من هو مهدي عامل؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ما كنت لأكتب عن انحراف حسن عبدالله حمدان المسمى "مهدي عامل" عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني الذي اغتاله حزب الله في العام 1987 حيث هذا الحزب بحكم شعاراته ونشاطه السياسي لم يعد شيوعياً منذ ما قبل أن يكون مهدي عامل أحد أعضاء لجنته المركزية وقبل انهيار الإتحاد السوفياتي. ففي انتقال الحزب من معمعان الثورة الاشتراكية الأممية إلى انتهاج الإصلاح (Reform) والعناية بالمسائل الوطنية التي تنحو إلى سياسة المهادنة مع الطبقات الأخرى في المجتمع بما في ذلك الطبقة البورجوازية الطفيلية، تلك السياسة التي كانت محل نقد ساخر من قبل ماركس ولينين، لم يعد الحزب الشيوعي اللبناني حزباً ماركسيا يأتلف مع أحزاب الأممية الشيوعية. حسن حمدان الملقب "مهدي عامل" كان المنظّر لذلك الإنتقال ؛ ويبدو أنه اختار هذا اللقب تحديداّ "مهدي عامل" لينفي عن أفكاره صفة الإنحراف وما كان ذلك ليكون بالطبع إلا لأنه هو نفسه يشك بانحراف أفكاره عن النهج الماركسي اللينيني.
حال رحيل ستالين الذي شكل بشخصه القوة المركزية في الاشتراكية السوفياتية وفي قيادة الثورة الاشتراكية العالمية، بدأ لهيب الثورة الاشتراكية العالمية يخبو شيئا فشيئاً بعد أن كان قد وصل عنان السماء. في نهاية الخمسينيات بدأت تلوح في الأفق أعلام الثورة المضادة بقيادة البورجوازية الوضيعة السوفياتيةأ، وكان استقبال الدوائر الإمبريالية لصيحات خروشتشوف المعادية للبروليتاريا تعبيراً عن فرحها الغامر بهذا الرئيس السوفياتي غير المتوقع المعادي للاشتراكية وللحزب الشيوعي. تراجع الثورة الاشتراكية في مركزها الاتحاد السوفياتي انعكس مباشرة في انهيار حركة التحرر الوطني بدءاً بعشرات الانقلابات العسكرية الرجعية والدموية التي اجتاحت العالم في عقد الستينيات ومنها انقلاب في العراق 1963 حيث قتل أكثر من 10 آلاف شيوعي وانقلاب في أندونيسيا 1965 حيث قتل أكثر من 500 ألف شيوعي وبهزيمة مصر في حرب العام 1967، بل ويمكنني أن أقطع بإن انقلاب بومدين في الجزائر 1965 وانقلاب حافط الأسد في سوريا في 1970 كانا من تدبير المخابرات السوفياتية ضد الاشتراكية وضد ثورة التحرر الوطني وهو ما لم يتوقعه أحد من الشيوعيين ومن غير الشيوعيين وانعكس ذلك في قمع الحريات ببالغ الشراسة كما بات معروفاً في هذين البلدين الثوريين.
زعماء الأحزاب الشيوعية في العالم وبما حصّلوا من علوم الماركسية لم يتعرفوا نهائياً على أسباب ذلك الجزر الثوري على صعيد العالم. لذلك بدأ المثقفون الثوريون وخاصة في البلدان المستقلة حديثاُ يبحثون عن عيوب في النظرية الماركسية التي أدت إلى ذلك التراجع الكبير من جهة، وعن إمكانيات فصل ثورة التحرر الوطني عن الثورة الاشتراكية من جهة أخرى، مؤملين على الأقل استمرار الثورة الوطنية. في مثل ذلك الإرتباك الفكري ظهرت تيارات تسيء تفسير وتأويل الماركسية. ظهر من يقول أن عيب الماركسية الكلاسيكية هو أنها لا تعمل على الصعيد القومي، ولذلك استوجب تعريبها كي تنجز هدف البورجوازية الشامية في الوحدة العربية، وبرز في هذا الاتجاه إلياس مرقص وياسين الحافظ في سوريا، كما ظهر من يقول أن عيب الماركسية هو أنها لا تعمل على صعيد تطور المسائل الوطنية ولذلك توجب توطينها، وبرز في هذا الاتجاه حسن حمدان في لبنان ومحمد ابراهيم نقد في السودان، وظهر آخرون يدعون إلى تبيئ الماركسية، وراح بعضهم إلى إحياء التروتسكية مثل إرنست ماندل في بلجيكا وآلان وودز في بريطانيا أو الفوضوية مثل نعوم تشومسكي في الولايات المتحدة ومازن كم الماز في سوريا. في الحقيقة أن مثل هذه القراءات السخيفة للماركسية الني استدعاها جزر الثورة في النصف الثاني من القرن العشرين كانت موجودة قبل وجود الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي حيث أجمع زعماء الأممية الثانية ومنهم كاوتسكي وبليخانوف على توجيه نقداً قاسياً للينين لاعتقاده أن قوى الثورة الاشتراكية كانت الأقوى في المجتمع الروسي القيصري. لقد أثبت التاريخ على أن لينين كان الماركسي الحقيقي الوحيد بين زعماء الأممية الثانية، وقد زاد في القول أن الشيوعيين في الدول المستعمرة يتوجب عليهم ألا يعملوا في الصراع الطبقي بل عليهم أن يقفوا خلف البورحوازية الوطنية في نضالها التحرري وبخلاف ذلك فلن يُقبلوا أعضاء في الأممية الشيوعية. وهكذا فإن فرجار الماركسية يتسع ليحيط بمن يصطف في صف البورجوازية الوطنية دون أن تكون ماركسيته موضع اشتباه. وهكذا نفى لينين دعاوى حسن حمدان حول الصراع الطبقي في النظام الكولونيالي المزعوم في أطراف النظام الرأسمالي.
طالما أننا نبحث في تعريف حسن حمدان كداعية لتوطين الماركسية فلنا أن نشير إلى زميله في التوطين زعيم الحزب الشيوعي السوداني الراحل محمد ابراهيم نُقد الذي كان يؤم أعضاء اللجنة المركزية في الحزب في الصلاة، فقد كان أكثر وضوحاً ومباشرة من حسن حمدان حين أكد أن ماركس لم يعد مرجعيتهم الوحيدة بل يرجعون إلى كل الاشتراكيين الذين سبقوا ماركس والذين لحقوه. حسن حمدان قال نصف ما قاله نقد؛ قال أن الماركسية لا تغطي التطور الإجتماعي في الأطراف. لذلك هبّ يعارض ماركس صائحاً.. إقتصادنا الكولونيالي غير اقتصادكم الرأسمالي! الطبقات في مجتمعاتنا غير الطبقات في مجتمعاتكم! التطور الاجتماعي في بلادنا غيره في بلادكم! وعليه فنظريتكم يا ماركس مع كل الاحترام والتقدير لا تغطي الصراع الطبقي في بلادنا، لذلك ها أنا ذا أقوم ببناء نظرية تحاكي تطور مجتمعاتنا الكولونيالية. هذا هو مهدي عامل لمن لا يعرفه على حقيقته. ينظّر لانشقاق الحزب الشيوعي اللبناني عن وحدة الثورة الشيوعية العالمية الواحدة غير القابلة للتشطر والتي عبر عنها نداء ماركس التاريخي "يا عمال العالم اتحدوا". حسن حمدان يدعو إلى الخروج من هذه الوحدة التي دعا إليها ماركس ويهيب بعمال الأطراف ألا يتحدوا مع عمال المراكز. طبعاً مهدي عامل هنا يضلل العمال ولا يهديهم.
