ثقافات

ذو رصيد من الدراسات الأكاديمية وأحد أبرز العقول الأكاديمية في المنطقة

من هو الباحث السعودي هشام الغنام الذي انضم لمؤسسة كارنيغي للسلام؟

هشام الغنام
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من الرياض: تشهد المملكة العربية السعودية تطورات متسارعة على مختلف الأصعدة، ما يجذب الأنظار نحو محلليها ومفكريها الذين يضعون رؤى عميقة وشاملة لتفسير هذه التحولات.
يعتبر الدكتور هشام الغنام من أبرز المفكرين السعوديين الذين تركوا بصمة واضحة في المجالين الفكري والسياسي، بفضل تحليله الرصين ومقاربته الهادئة لمختلف القضايا الدولية والمحلية.
وقد أثبتت مسيرته الأكاديمية والبحثية المتنوعة قدرته الفائقة على تقديم قراءات نقدية تعتمد على الأدلة، بعيداً عن العواطف أو الخطابات الإنشائية.
ظهر الدكتور هشام الغنام بقوة وبغزارة معرفية معلقاً على الشؤون الدولية ومستجدات منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج وأيضا قضايا الشأن السعودي والقضايا الفكرية المختصة بالفلسفة السياسية والعلاقات الدولية وإدارة الأزمات في مناطق الصراع وفهم بنية التطرف، والشأن المحلي والدولي السعودي، والعلاقات الدولية مع القوى العظمى الولايات المتحدة وروسيا والصين وشؤون منطقة الخليج والحد من الانتشار النووي، بالإضافة إلى القضاية التي تتعلق بأسئلة النهضة الكبرى والتقدم والتخلف والعقل والتراث.
إلى جانب ذلك، يهتم الغنام بالقضايا التي تتناول شؤون الحركات الفكرية والاجتماعية في السعودية والاقتصاد السياسي وتحديداً أتمتمة النماذج الآلية والذراع البيروقراطي السعودي وشبكات الأعمال في المملكة العربية السعودية.
وقد انضم مؤخرًا إلى مركز "مالكوم كير" التابع لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي كخبير غير مقيم، ما عزز من حضوره على الساحة الفكرية الدولية.
وبذلك سوف يعمل الغنّام مع كوكبة من كبار الخبراء البارزين، من أمثال يزيد صايغ، ومهند الحاج علي، ومها يحيى، وشبكة من الباحثين العالميين مثل فرانسيس فوكوياما، الذين يشرفون على أبحاث معمّقة حول القضايا الحيوية التي تواجه العالم ودول المنطقة.
يتبع مركز مالكوم كير لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي (Carnegie Endowment for International Peace)، وهي مؤسسة مكرسة لتعزيز التعاون بين الدول، أسّسها أندرو كارنيغي عام 1910 كمؤسسة غير حزبية.
كما يمتلك المركز خبرة ميدانية تمتد إلى أكثر من عشرين بلداً حول العالم، ويعتمد على شبكة عالمية من ذوي التخصصات والآراء المختلفة، الذين يعملون معاً عبر الحدود لتوسيع مجالات التعاون والتفاهم، واستعراض الاتجاهات الجيوسياسية طويلة الأمد، وتقديم حلول مبتكرة في مجال السياسات.

الأزمات السياسية في المنطقة
يسعى المركز إلى إلقاء الضوء على الأزمات السياسية في الشرق الأوسط وفهم القضايا الاقتصادية والأمنية المعقدة التي تؤثر في حاضر ومستقبل هذه المنطقة من العالم. وتستهدف دراسات المركز، التي سيشارك فيها الغنّام، جمهوراً واسعاً يشمل صانعي السياسات في العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة وروسيا والصين، إضافةً إلى العاملين في منظمات المجتمع المدني الذين يمكنهم الاستفادة من عمل المركز.

التأسيس 2006 والمقر "واشنطن"
تأسس المركز في خريف عام 2006 بمبادرة من "مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" التي يقع مقرها في واشنطن العاصمة. تأتي هذه الخطوة في إطار رؤية المؤسسة الجديدة، التي تهدف إلى الارتقاء بها لتصبح مركز أبحاث متعدد الجنسيات وتوسيع نطاق نشاطها على المستوى العالمي. وجاء قرار إنشاء مركز الشرق الأوسط عقب النجاح الكبير الذي حققه "مركز كارنيغي في موسكو" الذي تأسس عام 1994، وتزامن ذلك مع إطلاق مؤسسة كارنيغي مبادرات جديدة في كل من بكين وبروكسل وبرلين.

