ثقافات

رواية "غويشة" للكاتبة السعودية دارين المساعد

في الرياض... صراع بين العقل والهوى

جزء من غلاف الرواية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من القاهرة: في رواية "غويشة" للكاتبة السعودية المجيدة دارين المساعد، والصادرة عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة، كان لي جولة ملهمة؛ يقال إنَّ الأدباء يختارون أكثر القصص قرباً من قلوبهم ويمددون الخيوط الأولى من حكاياتها من تجاربهم وقناعاتهم، ولأن كل كاتب له ذوق خاص في طريقة نسج إحساسه الحقيقي مع خيال القصة، لفتني في هذه الرواية أنها الإصدار الأول للكاتبة، ويظهر عمق إحساسها مطبوعاً داخل الحروف والكلمات بتلقائية، كما أنها تناقش حقيقة الصراع الداخلي بين عقل الإنسان وقلبه وهواه.

جعلت الكاتبة هذه المناقشة على لسان الراوي داخل الراوية، وفيها الكثير من المواقف التي يتسبب بها الكبت والتضحية واستنزاف النفس والوقت من أجل المبادئ والقيم عند رجال الأمن والمخابرات تحديداً. أما الربط العجيب بين ما يعيشه الأبطال من رومانسية في بيئات محافظة فأكسب الراوية طابعاً شيقاً يحرك في داخل القارئ كل المشاعر.

الحوار بين العقل والقلب هو سيد المشهد في هذه الرواية، وتتطرق الكاتبة لماضي الأبطال وتربطه بأحداث الرواية الحالية، وكيف لكل إنسان طفولة صنعت مصيره بطريقه أو بأخرى. الحب هو سيّد التشويق في الروايات، ومن خلاله نحن نحب الأبطال ونعيش معهم قصتهم، وهذا مما أبدعت فيه الكاتبة، كما أنها لم تكتفِ بنوع الحب الرومانسي بل ناقشت الصداقة والأخوة وعلاقات العمل.


غلاف الرواية

أخيراً الرواية الناجحة حسب رأيي يجب أن تتضمن داخل خيالها وأبطالها مواضيع ملحمية للمناقشة. أسلوب الروائي الأدبي في فتح النقاش يترك للقارئ حرية التفكّر في وجهة نظره دون فرض أو تلقين وهذا نوع مميز من الإبداع.

من أجواء الرواية
نقرأ في الرواية: "هنا وأنا عالق في هذا الزحام، يبدو لهم أني في أضعف حالاتي فيزيد نشاطهم. لوجودهم فحيح يقشعر له بدني ويشعل في جسدي رهبة تصرخ منها نبضاتي. التفت بحرج من ظهور هذا على ملامحي. أغلقت زجاج السيارة وانشغلت بالعد التنازلي لإشارة المرور تاركاً لمرافقي الأموات حرية الحديث وأرواحهم الباردة تبدد حرارة شمس الرياض. مهمتي الأخيرة لم تنته بعد، وكل من تم تصفيته يرافقني عبر البلاد والقارات وفي نومي وفي يقظتي بشكل يزيد من عزلتي. أوافق على هذا، ويمكنني احتماله. كثيراً آمنت أن ما تقترفه يداي يبصم على حياتي ببصمة الشقاء؛

"وما أن ظهرت هي صرت لا آبه بالشقاء ولا بالذنب. إنها النجاة والإنجاز وحقيقة الظفر. لا يهم كم من الوسائل سأستبيح أيضاً من أجلها هنا. صارعت أفكاري والأحداث القديمة تحدد مصير الجديدة وتقلقني".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف