرائيل..المبادرة أو الحرب
الفلسطينيون منقسمون حول قمة الزعماء العرب
"إيلاف"- خاص من الرياض: يجتمع القادة القادة العرب في الرياض لمناقشة ملفات طارئة تعيشها المنطقة، يتعلق أبرزها بالعراق وفلسطين ولبنان والمواجهة الإيرانية- الأميركية المرتقبة، في حين تنضج أزمة أخرى على نار هادئة تمتد من رام الله الى الرياض وصولا الى الرباط: البطالة. ويواجه الشبان في مختلف أنحاء الدول العربية تحديات كبيرة أمام أسرع الاقتصاديات نمواً. ووفقا لتقديرات المصرف العالمي، من الضروري ان يخلق العالم العربي أكثر من مئة مليون فرصة عمل قبل العام 2020 لمجاراة سكانه اليافعين. ورغم ان القمة العربية التاسعة عشرة المنعقدة في الرياض تسعى إلى إثبات قدرة العرب على حل مشاكلهم بأنفسهم، وأن الحلول الأميركية قد فشلت، وان العرب يحتاجون الى بيئة خالية من الأزمات، لن يتمكن العالم العربي من تحقيق النجاح من دون التوصل إلى حلول لاحدى اكبر مشاكله على الإطلاق، مشكلة البطالة التي تؤثر مباشرة في ملايين الناس.ولهذا السبب، من المخجل ان يكون للملفات الاقتصادية حيز متواضع خلال قمة هذا العام، رغم الوعود بنقيض ذلك. ويقول دبلوماسي عربي لـ "إيلاف" إن "المناقشات الاقتصادية شكلية ولم تطرح أي حلول فعالة".
ولن يقتصر الأمر على فعل ما هو صائب للملايين من الشبان العرب الذين لن يتمكنوا من تحقيق حياة تتلاءم مع تطلعاتهم، فالمسألة مرتبطة أيضا بالجغرافية السياسية.
ويعكس التاريخ الحديث ان الأمم تكتسب قوتها الدبلوماسية والسياسية حين تنمى اقتصاديا. فالصين على سبيل المثال، لم تتحول دولة عظمى حين فجرت قنبلة نووية أو شكلت جيشا ضخما، انما تحولت قوة عظمى بعدما قررت فتح اسواقها وبالتالي اصبحت مركزا اقتصاديا. كذلك الأمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي أنشأت قوة عسكرية ضخمة بعدما حققت تحولا لتصبح لاعبا اساسيا في الاقتصاد العالمي.
وتتفوق الدول الأوروبية الصغيرة على دول أميركا اللاتينية بسبب اقتصادها.
ورغم ذلك، تبقى الأفضلية للسياسة على الاقتصاد لدى القادة والصحافيين العرب، مع بعض الاستثناءات؟ الأمر الذي ينعكس سنويا في القمة.
في الحقيقة، لاحظت بعد حديثي مع المندوبين والصحافيين اليوم في الرياض أن الموضوع الأكثر تداولا بينهم كان حول أي زعيم وصل أولا، وأي زعيم رفض أن يحضر، والحلول السياسية التي قد تظهر بعد القمة.
بالطبع، يواجه العالم العربي أزمات متعددة، فقد رحبت بعض الدول مثل مصر، التي تمثل ثقلا في المنطقة وتعاني ركوداً سياسياً، بسياسة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وتبقى آمال الشبان العرب "في عالم الواقع" معلقة على النتائج الملموسة التي قد تخرج بها هذه القمة... نتائج تنعكس ايجابيا على أوضاعهم المادية.
وتؤدي جملة من الأمراض التي تعانيها المجتمعات العربية دورا بارزا في تغذية مشكلة البطالة. فمن أحياء الدار البيضاء الفقيرة وصولا الى الطبقة الوسطى من الشعوب في العواصم المجاورة مثل القاهرة، وحتى الدول الغنية بالنفط مثل المملكة العربية السعودية، تتغذى البطالة من التطرف الديني، والتفكك الأسري، وعدم الثقة بالسلطة، وكثرة حالات الطلاق، الأمر الذي يخلق ثقافة التبعية. والأهم من ذلك كله، أن البطالة تشكل عائقا أمام النمو الاقتصادي للمجتمعات.
إلا ان بصيص الأمل لايزال موجودا، إذ انه للإصلاح الاقتصادي في المملكة العربية السعودية القدرة على إحداث تغيير جذري في اقتصاد المملكة. كذلك الأمر بالنسبة إلى القوانين الجديدة في مصر، والتي من شأنها ان توقظ العملاق الاقتصادي القابع على نهر النيل من سباته العميق.
ولايسعني هنا سوى الأمل في أن يجد العرب بعض الحلول بعيدة الأمد، والتي تطفئ فتيل الأزمة بدلا من اشعاله وخلق أزمة اخرى.
لايسعني سوى الأمل في ان يرى القادة العرب اهمية الاتجاه نحو حلول بعيدة الأمد. العاهل السعودي الملك عبدالله وصف الأزمة التي تعيشها المنطقة بـ"بارود على شفير الاشتعال". وتضيف مسألة البطالة الوقود على النار وقد تشعل نارا أخرى بدورها.
لهذا السبب اعتقد ان القمة العربية يجب ان تعمل بسرعة على خلق مؤسسة جديدة: مصرف النمو العربي.
من شأن هذه المنظمة إيجاد حلول محلية لمشكلة البطالة، والاستثمار في الطرق الضيقة والعمل عن قرب مع القطاعات الخاصة لاستئصال هذه الأزمة المتنامية. كما من شأنها العمل عن قرب مع مصارف نمو عالمية ومحلية، وتزويدها نظرة ميدانية، وتمويلات مشتركة.
*أفشين مولافي باحث وكاتب أميركي خبير في شؤون الشرق الأوسط .