لئن كان هاك إقتصاد كولونيالي لا "يتماثل" مع الاقتصاد الرأسالي كما يدعي حمدان فإننا دون شك أمام ماركس الثاني بشخص حسن عبدالله حمدان. الأحجية التي لم يفكها حمدان هي الفرق في المعنى بين كلمتي "تماثل" و "تكامل". يقول حمدان أن اقتصاد الطرف لا يتماثل مع اقتصاد المركز وهذا لغوٌ بغوٌ ليس ذا معنى حيث المقارنة لا تستقيم إلا إذا تمت بين وحدتين مستقلتين تماماً بينما اقتصاد الطرف لا يمكن أن ينفصل عن اقتصاد المركز تماماً فهو يكمله، ومعنى يكملة أي أن اقتصاد المركز لا يكتمل إلا بوجود اقتصاد الطرف فهما في وحدة واحدة غير قابلة للإنفصال ؛ وحدتهما كوحدة المنزل والمصرف لا يعمل أحدهما منفصلاً عن الآخر. حسن حمدان يقول للمصرف شروطه الخاصة به وهي تستوجب الإصلاح والعناية، لكن ذلك الإصلاح وتلك العناية لا معنى لهما إلا إذا ارتبط المصرف بالمنزل وعمل على تصريف مخلفات المنزل ؛ وحدة المنزل والمصرف لا انفصام فيها فكلاهما لا يعمل بدون الآخر وكذلك هي وحدة المركز الرأسمالي وطرفه "الكولونيالي!". الهدف الرئيسي لتنظيرات حسن حمدان الخنفشارية هو عزل المجتمع اللبناني عن مسار التطور الأممي العالمي وهذا بحد ذاته يتعارض مع أولى قواعد العمل الشيوعي الأممي.
فيما قبل الحرب العالمية الثانية كانت دول العالم العربي دولاً طرفية وتعمل كمصرف لفائض الانتاج المتحقق في مراكز الرأسمالية وكان فك ارتباطها بمراكز الرأسمالية مستحيلاً بدون الإعتماد على الاتحاد السوفياتي كما أكد لينين في رسالته إلى زعماء الشرق الإسلامي المجتمعين في باكو/أذربيجان 1921. في الحرب الوطنية 1941 – 1945 حطم الاتحاد السوفياتي السور الحديدي الذي أحاطته به الإمبريالية إثر هزيمتها على يد البلاشفة في العام 1921، كما حطم ألمانيا النازية التي كانت قد حطمت أكبر امبراطوريتين إمبرياليتين في التاريخ هما بريطانيا وفرنسا. خروج الاتحاد السوفياتي من الحرب كأقوى قوة في الأرض سمح لكافة شعوب المستعمرات في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية أن تهب ثائرة لتفك الروابط مع مراكز الرأسمالية وتستقل، وقد تحقق كل ذلك على امتداد ربع قرن بعد الحرب 1946 – 1972 حين أعلنت الأمم المتحدة نهاية الاستعمار في العالم. الاقتصاد الطرفي قبل الاستقلال كان جزءاً من اقتصاد المركز مندغما فيه بكل حركاته ولا يجوز اعتباره اقتصادا كولونيالياً له خصائصه الخاصة به بعيداً عن مقتضيات المركز، أما بعد الاستقلال فهو من اقتصادات الدول النامية المعلومة تفصيلاته وحركاته. أما الإدعاء باقتصاد كولونيالي فذلك بدعة، وبظني أن مهدي عامل هو أول من يعرف أن بدعته إنما هي مجرد بدعة حيث لا بد وأنه حاول تحديد الطبيعة المختلفة للإقتصاد الكولونيالي وفشل ؛ ما الذي يحدد الإنتاج وإعادة الانتاج في أطراف مراكز الرأسمالية؟ الدورة الاقتصادية في هذه الأطراف ثابتة لا تتبدل ولا تتغير، تبادل فائض الإنتاج في المركز بالمواد الخام ؛ الغرم في هذه المبادلة هو أن فائض الإنتاج يحمل 70% أو أكثر من قيمته هي قيمة قوة عمل بينما المواد الخام لا تحمل أكثر من 10%. أي تغيير أو تبديل في هذه المعادلة لا يتحقق إلا بحاجة أو طلب من المركز. أما بعد الاستقلال فإن انهيار الثورة الاشتراكية قد سد طريق التطور والتنمية أمام الدول المستقلة حديثاً وهكذا نتحقق من أن عمارة مهدي عامل النظرية القائمة حصراً على فرضية الاقتصاد الكولونيالي إنما هي عمارة في الهواء تتهاوى حتى بمرور نسمة هواء خفيفة.
ما يستوجب الإشارة إليه هنا بالتحديد هو أن أولئك الذين طفقوا يبحثون عن عيب أو نقص في الماركسية ليسوا جميعاً ممن ارتدوا إلى أصولهم البورجوازية الوضيعة فهناك أيضاً شيوعيون ما زالوا يعترفون بصحة الماركسية كما جاء بها ماركس وإنجلز لكنهم فشلوا في التعرف على أسباب انهيار الاتحاد السوفياتي من خلال الصراع الطبقي بين البروليتاريا والبورجوازية الوضيعة وراحوا يتهمون دولة دكتاتورية البروليتاريا السوفياتية باتهامات مستوردة من عالم آخر غير عالمها، إتهامها بالبيروقراطية ورأسمالية الدولة وقمع الحريات وهي اتهامات لا تجوز إلا على دولة عصابات وليست دولة طبقية بحجم البروليتاريا السوفياتية. ما ضيع الجميع في هذه الحقبة من تاريخ البشرية رغم الاسترشاد بعلم التاريخ الماركسي هو أن البورجوازية الوضيعة السوفياتية حاربت البروليتاريا من داخل مواقعها، من داخل هيئة رئاسة أركانها، من الحزب الشيوعي حزب لينين وستالين.
التعليقات
تعقيب بسيط على موضوع بسيط
رشاد الجورجاني -تحياتي للرفيق النمري، أطلت غيبتك ونحن الذين كنا نتابعك عبر نافذة الحوار المتمدن طفقنا نبحث في محركات البحث عن آخر ما كتبت فإذا بي أجدك ناقدا لمهدي عامل..لا يخفاك أيها الرفيق القيمة المعرفية والنظرية لحسن حمدان، وأني في حقيقة الأمر لأجدك مستجلا في نقدك لأن نقد مشروع الشهيد حمدان يتطلب كتابا من 200 صفحة على الأقل.في مايخص تناولك له على أساس أنه دعيّ لتوطين الماركسية فلا بد من التوضيح أن مهدي عامل ف بداية كتابه مقدمات نظرية يقول بالحرف الواحد "العالم العربي، كغيره من بلدان العالم يسير في واقعه الراهن في خط هذه الحركة الكونية وفي أفقها، ولا يشذ عنها أو يتفرد بالسير في خط آخر سماه البعض طريقا ثالثا، إلا في وهم الباحثين عن الخصوصية من أسياد الايديولوجية البرجوازية وأتباعها..... هذه المفاهيم: مفهوم الخصوصية مثلا أو الأصالة تارة تكون الخصوصية عربية فإذا تصدع الفكر البورجوازي بتصدع مواقع السيطرة الطبقية للبرجوازيات العربية، صارت الخصوصية هذه اسلامية ......" ويستمر عامل فين نقذ دعاة القومية والوطنية من أنور عبد المالك وغيره قائلا بلغة لا تخلوا من السخرية "... لكل "وحدة قومية" إذن، علم أو معرفة أو عقل لا يصح على غيرها، فكل أسير "خصوصيته. أما العلم الأوحد والعقل الأوحد فلله وحده، يخلق ما لا تعلمون. . ولئن أراد العقل العربي أو الإسلامي أن يأخذ بالماركسية مثلاً، فعلى الماركسية أن تصير عربية أو إسلامية، وعلى العلوم الفيزيائية أو الكيميائية أيضاً أن تصير عربية أو إسلامية، إن أراد العقل ذلك أن يُطلّ من حدوده على العلوم هذه."يتضح جليا أنك تلقي على عامل تهمة يدفعها عن نفسه، وعن الإصلاحية يقول عامل "أنها جرثومة خطرة، إذا دخلت حركة ثورية أفسدتها" وأنت من تصفه بالإصلاحيإن عامل إذ يقترح حلا لأزمة حركة التحرر الوطني بلبنان التي اتخذت فيها شكلا طائفيا من السيطرة، فهو يقدم حلا لمجمل هذه الحركات التحررية التي تناضل ضد الامبريالية، ولا سبيل لها إذن الى الافلات من القوانين الكونية التي تحكم حركة التاريخ المعاصر من حيث هي في الأزمة العامة للامبريالية، حركة الانتقال الى الاشتراكية.ربما كان عامل قبل اغتياله يوجه الحديث لأضرابك رفيقي فؤاد حينما قال:"ليهدأ المتزمتون، ليس في هذا القول أي انحراف بالماركسية عن خطها الثوري العلمي، حين نقول: إن على النظرية الماركسية أن تثبت جدارتها بأن تصير أيديولو
تعقيب بسيط على موضوع بسيط
رشاد الجورجاني -عامل يقول بشكل واضح أيضاً أن محاولته النظرية كانت ترتسم، عن وعي، ضد ما لحق بالنظرية الماركسية من تشويه وانحراف في ممارسات الحركة الشيوعية العربية، أو بعض أحزابها. وما زال التشويه والانحراف قائمين فيها حتى الآن. ولعل بالإمكان الرجوع بهما في نهاية التحليل إلى طغيان الأيديولوجية البرجوازية والبرجوازية الصغيرة في ظهورها مظهر الايديولوجية "القومية" في تلك الممارسات -والقول دائما لعامل- فعلى قاعدة هذه الايديولوجية بالذات يتم الفصل في الزمان والمكان، بين القضية الاجتماعية والقضية القومية، بحيث تظهر الاولى كانها مجال تحرك الصراع الطبقي والثانية كانها مجال تحرك الصراع الوطني او "القومي" ويجري تغليب الاولى على الثانية باسم "النظرية الماركسية" إن محاولة عامل كما أقرأها هي في شق كبير منها نقذ لا هوادة فيه للايديولوجية الوطنية/القومية/الاصلاحية، وأشك إن كنت قد اطلعت على كل محاولاته النظرية أم أنك ألقيت هذه المرة أحكاماً جزافية وهذا ما لم نعهد فيك الرفيق النمريإن بحثاً في فكر عامل يقتضي ردا أكاديمياً محكما رصينا وهو ما يتطلب جهدا غير يسير، نتمنى أن تكلف نفسك عناء تدبيجه في القادم من الأيام، لأن تملّك قراءة واحدة ووحيدة لتاريخ الاتحاد السوفياتي مؤداها ان الصراع كان زمن غذاة الاشتراكية بني البرجوازية الصغيرة والبروليتارية (وهو ما اوافقك فيه الى حد بعيد) وإسقاطها على كافة المحاولات النظرية بالعالم العربي بل والعالم اجمع لن يسهم الا في تكريس الأزمة بدل حلّها، وهو ما لم أجده في كتاباتك التي قرأتها كلها على كثرتهاأتمنى أن تكتب وتنشر لأن كتبك هي ما سيتبقى للشيوعية والشيوعيين أمثالي وأمثالك مع متمنياتي الدائمة بالصحة والعافية للعزيز فؤاد النمري.
الرفيق العزيز رشاد
فؤاد النمري -سررت جداً أن الرفيق رشاد وجدني أخيرا وسرني أكثر أنه تدخل معارضاً فالمعارضون يفيدون فكريا وليس الوافقينأكره علي يا رفيق أن أحط من قدر رفيق أخطأ وقال قولا إدّاغير أن الحزب الشيوعي اللبناني تقدم كل الأحزاب في الإنفلاخ عن الماركسية اللينينية ويبدو أن مهدي عامل عمل في هذا الاتجاه فالحزب الشيوعي اللبناني لم يعد فيه شيء يشبه الشيوعيةسبق أن اشتريت عدداً من كتل حسن حمدان لكن عباراته ليست من عبارات الشيوعيين ولم تسعف في قراءته . يبدو أنه لم يقرأ ماركس ولينين بل تعرف على الماركسية اللينينية من المثقفين الفرنسيين أنا إنطلقت من نفي أدب حسن حمدان من منطلقين إعتبرهما المنطلق الوحيد لكل تنظيراتهالمنطلق الأول والرئبس والوحيد كما وصفه حمدان نفسه هو الكولونيالية معتبراً أن الاقتصاد في الطرف منعزلا عن الاقتصاد في المركز بينما هما اقتصاد واحدوالمنطلق الثاتي هو الإدعاء بأزمة في دول الثورة الوطنية وهو ما يعزلها عن الازمة في الاتحاد السوفياتي وقد ذكرت الانقلابات العسكرية الرجعية في ستينيات القرن الماضي التي ما كانت لتكون إلا انعكاسا لبداية انهيار الثورة الاشتراكية في المركز . الادعاء بأزمة في الدول المستقلة أو أخطاء قادة هذه الدول إنما هو تبرير للتحريفية الخروشتشوفيةتهار 9 حزيران 1967 كنت سجينا في سجن عسكري فجاء قائد المعسكر ضابط كلبر ودخل علينا وانطلق في القول يعدد زعماء الدول العربية كخونة وعملاء للاستعار .. وعبد الناصر .. خائن وعميل للاستعمار كمان !!!!؟ تفيه يلعن أبوكو واغرورقت عيناه بالدموع ونحن لم نكن نعلم بأنه شاهد عبد الناصر يبكيأطلق سراحنا ليل 16 حزيران ولما عرف ركاب الباص أننا شيوعيون تم إطلاق سراحنا قال الركاب بصوت واحد .. يلعن ابوهم اللي اطلقوكم .الحديث عن أزمة في دول التحرر الوطني هو موافقة على تراجع الثورة الاشتراكيةمن هنا توجب الكشف عن الدور التحريفي والتضليلي لتنظبرات حسن حمدان بالرغم من وجود عشرات العبارات الصحيحة كالتي ذكرتتحياتي
تعقيب بسيط على موضوع بسيط
رشاد الجورجاني -أذكرك أنك القائل في مقالك بالحوار المتمدن بعنوان: البنية الطبقية في الأردن والعمل الشيوعي" العمل الشيوعي العملي مثل تنظيم الإضرابات وقيام المظاهرات أو القيام بانتفاضة أو ثورة فذلك يتطلب بداية وجود خريطة طريق لثورة اشتراكية عالمية شبيهة بثورة لينين على الأقل. وبغياب مثل هذه الخريطة عند الجميع حتى عند أكبر الأحزاب الشيوعية مثل الحزب الشيوعي الصيني فكل نشاط عملي إذّاك لا يعني أكثر من " عبث اليسار الطفولي " (Infantile Disorder) لا لزوم له بل إنه يتناقض تماماً مع العمل الشيوعي."ثم تزيد في القول "الأحزاب الشيوعية القائمة اليوم في مختلف البلدان العربية تعكس بصدق دورها التاريخي الذي لم يعد موجوداً والذي هي نفسها لا تصرح به ولذلك تقترض من البورجوازية الوضيعة شعاراتها وبذلك تبدو أحزاباً مهلهلة في طور الانهيار والتلاشي. كانت شرعيتها من شرعية المشروع اللينيني ولذلك عليها الغياب بغياب مشروع لينين في الثورة الاشتراكية العالمية. "فطبيعي وطبيعي جدا أن يكون تناولك لأي عضو من أعضاء الأحزاب الشيوعية على هذه الشاكلة.المشكل المطروح اليوم والحال هذه هو: لماذا لا توجد هذه الاتحادات الشيوعية وتوجد بدل ذلك أحزاب؟ هل هذا بسبب البرجوازية الوضيعة مجددا ؟ لا أعتقد ذلك ما دام الأم يتطلب فقط "شرطا ذاتيا" ودعوة عالمية نتمنى تتكلف بها وتكون بدايتها نشر مؤلف لك باللغة الانجليزية بعنون "المانيفستو الشيوعي اليوم" تشرح فيه كل أفكارك وتجيب على السؤال المركزي "لماذا سقط الاتحاد السوفياتي؟" ومن ثُم توجه دعوة للعالم (الغربي بطبيعة الحال مادام العربي خارج الخارطة السياسية الفاعلية اليوم) من أجل تقاسم الأفهام المتعددة للماركسية وتشكيل خارطة للعمل السياسي الشيوعي بعدما فقد البوصلة.تحياتي مجددا.
- تابع
فؤاد النمري -يعترف حسن حمدان أن "الكولونيالية" هب القاعدة التي بنى عليها كل تنظيراته وهي الأزمة في الدولة التابعة التي تطوع حسن حمدان لمعالجتها-كي يتأكد الذين ضللهم حسن حمدان من أن هذا لاالرجل تطفل على الماركسية اللينينية عليهم أن يقارنوا ما كتبه ستالين بهذا الشأن إذ يقول ..يضطر الاستعمار لأن يبني في الدول التابعة السكك الحديدية والمصانع والنظاحن والمراكز الصناعية والتجارية وهو ما يؤدي إلى ظهور طبقة من العمال البروليتاريين وأخرى من الانتلجنسيا المحلية وإيقاظ الوعي القومي وتنامي حركة التحرر الوطني - تلك هي النتائج الحتمية للسياسات الاستعمارية - تنامي الحركة الثورية في كل البلدان المستعمرة والتابعة .عالجت الكومنتيرن في مؤتمرها الثاني هذه الأوضاح بقيام جبهة تضمم البروليتاريا والفلاحين والبورجوازية الوطنية - الشرط رقم 11 من بين الشروط الإحدى والعشرين التي اشترطها لينين قبل انعقاد الممؤتمر يستوجب من الشيوعيين في المستعمرات تأييد حركة التحرر الوطني البورجوازية . مقارنة هذه الصورة بالصور الفانتازية التي رسمها حسن حمدان بدرك مدى التضليا الذي نجح حسن حمدان في نشرة بين انصاف الماركسيين والقوميين بذات الوقت
عزيزي رشاد
فؤاد النمري -لعلك لا تعلم أن البورجوازية الوضيعة أشد كرها للشيوعيين من الرأسماليين ولك أن تقارن البورجوازية الوضيعة في الاتحاد السوفياتي تشن حملة هوجاء كلها أكاذيب في العام 1959 على ستالين فينبري لها تشيرتشل عجوز الامبريالية يقول .. مهما قالوا عن ستالين يظل ستالين أعظم قادة البشرية في كل العصور ويضيف من أنا لأقارن بستالين . ستالين طافح قلبه بحب الانسانية .أذكر ذلك لأقول أنني كتبت "المانيفيستو الشيوعي اليوم" وأرسلته إلى العديد من الجرائد والمجلات في أميركا وبريطانيا ورفضت نشرة وقالت "Monthly Review" وهي مجلة شيوعية أن هيئة التحرير أعجبت بالبيان لكنها تعتذر عن نشرة ورفض رئيس حزب العمال الشيوعي في روسيا نشره مترجما إلى الروسية قائلا.. حتى الأردنيين صاروا يفهون في الماركسية أكثر منا ! حنى الشيوعيين سدوا المنافذ أمامنا لكن جريدة سويسرية مغمورة نشرته لأن لا أحد يقرؤها . قبل 64 عاما توفي ستالين وتبحث في الاعلام البورجوازي الوضيع اليوم فتجد ستالين أكبر مجرم عرفه التاريخ . نسوا هتلر وجرموا ستالين الذي لولاه لاستعبدهم هتلر لألف عاملم تعرف الانسانية أعداء لها كمثل البورجوازية الوضيعة التي منها تتشكل معظم قيادات الأحزاب الشيوعية في طور الانحلال .تحياتي البولشفية وتقديري الكبير للرفيق رشاد الجورجاني
مقالة متميزة
ماركسي مغربي -بصراحة بعد الحوار الذي دار مؤخرا والمرتبط بمقال حول فكر الشهيد مهدي عامل وال/اخوذ من كتابه مقدمات نظرية .... كنت أكدت في مجمل تعاليقي أن الشهيد مهدي عامل ليس ماركسيا ولالينينيا وخصوصا موضوعته حول مايسميه نمط الانتاج الكولونيالي والتي أعتبرها آخر مسمار دقه مهدي عامل في نعش أطروحته كلها وووووو........هذا الحوار الذي دخل فيه على الخط بعض المفلسين ينعتوننا بنعوتات لاطائل منها ويجترون الكلام من أجل الكلام والقذف والسب والشتم ,,,,,.كنت أفكر بجدية في الكتابة في نفس الموضوع لكن أمور مستجدة و طارئة ابعدتني على الانترنيت وأجلت هذه المهمة الى حين .....ولكن بعد الدخول اليوم وجدت هذا المقال للرفيق النمري والذي أعتبره شاملا وجامعا ويجيب على أغلب الاسئلة الكبرى التي يطرحها فكر مهدي عامل وأطروحته ويؤكد ماقلناه في تعاليقنا أنا والعزيز سعيد زارا وآخرين ...فتحية للرفيق النمري ومن خلاله الى كل الماركسيين الحقيقيين وليس المزيفين طبعا ..