برنامج الشرق الأوسط
يشكّل "مركز كارنيغي للشرق الأوسط" جزءاً أساسياً من "برنامج الشرق الأوسط" المعروف، وتستمد أهميته من التعاون الوثيق بين عدد من الخبراء المنتشرين في مراكز كارنيغي بواشنطن وبرلين وبكين وسنغافورة، بالإضافة إلى شبكة واسعة من مراكز الأبحاث في الشرق الأوسط وأوروبا، مما يضفي عليه زخماً إضافياً.
هذه المقاربة الرفيعة تقدم لصانعي القرار وأصحاب المهن والناشطين كافة دراسات تحليلية وتوصيات ترتكز على معلومات معمقة تستند إلى وجهات نظر وآراء مستمدة من مصادر موثوقة في المنطقة، مما يعزز من قدرة المركز على مواجهة التحديات المحورية في المنطقة بفعالية أكبر.

مركز استشاري للشرق الأوسط
وتعمل مؤسسة كارنيغي حالياً على إنشاء مجلس استشاري لمركز الشرق الأوسط يضم شخصيات وطنية ودولية مرموقة من مختلف دول المنطقة، ناشطة في مجالات السياسة والأعمال والمجتمع المدني. وسيتولى المجلس مهمة تقديم المشورة والدعم للمركز، مما يعزز من فاعلية برامجه ويؤكد التزامه بتقديم رؤى استراتيجية تخدم المنطقة ومجتمعاتها.


من هو هشام الغنام؟
الدكتور هشام الغنّام هو خبير وباحث بارز في مجالات العلوم السياسية والعلاقات الدولية والبحوث الأمنية، يتمتع بمسيرة مهنية متميزة تمتد لأكثر من 24 عامًا. يشغل حاليًا منصب مدير مركز البحوث الأمنية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والمشرف العام على برامج الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب في الجامعة. انضم مؤخرًا كخبير غير مقيم إلى مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط، التابع لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهي من أقدم المؤسسات الفكرية في الولايات المتحدة وأحد أبرز مراكز الأبحاث العالمية. وباعتباره عضوًا في المجالس العلمية بالجامعة، تحظى خبرة الدكتور الغنّام باعتراف واسع في الأوساط الأكاديمية ومجالات الاستشارات والأبحاث السياسية والأمنية.

البداية: بكالوريوس هندسة "حاسب آلي"
حصل الدكتور الغنّام على درجة البكالوريوس في هندسة الحاسب الآلي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في فترة قياسية، خلال ثلاث سنوات ونصف. كما يُعد الدكتور الغنّام أحد باحثي برنامج جيمس ويليام فولبرايت، حيث حصل على أكثر من درجة في الدراسات العليا، إحداها درجة الماجستير في دراسات السياسة الدولية، عن عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل ودراسات الإرهاب من معهد مونتيري للدراسات الدولية - كلية ميدلبيري، التي تعد من أعضاء مجموعة "Little Ivies" للكليات الخاصة النخبوية ذات العراقة والتميز والتنافسية الأكاديمية العالية في العلوم الإنسانية والاجتماعية. كما نال درجة الدكتوراه بامتياز دون تعديلات من جامعة إكستر المرموقة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

وحصل الدكتور الغنّام أيضاً على شهادات علمية متقدمة في مجالات التكنولوجيا، عملية اتخاذ القرار، أتمتة النماذج الإلكترونية، الخرائط الإلكترونية، النشر الآلي، النمذجة المرئية، وإدارة المحتوى. ومن ضمن اهتماماته البحثية على المستوى المؤسسي تطوير المراكز البحثية، تدريب الكوادر المتخصصة، وبرمجة الأدوات الإلكترونية القادرة على تحليل البيانات المتقدمة باستخدام لغات البرمجة الرئيسية. وقد منحت هذه الخلفية العلمية المتنوعة الدكتور الغنّام القدرة على الدمج بين الجوانب النظرية والعملية لإنتاج أبحاث تدعم صنع السياسات وصياغة الاستراتيجيات ضمن مراحل التشريع والتنفيذ على مستويات عالية من عملية صنع القرار.

الدكتور الغنّام متحدث رئيسي في العديد من المؤتمرات الدولية ومحلل لكبرى مراكز الفكر العالمية ووسائل الإعلام حول موضوعات السياسة والعلاقات الدولية والأمن الوطني المتعلق بالمملكة العربية السعودية وعلى المستوى الدولي. كما عمل مع مراكز الأبحاث الكبرى في الشرق الأوسط حول القضايا الجيوسياسية والأمنية المتعلقة بالصواريخ الباليستية، الحركات الاجتماعية في المنطقة، وإدارة الأزمات، بما في ذلك العمل الميداني في مناطق الصراع.

وتشمل مساهماته البحثية المشاركة في تأليف عدد من فصول الكتب والدراسات والمشاريع البحثية كمؤلف رئيس ومشارك، حول الديناميكيات السياسية لدول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي، الأسلحة النووية، الاقتصاد السياسي، والإرهاب والتطرف. كما ساهم في إعداد دراسات حول تجديد أوجه الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وقد قدم الدكتور الغنّام العديد من الأوراق المهمة والتحليلات لمراكز الأبحاث البارزة في أوروبا وأميركا وروسيا وآسيا، حول التوترات السياسية بين دول الخليج وإيران، قضية البرنامج النووي الإيراني، وواقع وآفاق المحادثات السعودية الإيرانية وتداعياتها الإقليمية والدولية. وله مساهمات وأعمال بحثية مترجمة إلى عدة لغات، مثل الروسية والفارسية والتركية، ساهمت في تشكيل الخطاب حول القضايا الأمنية الملحّة في المنطقة وعلى الصعيد العالمي

يقول أحد أساتذته الذين عملوا معه وقابلناهم للتحضير لهذا التقرير: "هشام هو باحث فريد من نوعه، لا يقبل أي فكرة أو مفهوم أو نموذج نظري دون استنفاد كل حجة أو تحليل أو مراجعة واقعية لها. في هذا المعنى، كان من دواعي سروري الحقيقي العمل معه، لأنه يدفع باستمرار لوضع كل افتراضاته الخاصة تحت الاختبار، سواء كانت متعلقة بالظواهر الاجتماعية والسياسية أو تلك التي تنتشر بين أقرانه والأساتذة. وعلى الرغم من أنه كان يجب تذكير السيد هشام في كثير من الأحيان بأنه لن يصل إلى الحقيقة المطلقة، إلا أنه كان يحرص على الحفاظ على هدوئه لقبول هذا الواقع. كان من الواضح لي منذ البداية أنه أحد أكثر الباحثين تحديًا. لم يكن ذلك عناداً، بل نابعاً من رغبته الصادقة في الوصول إلى النتائج الأقرب للحقيقة والأكثر دقة من الناحية الأخلاقية. لهذا، هو في فئة مختلفة بالنسبة لي. باختصار، هو شخص يتحدى نفسه دائماً من خلال الخروج من دائرة الراحة، وقد أخبرته أن الاستمرار في ذلك قد يجلب له المتاعب، لكنه يبدو غير مهتم بنصيحتي."

عمله
عمل الدكتور الغنّام كزميل باحث أول في جامعة إكستر، وباحث رئيسي في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومستشار أول في مركز الخليج للأبحاث (GRC) في كامبريدج، ومدير برنامج الدراسات الدولية في المركز ذاته، وكبير الباحثين في المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية المرتبط تنظيميًا بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. كما ساهم في العديد من المشاريع الاستراتيجية الخاصة بالقضايا الجيوسياسية كخبير ومستشار خاص لمسؤولين تنفيذيين عالميين، وضمن اللجان التوجيهية والتنسيقية رفيعة المستوى.

تطوير المراكز البحثية
تشمل اهتماماته البحثية على المستوى المؤسسي تطوير المراكز البحثية وتدريب الكوادر المتخصصة، إضافةً إلى برمجة الأدوات الإلكترونية القادرة على تحليل البيانات المتقدمة. وقد منحت خلفياته العلمية المتنوعة الدكتور الغنّام القدرة على الدمج بين الجوانب النظرية والعملية، مما مكّنه من إنتاج أبحاث تدعم صنع السياسات وصياغة الاستراتيجيات ضمن مراحل التشريع والتنفيذ على مستويات عالية من عملية صنع القرار.

محلل في مراكز الفكر العالمية
الدكتور الغنّام متحدث رئيسي في العديد من المؤتمرات الدولية ومحلل لدى كبرى دور الفكر العالمية ووسائل الإعلام الدولية حول موضوعات السياسة والعلاقات الدولية والأمن الوطني، سواء المعنية بالمملكة العربية السعودية أو على المستوى الدولي. كما تعاون مع مراكز الأبحاث الكبرى في العالم والشرق الأوسط، حيث تناول القضايا الجيوسياسية والأمنية المتعلقة بالصواريخ الباليستية، الحركات الاجتماعية، وإدارة الأزمات، متضمناً العمل الميداني في مناطق الصراع.

دراسات شارك في إنجازها
شملت مساهمات الدكتور الغنّام البحثية تأليف فصول كتب، إعداد دراسات، وقيادة مشاريع بحثية تتناول الديناميكيات الأمنية والسياسية لمنطقة الخليج العربي والعالم العربي، الأسلحة النووية، الاقتصاد السياسي، الإرهاب والتطرف العنيف. كما قدّم العديد من الأوراق المهمة والتحليلات لمختلف مراكز الأبحاث البارزة عالمياً، حيث تناول التوترات السياسية بين المملكة وإيران، قضية البرنامج النووي الإيراني، وواقع المحادثات السعودية الإيرانية وآفاق التقارب وتداعياته الإقليمية والدولية، إلى جانب تجديد أوجه الشراكة الاستراتيجية الأمريكية السعودية ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وللدكتور الغنّام مساهمات وأعمال بحثية مترجمة إلى عدة لغات، من بينها الفرنسية والإسبانية والروسية والفارسية والتركية والصينية، والتي أسهمت في تشكيل الخطاب السياسي حول القضايا الأمنية الملحّة في المنطقة وعلى الصعيد العالمي.

التواصل مع العالم
إن وجود شخصيات سعودية كفؤة في المجالات الأكاديمية والبحثية والإعلامية هو أمر بالغ الأهمية لمخاطبة الجماهير المتنوعة، سواء المختصين منهم أو غيرهم من المراقبين والسياسيين. هذا التواصل الأكاديمي والبحثي عبر العالم من خلال الباحثين والخبراء يُعد حاجة ملحّة، لا سيما في ظل تطورات المنطقة المتسارعة التي تتطلب متخصصين لدراسة الأحداث وتحليلها واستقراء أبعادها، وتقديم وجهات نظر منطقية وذات قيمة على المدى القصير والطويل.
الدكتور هشام الغنّام هو أحد هؤلاء الذين يمتلكون القدرة على قراءة المشهد السياسي بلغة ذكية ومثقفة، قادرة على تسليط الضوء على الزوايا المعتمة وكشف المتغيرات في خلفية الأحداث الظاهرة. أتذكر أول مرة قابلته في أحد المؤتمرات، حيث كان مرشحاً كسفير للطلبة المتميزين للمشاركة في ورش نقاشية مع مسؤولين غربيين. لفت الأنظار بنضج تحليله السياسي وبما يمتلكه من معرفة تخصصية وأدوات ومهارات بحثية وتحليلية. يتناول الموضوعات التي لا يتطرق إليها الآخرون، مستنداً إلى شواهد وأدلة قوية تفسر مجريات الأحداث.
يقول عنه أحد الباحثين في جامعة إكستر: "يتميز الدكتور هشام بكل صفات المفكر النقدي، ولديه ميزات فريدة تؤهله للصعود كنجم في مجال العلاقات الدولية والعلوم السياسية. وعلاوة على ذلك، فإن تجاربه كمهندس أكسبته قدرة تحليلية حادة واهتماماً بديهيّاً بالتفاصيل".
ويقول عنه إيلان بابيه، المؤرخ العالمي المعروف: "بل أبعد من ذلك، هشام يمتلك معرفة واسعة وفطنة مهنية، وإلماماً مذهلاً بالقضايا النظرية والمنهجية المعقدة، إلى جانب معرفة عميقة لدراسته الإفرادية في التاريخ والحقائق الراهنة في المملكة العربية السعودية وجزيرة العرب عموماً".

المراقبون للساحة الدولية، وبالأخص فيما يتعلق بالتطورات في المملكة، يجدون أن هذه الفترة تشهد أحداثاً مهمة وحيوية على مختلف الأصعدة، وهنا يبرز دور الخبير المتمكن في توضيح الأوضاع الإقليمية. لم يكتفِ الدكتور الغنّام بالمشاركة باللغة الإنجليزية أو العربية فحسب، بل امتد تأثيره ومشاركاته إلى قنوات دولية باللغتين الفارسية والتركية. وقدّم أوراقاً رئيسية في مؤتمرات مهمة وجلسات حوارية في العديد من مراكز الفكر المرموقة حول العالم، من روسيا إلى الولايات المتحدة مروراً بألمانيا وبلجيكا وانتهاءً بالمملكة المتحدة والصين.

يشكل أسلوبه نقلة نوعية في التحليل السياسي، خاصة في ظل طغيان التحليل العاطفي والمبني على الانفعالات. فهو يقدم رؤية منطقية وهادئة من دون الإساءة أو الانسياق خلف التيار، بل يعرض طرحاً مميزاً يبتعد عن الرتابة السائدة في مثل تلك الحوارات، متدرعاً بسرعة بديهة ومخزون سياسي وديني وتاريخي ثري.

جمعه بين أكثر من تخصص، ورحلته من مدارس العلم المادي إلى الإنسانيات، شكّلت رحلة كفاح وإصرار توّجت بنجاح، وأثمرت عن امتلاكه مجموعة من الخبرات المتنوعة في هذه العلوم المختلفة، التي مكنته من اكتساب معرفة واسعة في مجالات حل النزاعات، ودراسات الإرهاب، والعلاقات الدولية بشكل عام. هذا الجمع بين النظرية المتينة والأدوات السياسية أتاح له أن يكون مثالاً ناجحاً على الصعيد المهني، حينما يختار الفرد أن يسلك مساراً مختلفاً عن تخصصه الأصلي وينجح فيه ليصبح نموذجاً وطنياً متميزاً.

الإصرار كان أساس نجاحه، كما يقول عنه من زامله: "أعرف هشام منذ الصغر، كان متميزاً عن أقرانه في دراسته وثقافته وحتى في الرياضة وأخلاقه". ويضيف: "كان مختلفاً، متفوقاً، لكنه لم يكن يسعى إلى إظهار تفوقه بل كان يتهرب منه. ورغم حرصه على الابتعاد عن الأضواء، أصبح نجماً في التحليل السياسي بسبب حرصه على جودة ما يقدم. فمهما اختلفت معه، لا يسعك إلا أن تقدّر عمله. لعل هذه رسالة على أن عملك المتعب في الخفاء هو الذي يظهر صاحبه بصورة طيبة في العلن".

يمكن الأخذ بعين الاعتبار في هذا المضمار أن الطريق لم ينتهِ، فالمملكة، كدولة فاعلة إقليمياً ودولياً، تحتاج إلى باحثين وباحثات سعوديين يواكبون التحديات التي تواجه وطنهم في كل وقت ومكان. المملكة تتطلع إلى أشخاص متميزين في مختلف المجالات، قادرين على فهم المستجدات والتفاعل معها، وإيصال هذه التحديات وحلولها إلى العالم أجمع. إن المملكة بحاجة إلى شباب يستطيعون تقديم قراءات سياسية دقيقة، من دون قيود فكرية أو انتماءات حزبية تحول دون استيعابهم الكامل للواقع المتغير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هشام الغنام
د عبدالرحمن النغيمشي -

يستحق هذا التقرير من ايلاف فمن تعامل معه يرى هذه التجارب متجلية بالأدب الجم والعلم الغزير والمبادرة الكريمة وبذل ما فوق الوسع وفقه الله.

Well deserved
David M. Huntley -

Well deserved Hesham.