اقتصاد

اتجاه نحو تمديد اتفاق خفض الانتاج النفطي

إمتحان حقيقي لأوبك وشركائها في فيينا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نهاد إسماعيل من لندن: في اجتماعهم الهام في فيينا اليوم، بات من المؤكد أن تتجه منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وروسيا الى تمديد اتفاق تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية عام 2018، لكنهم ألمحوا في الوقت ذاته إلى أنهم قد يعيدون النظر في الاتفاق عندما يجتمعون مجددًا في يونيو المقبل إذا تغيرت الظروف كارتفاع حاد للأسعار.

تشكيكات روسية

شككت روسيا في الفائدة المرجوة من أسعار النفط فوق 60 دولارًا للبرميل، وفي نجاعة تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية البالغة 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام المقبل، لأن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى زيادة في الإنتاج الأميركي ودخول لاعبين جدد الى الساحة.

جاءت تصريحات وزير الاقتصاد الروسي، ماكسيم أوريشكين، قبل اسبوع التي قال فيها إن النمو الاقتصادي الروسي في أكتوبر تأثر سلبًا بالاتفاق العالمي بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا على خفض إنتاج النفط الخام في الوقت الخطأ، أي قبل أيام قليلة من اجتماع روسيا و"أوبك" في فيينا لمناقشة تمديد اتفاق تخفيضات الإنتاج، الذي ينتهي في 31 مارس المقبل، حتى نهاية 2018 على الأرجح.

هذا انتقاد روسي واضح لسياسة خفض الانتاج بين "أوبك" ودول من خارج المنظمة التي دخلت حيز التنفيذ اوائل هذا العام. وكانت روسيا قد وافقت على خفض الإنتاج بمقدار 300 الف برميل يومياً. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم الإثنين الماضي إن روسيا ستحدد موقفها من تمديد اتفاق تخفيضات الإنتاج خلال اجتماع "أوبك" في فيينا في الـ 30 من هذا الشهر.

يذكر أن العقود الآجلة لخام برنت قفزت مؤخرًا إلى أعلى من 60 دولارًا للبرميل، للمرة الاولى من منتصف عام 2015، بدعم من اتفاق تخفيضات إنتاج النفط، مما دعم اقتصاد روسيا الذي يعتمد بكثافة على إيرادات النفط والغاز.

روسيا تستطيع العيش مع نطاق سعري بين 40 الى 50 دولاراً للحفاظ على التوازن بين الانفاق والايرادات. المخاوف الروسية تتركز حول القلق من ان سعرا مرتفعا فوق 65 دولاراً مثلا سيجلب الى السوق مصادر اضافية من النفط من منتجين هامشيين وجدد وسيشجع الاستثمار في الطاقة البديلة. وخير مثال على ذلك ان ادارة معلومات الطاقة الأميركية تنبأت مؤخرا ان انتاج الزيت الصخري سيرتفع بمقدار 720 الف برميل يوميا مما سيرفع اجمالي الانتاج الأميركي الى فوق 10 ملايين برميل يوميا وهذا رقم قياسي. كما ارتفع عدد الحفارات من 318 حفاراً عام 2015 الى 738 حفاراً في نوفمبر 2017.

وأمس الأول، قالت ثلاثة مصادر من «أوبك» ان لجنة مشتركة للمنظمة والمنتجين المستقلين أوصت بتمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية عام 2018، مع خيار لإعادة النظر في الاتفاق خلال اجتماع المنظمة التالي في يونيو من العام المقبل.

تحذيرات الفايننشال تايمز

لكي تنجح أوبك وشركاؤها في الحفاظ على أسعار فوق 60 دولاراً للبرميل عليهما ممارسة الانضباط والتمسك باتفاق التخفيض. وحذرت الفايننشال تايمز البريطانية امس الاربعاء من التراخي والخروج عن المسار الصحيح وحذرت من التلاعب بخطة اثبتت نجاحها حتى الآن.

ومع تراجع المخزونات الأميركية ومخزونات منظمة كتلة دول التنمية الاقتصادية الى دون معدلات الخمس سنوات هو دليل قاطع على فعالية سياسة تخفيض الانتاج. وسيكون الامتحان الحقيقي اليوم الخميس في فيينا.

تحذيرات خالد الفالح

أعضاء اوبك اعلنوا عن استعدادهم للتمديد ولكن الموقف الروسي يبقى متردداً. وفي هذا السياق، نقلت وكالات الانباء ان خالد الفالح وزير الطاقة السعودي قال لاعضاء لجنة وزراء اوبك وشركائها "عليكم الالتزام بالتخفيض لتجنب انهيار الاسعار". وتأمل الأسواق ان يتم تمديد خفض الانتاج لتسعة أشهر اخرى اي حتى نهاية عام 2018.

اعضاء اوبك العرب يحبذون سعرًا فوق 60 دولارًا لانقاذ الاقتصادات وتضييق العجز ومواصلة الاصلاحات الاقتصادية لتقليل الاعتماد على النفط كالمصدر الرئيسي للدخل.

تريد روسيا أسعارًا للنفط أقل من 60 دولارًا لضبط ميزانيتها بالمقارنة مع السعودية، أكبر منتج داخل «أوبك»، التي تستعد لإدراج حصة قدرها 5% من شركتها الوطنية للنفط «أرامكو» في البورصة في العام المقبل وستستفيد بذلك من سعر أعلى للخام.

وبدأ ستة وزراء من دول منتجة للنفط داخل «أوبك» وخارجها اجتماعًا في فيينا أمس الأربعاء قبل يوم من اجتماع كامل لوزراء نفط المنظمة للبت في توصيات المندوبين.

من المرجح الآن ان يتم تمديد اتفاق خفط الانتاج لنهاية عام 2018.

وقبل عدة ايام، قال محمد باركيندو الأمين العام للدول المصدرة للبترول "أوبك" إن "كثيرًا من المنتجين خارج اتفاق خفض الإنتاج أبدوا اهتمامهم بالانضمام إلى الاتفاق بعدما لمسوا التأثيرات الإيجابية الواسعة التي حدثت في السوق خلال الفترة الأخيرة في ما يخص تحديدا تعافي الأسعار وتقلص فائض المخزونات، في إشارة إلى نجاح الاتفاق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف