قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: بالرغم من أن الكونغرس الأميركي مرر تشريعا يقضى بإنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة ورفع سقف الدين، إلا أن الآثار السلبية غير المباشرة للمأزق المالي في البلاد بدأت تتجسد الآن، حسبما أفاد أحد الخبراء. ففي أعقاب انتهاء معركة مالية مريرة دامت لأسابيع و16 يوما من إغلاق الحكومة الفيدرالية، صادق الكونغرس الأميركي مساء الأربعاء الماضي على اتفاق لتمويل الحكومة حتى يوم 15 يناير ورفع سقف الدين حتى 7 فبراير. وصرح هونج تران المدير التنفيذي لمعهد المالية الدولي في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا بأن الاتفاق أدى إلى تفادي عجز عن سداد الديون، لكنه لم يعمل على انقشاع حالة عدم اليقين المالي. وذكر تران أن العائدات المرتفعة لإذون الخزانة الأميركية خير مثال على الوضع، إذ قفزت الفائدة على أذون الخزانة لأجل ثلاثة أشهر إلى 0.35 في المائة يوم الأربعاء من حوالي 0.03 أو 0.05 في المائة حيث رفض المتعاملون في السوق قبول أذون خزانة يستحق سدادها في أواخر أكتوبر وبداية نوفمبر وسط مخاوف من العجز عن سداد الديون. وأوضح قائلا إنه في أعقاب توصل مجلسي النواب والشيوخ في الولايات المتحدة إلى هذا الاتفاق قصير الأجل، انخفضت أسعار الفائدة على أذون الخزانة لأجل شهر وثلاثة أشهر إلى المستويات الطبيعية. ولكن سعر الفائدة على أذون الخزانة لأجل عام واحد ظل مرتفعا عند حوالي 0.15 في المائة، ما يعنى أن المتعاملين في السوق مازالوا متخوفين من سياسات الميزانية الأميركية. وذكر تران، في الاجتماع السنوي لأعضاء معهد المالية الدولي لعام 2013 الذي عقد الأسبوع الماضي، أن كبار المسؤولين التنفيذيين بالمؤسسات المالية عبروا عن قلقهم إزاء أي خطر محتمل قد يتمخض عن العجز الفني عن الوفاء بالتزامات الحكومة الأميركية. فالخطر كان "خطيرا ولا يصدق" وقد يلحق "أضرارا ملحوظة" بالبنية التحتية للنظام المالي الأميركي والاقتصاد العالمي. وقال إن المستهلكين الأميركيين قد لا يشعرون بالارتياح الكافي في الإنفاق بسبب حالة عدم اليقين المالي الحالية. كما يساور بائعو التجزئة أيضا القلق إزاء موسم العطلات المرتقب والذي يشمل عيد الشكر وأعياد الميلاد وليلة رأس السنة ويمثل عادة ما يتراوح بين 20 و25 في المائة من إنفاق التجزئة للعام بأسره. وقال تران إن فشل الحكومة الأميركية في معالجة السياسات المالية على نحو منظم خيب آمال المجتمع الدولي. وأضاف أن "سمعة الولايات المتحدة عانت كثيرا. وكلما استمر المأزق، ستقع سمعتها تحت طائلة ضغوط أكثر". وأعرب تران عن اعتقاده بأن موسم العطلات في الولايات المتحدة يعد مقياسا جيدا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزى) لتقييم الوضع، قائلا إنه لا ينبغى على المجلس تغيير سياساته النقدية حتى يتضح الأفق المالي.