ثقافات

جديد الدكتور القيسي: "موسوعة اللغة العامية البغدادية"

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف: صدر عن مطابع دار الأديب (عمان، الأردن) كتاب جديد للدكتور مجيد محمد علي القيسي، بعنون "موسوعة اللغة العامية البغدادية" (430 صفحة، من الحجم الكبير). ويتكون الكتاب من (1) "مدخل: نشأة اللغة العامية البغدادية وتطورها"، و(2) "خصائص اللغة العامية البغدادية وقواعدها وأبنتها مقارنة بالعربية الفصحى"، و(3) "معجم الألفاظ العامية البغدادية".قبل ان ندخل المعجم ونتجول في الأصداء الحياتية خلف الألفاظ، يفيدنا الدكتور القيسي بعرض تاريخي مكثف ومسند بأمثلة وشواهد، حول "الأصول والقواعد التي اعتمدها البغدادي في صوغ ألفاظه وعباراته العامية للإفصاح عن أحاسيسه وتلبية حاجاته اليومية بعد أن اطلق العنان لخياله الخصب في التصرف باستبدال أو تغيير عدد لا يستهان به من قواعد الفصحى وأبنيتها وأوزانها الصرفية؛ والاجتهاد في تطوير منطق ألفاظها. فعمل فيها مزجا وتصحيفا وتحريفا وقلبا وإبدالا. كما توسع في استعمال المجاز والارتجال والتوليد للحصول على معان ودلالات جديدة وفقا لحاجاته اليومية المتعاظمة". أما المعجم فإنه يضم أكثر من ثلاثين الف كلمة، يشرح معنى كل كلمة ويبين أصلها. "موسوعة اللغة العامية البغدادية" سفر لغوي جميل يرينا كيف أن عددا هائلا من الألفاظ البغدادية كانت تعبر عن ظواهر اجتماعية آخذة بالاضمحلال، كلفظة "جقمقجي"، علاوة على انها تعبير عن شخص يبرد السلاح، لكنها كانت أيضا ماركة مسجلة، فعندما كنا نضع اسطوانة عراقية الصنع، على الآلة، نسمع قبل الأغنية صوت يردد "اسطوانات الجقمقجي"، وكلمة "ريسز" سباق الخيل، يا ترى من لا يتذكر كم من عائلة هدمت ودمرت لأن ربها كان "ريسزجي" يقامر بكل ما ملكه في سباق الخيل ويخسر... وكلمة "صُرُم بارة" وهي تسمية للشاب الدنجوان، وكانت ظاهرة اجتماعية سائدة، وكان لها طقس خاص: أي كان الشاب المراهق يدهن شعر رأسه "بافراط خصوصا بدهن البرلكريم، واستعمال عطر بنت السودان القوي ولبس حذاء روغان لماع" فقط لكي يوقع فتاة في حبه، لكن في أغلب الأحيان "يعود الى منزله معصوب الرأس أو الكتفين وممزق الثياب من كثرة الأحذية (اليمنيات) التي هوت على رأسه من أهل الفتاة! "موسوعة اللغة العامية البغدادية" كنز من ألفاظ كانت أشبه بمصابيح بغداد اليومية، ألفاظ اضمحلت ولم يبق منها سوى ما تثيره من ذكريات وحنين إلى ماض صار جزء من التاريخ...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف