قراؤنا من مستخدمي إنستجرام يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام إضغط هنا للإشتراك
لفت نظري حدثين خلال الشهر الماضي، الأول يتعلق بالقوانين الأمريكية المنظمة لسلامة ونقاوة ماء الشرب، والتي عقب عليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والآخر الزلزال المالي الذي نتج عن رفض الاستفتاء البريطاني بقاء المملكة المتحدة في الإتحاد الأوربي. فقد كتب ارثر ديلاني، بصحيفة هافنجتون بوست، في 28 من شهر يونيو الماضي مقال بعنوان، قوانين ماء الشرب ضعيفة جدا، بحيث أنها مررت ماء شرب فلنت المسمم، فيقول الكاتب: "القوانين الفدرالية لماء الشرب رخوة جدا بحيث أنه حتى مدينة فلنت، بولاية مشيجن الأمريكية، لم تعتبر متجاوزة للقانون، في الوقت الذي يعتمد مواطنيها على الماء المعدني للشرب والطبخ منذ سنتين، من خوفهم من تسمم ماء الحنفية بالرصاص، والمعروف بأن مادة الرصاص تؤدي للتخلف العقلي في الأطفال، وأمراض مزمنة في الكبار. وقد أعلن المجلس الأمريكي للدفاع عن الموارد الطبيعية، بأن ثمانية عشر مليون أمريكي يصل لحنفيات بيوتهم ماء، يخالف المستوى المطلوب من الحكومة الفيدرالية، بل أنه هناك خمسة الاف منطقة، تخالف نقاوة مياه حنفياتها القوانين المفروضة من الدولة. ويبقى السؤال: إذا كانت مياه مدينة فلنت، الملوثة بسم الرصاص، والتي سببت تشوهات عقلية للاطفال وأمراض مزمنة في الكبار، لم يذكر في تقرير المجلس البلدي، فكم عدد البلديات التي لديها تحديات خطيرة مع الماء المسمم، أخفيت تقاريرها تحت السجاد؟" تصور عزيزي القارئ في أكبر وأثرى ديمقراطيات العالم الرأسمالية، يشرب المواطنون ماء ملوث بالرصاص لينتهي أطفالهم بأمراض عقلية مزمنة. فهل حان الوقت لطريق ثالث، بعيد عن الشيوعية الفاشلة، ورأسمالية السوق الحرة المتوحشة؟ بل وتمتد أزمة الرأسمالية إلى أعرق ديمقراطية في العالم، وهي ديمقراطية المملكة المتحدة، حيث أهتز إقتصادها بشكل مفاجئ في الأسبوع الماضي، حينما أعلن نتائج الاستفتاء البريطاني حول ترك الاتحاد الأوربي، والذي أدى لهز العالم، بصدمة اقتصادية عالمية جديده، ليفقد الإقتصاد العالمي أثنين تريليون دولار، أي ألفي مليار دولار في يوم واحد، وليفقد الجينه الاسترليني في ذلك اليوم أكثر من 30% من قيمته، مع أن النتيجة لم تكن مفاجئة، حيث بينت التوقعات حول البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوربي بأنها تتراوح حول 50% في كل من الجهتين، ومع ذلك هزت النتيجة إقتصاد العالم بأسره، مما يؤدي لطرح سؤال هام: كيف يمكن أن يكون الإقتصاد العالمي مهزوزا بهذه الدرجة، بحيث أن إنفعالات مجموعة من متخصصي التعاملات المالية الخطرة في "الوول استريت" تقرر مصير الاقتصاد العالمي بأسره؟ فإلى أين نقلت سوق الوول ستريت رأسمالية سوق العولمة الحرة للقرن الحادي والعشرين؟ ولنكرر نفس السؤال مرة ثانية: هل نحتاج لطريق ثالث غير الشيوعية الفاشلة، ورأسمالية سوق العولمة الحرة المتوحشة؟ عاش الغرب بعد الحرب العالمية الثانية ديمقراطية برأسمالية ذات مسئولية مجتمعية، أدت لنمو الطبقة الوسطى المتعلمة والمدربة، في الوقت الذي لعبت حكوماتها دورا رئيسيا في إدارة أمور الدولة من خلال القطاع العام، بالإضافه بأنه قد أعطى القطاع الخاص المسئول دورا مهما في تطوير الصناعات التكنولوجية والتجارة. وبعد أن أثبتت الشيوعية فشلها بإنهيار الإتحاد السوفيتي في عام 1991، بعد أن زار الرئيس السوفيتي غورباشوف فرنسا، ولاحظ ما حققته الديمقراطية الأوربية برأسماليتها ذات المسئولية المجتمعية. وقد بدأت بعد ذلك تقوى رأسمالية الوول ستريت الأمريكية المسيطرة، بعد أن برزت افكار جديدة لعلماء الاقتصاد الأمريكيين، كبروفيسور ملتون فريدمان، عميد كلية الاقتصاد بجامعة شيكاغو، والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، وأبهرت رأسمالية السوق الحرة الرئيس الأمريكي دونالد ريجن ورئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تشر، مما أدى بهم للدفع لتحرير السوق من القوانين والانظمة، والعمل على خصخصة القطاع العام، مع خفض مسؤليات الحكومة من الرعاية الاجتماعية والصحية، وليبدأ فقد التوازن بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، ليستلم القطاع الخاص مسئولياته الصناعية والتجارية والاقتصادية والإجتماعية، وفي عالم العولمة الجديد، وبتكنولوجيته التي أزالت الحدود بين الدول، لتلعب شركات العولمة الضخمة دورا رئيسيا في تشكيل ديمقراطيات ورأسمالية الألفية الثالثة. وقد أدى تخلص سوق العولمة من قوانين والأنظمة المقيدة، إلى بروز قوة مالية جديدة في المجتمع الدولي، مثلتها سوق الوول ستريت، باسواقها المالية وأسهم الشركات العالمية، مما أدى لتحولها لقوة حاكمة جديدة، تشتري بأموالها لوبيات البرلمانات، بل والبرلمانيين، ورجال الحكومة، ورجال القضاء، بحيث أن وصل التطرف لأن يصدر مجلس القضاء الأعلى الأمريكي تشريع بأن التمويل اللامحدود للإنتخابات من رجال المال شرعي، كجزء مهم من الحرية الشخصية، لينتهي العالم بفوضى السوق المالية، مع الإزمة الاقتصادية لعام 2008، والتي أدت لقرب إنهيار النظام المالي العالمي، لولا تدخل حكومات العالم، بضياع التريليونات من الدولارات، للمحافظة على المؤسسات المالية التي كانت السبب الرئيسي لهذه الأزمة، ولم تمضي ثمان سنوات إلا والعالم أمام صدمة مالية جديدة، والتي تفاقمت في الاسبوع الماضي بخروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي. كما برزت ظواهر هذه الصدمة في حوارات الانتخابات الأمريكية، ليتقدم المستقلين على شعبية الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والذي أدى ليصبح المرشح المستقل رونالد ترمب، هو المرشح الوحيد للحزب الجمهوري لدخول المنافسة في الإنتخابات الأمريكية لعام 2016، بينما نافس السناتور برني ساندرز المستقل، السيدة هليري كلنتون بقوة، في الترشح لتمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة. ويبقي السؤال: كيف يمكن أن ينفرد مياردير شعوبي ديماغوجي متناقض، للترشح الرئاسي في حزب الرئيس أبراهام لنكون؟ فهل فقد الشعب الأمريكي ثقته برجال السياسة؟ ام هو غاضب على كذب وعودهم؟ أم أنهم ينتقمون من السياسيين التقليديينن، بترشيح سخصية تعبر بما تؤمن به بصدق، ولو لم تكن مقبولة بأفكارها الديماغوجية من الكثيرين؟ وهل نحتاج لأختراع الديمقراطية والسياسة والحكومة والرأسمالية من جديد؟ وبإختصار شديد هل نحتاج لطريق ثالث غير الشيوعية الفاشلة ورأسمالية سوق العولمة الحرة المتوحشة؟ يناقش البروفسور البريطاني أنطوني جدنز، مدير كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية السابق، في كتابه الطريق الثالث، الحاجة لطريق آخر بعد ما تجاوزت التطورات التكنولوجية الحلول الاقتصادية والاجتماعية القديمة التي طرحتها الرأسمالية والأشتراكية. ويؤكد بأن الهدف العام لسياسة الطريق الثالث هو مساعدة المواطنين لاختيار طريقهم من خلال الثورة الكبيرة التي نعيشها اليوم بين العولمة والتحولات في الحياة الشخصية والعلاقة مع الطبيعة المحيطه بنا. ويعتقد البروفيسور بأن هناك حاجة لخلق التوازن بين العدالة الاجتماعية والحرية الفردية مع تعريف جديد للحقوق والواجبات، ليؤكد بأنه لا حقوق بلا واجبات ولا سلطة بلا ديمقراطية، بل بأن هناك ضرورة لإعادة مجتمع القيم والأخلاق والمحافظة على تناغمه مع الطبيعة. كما يصر على ضرورة معرفة كيفية التعامل مع العولمة والتطورات العلمية والتكنولوجية المرافقة لها، وأهمية فلسفة المحافظة على الثقافة المجتمعية والتقاليد المنظمة، بالإضافة لأحترام الإجماع العالمي، وعدم الشذوذ عنه، مع ضرورة الاهتمام بتوفير الخدمات الاجتماعية من خلال تأمين الصحي للمواطنين وضمان للتعليم وإصابات العمل والبطالة والتقاعد. وقد أظهرت الاستطلاعات الغربية بأن هناك رضى شعبي بالنظام الديمقراطي اللبرالي وبنسبة 90% بين الشعب الأمريكي والأوروبي، مع أن الجميع يطالب أيضا بضرورة تطوير الديمقراطية. فقد بين الاستفتاء الشعبي بالانخفاض المتزايد في ثقة الشعوب بالبرلمانات، بعد أن تحولت البرلمانات لمجالس أيديولوجية، بينما تطالب الشعوب بأن تكون مواقع للإنجازات الاقتصادية والاجتماعية. ويقترح البروفسور جدنز رؤية مستقبلية للتعامل مع التحديات القادمة، فيؤكد على ضرورة تآلف الحكومات مع عالم العولمة الجديد والتحولات الجديدة في تكنولوجية الاعلام والسياسة. وأن تجدد شرعية السلطة على اسس ايجابية، مع ديمقرطة الديمقراطية باللامركزية، وضرورة ربط قرارات الحكومات ليس فقط بالوضع المحلي، بل أيضا بالأوضاع العالمية. ويقترح البروفيسور بالحاجة لزيادة الشفافية وتحديث الدساتير والانظمة، وزيادة كفائة الحكومة، وإهتمامها بالتخطيط، وتقليل مسؤلياتها التنفيذية. وضرورة نقل قطاع الخدمات للقطاع الخاص، مع تنظيم تأمين الخدمات الاجتماعية في الرعاية الطبية والتعليمية والتقاعد وحالات البطالة المؤقتة، كما يجب ألا يحرم أية مواطن من هذا التأمين، والذي يجب أن تنظمه وتقوده الحكومة. وقد أقترح البروفيسور بالحاجة للتفكير المبدع لكي نخترع مفهوم جديد للحكومة ومسؤلياتها، وطرق تقوية كفاءتها أمام سلطة السوق، وكيفية تطوير التواصل المباشر بين الحكومة وافراد الشعب، وذلك بنوع من الديمقراطية المباشرة، والاستفتاء الالكتروني لدراسة القرارات الحاسمة مع الشعب. وأكد على الحاجة لديمقرطة القضاء ليتوفر بالمحاكم محلفين من الشعب، لخلق تناغم جميل بين الحكومة والشعب، وضرورة مشاركة المواطنين في مناقشات البرلمان وقرارات الحكومة من خلال الانترنت. وتدريب المواطن على المناقشة والتعامل مع المعضلات المجتمعية المعقدة، وأعطاء المؤسسات الشعبية والمحلية دورا للمشاركة في أيجاد الصيغ المناسبة للتعامل مع المعضلات، والعمل معها للتعامل مع التحديات البيئية والجرائم المجتمعية. كما ناقش البروفيسور تحديات العولمة، بعد ان بدأت تختفي الحدود بين الدول بوسائل الإعلام والانترنت، وبرزت الاتحادات الاقتصادية الكبيرة. كما بداءت تبرز على السطح ثقافة فسيفسائية ملونة جميلة في الولايات المتحدة، وأخذت تنتشر من خلال إعلام التلفزيون والإذاعة والصحافة والكتب والأفلام السينمائية والانترنت ولمختلف بقاع الأرض. وينتقد البروفيسور العولمة بأنها كانت السبب لتباين الدخل، فيوضح بأن حوالي 60% من زيادة الدخل في الولايات المتحدة في التسعينيات كانت من نصيب 1% من الشعب الأمريكي، بينما بقى دخل 25% من فقراء الحال كما هي خلال الثلاثين سنة الماضية. كما أثبتت حرب العراق بأن زمن الامبرياليات قد انتهى ومفهوم القوى العظمى قد بهت وانتصار الحروب قد أصبحت خرافة أسطورية. والسؤال الملح هل ستعمل منطقة الشرق الأوسط لاختيار طريقها الثالث، لينمو اقتصادها، وتتطور مجتمعاتها، وتحافظ على قيمها وتقاليدها وثقافتها وأخلاقياتها، لتستطيع التعامل مع تحديات واقع العولمة الجديد، مع المحافظة على السلم والأمن والأمان؟ ولنا لقاء. د. خليل حسن، سفير مملكة البحرين في اليابان
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لن يفلح فى اى طريق
فول على طول -
العالم العربى والاسلامى لم ولن يفلح معة أى طريق ..لا طريق ثالث ولا رابع ولا عاشر ...انتهى . نعم العالم جرب الرأسمالية...والشيوعية ...ولا مانع أن يجرب طريق ثالث ورابع وسوف ينجح أو يكفية المحاولة ...الشعب فى هذة الدول - الرأسمالية أو الشيوعية - يعمل وعندة ضمير عكس الذين امنوا ...الذين امنوا يتحايلون على القوانين تارة بالفهلوة وغالبا باستخدام الدين نفسة ...شعوب لا تعمل ويغيب عنها المصداقية والشفافية ...الذين امنوا - كمثال - يعيشون فى الغرب ولا يعملون ويتحايلون على قوانين البلاد التى تأويهم وينهبونها مستخدمين الدين اياة - تعدد زوجات وطلاق ونكاح وانجاب أطفال بغير حساب لهدف واحد محدد وهو سرقة أموال الكفار وغزوهم عن طريق الأرحام - فى شهر الصيام والتعبد يأكل الذين امنوا ما يعادل 9 شهور فى السنة ولا يعملون ...يزوغون من العمل عدة مرات يوميا بحجة الصلاة على النبى وهذا موجود طوال العام أيضا ويزداد فى الشهر الكريم ...والرشوة طوال العام وتزداد فى شهر الصيام ...ناهيك عن تزوير المستندات الى تساعدهم على الاستيلاء على أراضى الدولة مثلا أو أراضى الغير ومساكن الدولة المعمولة أساسا للمحتاجين ولكن يستولى عليها علية القوم ...وتزوير المستندات للاستيلاء على حوافز وبدلات الخ الخ ...ولا فرق بين أكبر مسئول فى الدولة وأصغر موظف ..كلهم مراتشون وحرامية ...لن يفلح أى نظام مع المؤمنين طالما لا يغيرون من طريقة ايمانهم ..سيادة السفير هل تعلم أن هناك فتوى رسمية وعلى موقع الأزهر الشريف تؤكد أن سارق أموال الدولة لا يعاقب لأن لة نصيب فى هذة الأموال فهى ملك للشعب وهو فرد من الشعب ...اسأل مسئولى العراق وسرقاتهم أو مصر وسرقاتهم ..هل تم محاسبة أحد حتى بعد 30 ثورة وليس 30 يونيو ...؟ ربنا يشفى المؤمنين . تحياتى على كل حال وأتعشم أن لا تزعل من الصدق .
مصطلح رومانسي لم ينجح
اقتصادي -
الطريق الثالث باعتقادي هو مصطلح رومانسي وفضفاض وغير واضح المعالم حتى الآن. اذا ما فشلت الرأسمالية والاشتراكية وهذا هو الحاصل والمؤكد، ما البديل؟ هل الاقتصاد المختلط الذي يجمع بين السوق الحر والتدخل الحكومي هو البديل؟ لكن هذا هو الحاصل في اقتصاديات العالم الواقعي. فحالياً، لا يوجد رأسمالية صرفة ولا اشتراكية محضة، وانما مزيج من الاثنان. المعضلة هي ان هذا المزيج البراجماتي العلماني لم ينجح!. ما البديل اذن: الطريق الثالث هو مصطلح شبيه بالاقتصاد المختلط من حيث التأكيد على أهمية التدخل الحكومي وعلى ضرر الفردانية المطلقة والأسواق الحرة بالكامل. حسناً ما برامج هذا البديل المسمى "الطريق الثالث" أو أحيانا "اقتصاد السوق الاجتماعي"؟ لا اتفاق. في المقابل، هنالك اتفاق في أدبيات الاقتصاد الاسلامي على الزكاة وعلى تحريم الفوائد وتشريع المشاركة في المخاطر الاستثمارية وعلى مؤسسة الوقف وتحريم الاحتكار والاكتناز والتبذير والرشوة واستغلال السلطة، وعلى الحث على العمل وعلى بناء رأس المال الاجتماعي والأخلاقي. هل لدينا وصفة متكاملة وواضحة وغير علمانية للطريق الثالث نقدمها للعالم المعاصر؟
ضمير الرأسمالية
وتفسير فول -
يقال بأن السبب الرئيسي للأزمة المالية والاقتصادية العالمية لعام 2008 والتي لا تزال ارتداداتها تظهر هو: الجشع والطمع... ضمير الرأسمالية النقي؟!
معضلة الفكر في الامة
اقتصادي -
للأسف، فان المقالات الفكرية التي تحاول تشخيص المشكلات المجتمعية من منظور علمي محايد لا تلاقي الاهتمام والمتابعة والحماس الكافي من قبل قراء ايلاف. وكأن الازدراء والانفعال والشتيمة تحل مشكلات الامة الاقتصادية والاجتماعية. فعلاً معضلة. التعليق الأول تهكم خالص لا يقدم ولا يؤخر، عفواً هو يؤخر.
المساواة هي الحل
أبو جمال -
أغلب البلدان الرأسمالية في حقبة الحرب الباردة كانت تعتمد مفهوم "الدولة الراعية"(رأسمالية ذات مسئولية مجتمعية) تخلت عنها تدريجيا بعد سقوط حائط برلين. هنا تفرض عدة أسئلة نفسها:- لماذا كانت أغلب الأنظمة الرأسمالية تعمل بقاعدة "الدولة الراعية" في تلك الحقبة؟ و لماذا تخلت عنها بعد ذلك؟- ما السبيل لحفظ كرامة المواطنين من خلال ضمان الحق في الغذاء و التعليم الجيد و التطبيب و السكن اللائق؟إن اعتماد مفهوم "الدولة الراعية" في مرحلة الحرب الباردة لم يكن ضمن قواعد و مبادئ الرأسمالية و لكن اقتضته ظروف المواجهة مع الإتحاد السوفياتي بهدف الحد من انتشار الشيوعية و الإشتراكية و بمجرد الشعور بزوال ذلك "الخطر" أصبحت تتصرف الأنظمة الرأسمالية حسب ما تمليه عليها مبادؤها (الرأسمالية المتوحشة أي البقاء للأقوى).إن الدعوة إلى اعتماد الحلول الأخلاقوية من قبيل العمل الخيري و الصدقات و التبرعات تتنافى مع مفهوم الكرامة و الذي يقوم أساسا على مفهوم الحق.لقد فشلت التجربة السوفياتية في مطلع التسعينيات لأسباب داخلية و أخرى خارجية، لكن ذلك لا يعني فشل الشيوعية/الإشتراكية فالرأسمالية تخرج من أزمة لتدخل أخرى و خرافة نهاية التاريخ (نهاية الصراع) أثبتت خطأها.
وما ادراك بالرأسمالية ؟؟؟
المعارض رقم 1 -
يقول هذا المعقب على التعليق رقم 1 الفاهم بالاقتصاد العالمي (( يقال بأن السبب الرئيسي للأزمة المالية والاقتصادية العالمية لعام 2008 والتي لا تزال ارتداداتها تظهر هو: الجشع والطمع... ضمير الرأسمالية النقي؟! )) الجشع والطمع فقط ؟؟؟؟؟.....نعم جشع واطماع امثالك من حاولوا الاستثراء السريع فخسروا كل شيئ وصاروا يلقون اللوم على الرأسمالية لقلة الفهم !!! يا لغرابة هذه الامة !!!!!
الصناعة هي الحل ( 1)
mustafa kamal -
الصناعة هي قاطرة الاقتصاد لانها تشرك في عملها خريجي الجامعات والمعاهد المهنية والتقنية كما تشرك الفلاحين لحاجتها لمحاصيلهم لتصنيعها منتجات غذائية وملابس وغيرها وهي ايضا تستلزم لنموها وازدهارها توسيع وتطوير البنى التحتية من طرقات وجسور وانفاق وموانيء ومطارات لتيسير حركة شاحنات المواد الاولية والبضائع المصنعة وحركة السفن والطائرات للتصدير كما انها تعزز اعمال المصارف والمؤسسات المالية لان الصناعة تحتاج التمويل . ولا توجد دولة مزدهرة اقتصاديا في العالم الا وكانت الصناعة القاعدة الرئيسة في اقتصادها
الصناعة هي الحل (2)
mustafa kamal -
لم تتمكن الصين من التخلص من فقرها ومجاعاتها المتكررة الا من طريق التصنيع بل انها اصبحت تحوز على ثالث اكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي . ولم تبدأ ازمات الاقتصاد الامريكي الا بعد اهماله قطاع التصنيع عبر توطين الجزء الاعظم من مصانعها في بلدان شرق اسيا الفقيرة بهدف تقليص تكلفة الانتاج . ومعظم الموازين التجارية في العالم العربي تظهر عجوزات كبيرة سببها الاستيراد الواسع الناتج من ضعف قطاع التصنيع المحلي فالعرب يستوردون كل المنتجات التي يحتاجونها من غذاء وملابس وادوية ومفروشات وآلات وسيارات وغيرها . ان تصحيح هذا الوضع الشاذ لا يتحقق الا من خلال قواعد صناعية كبرى وبخاصة في البلدان العربية ذات التعداد السكاني الكبير - مصر والجزائر والمغرب والمملكة العربية السعودية
الصناعة هي الحل (3)
mustafa kamal -
ولا تنشأ الصناعة الا بقرار ورعاية حكومية لان المستثمرين يميلون في الغالب نحو التوظيفات المالية ذات العائد السريع كالاستثمار في العقارات بهدف البيع او التأجير و قطاع التجزئة او المضاربة على الاسهم في اسواق المال المحلية والعالمية . بينما الصناعة لا تحقق عائدت مجزية الا بعد سنين طويلة وتستلزم متابعة شديدة في تجويد نوعية المنتج و الادارة التشغيلية والادارية والمالية الرفيعة كما تتطلب جهودا تسويقية كبيرة . وتعاني الصناعة من تلكؤ البنوك في تمويلها لانها ايضا وفي الغالب تفضل اقراض اموالها لاصحاب المشاريع التي تنجز في الاجل القصير والمتوسط وتبتعد عن تمويل المشاريع ذات الاجل الطويل كالصناعة
الصناعة هي الحل (4)
mustafa kamal -
والسؤال المطروح : من اين سوف تحصل الحكومات واغلبها في ضائقة مالية على الرساميل اللازمة لتشييد قواعد صناعية كبرى في العالم العربي ؟؟ برأيي ان الاموال العربية المستثمرة في الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبي هي المصدر الرئيس لتشييد قطاع صناعي عربي واسع لان تلك الاموال هي عرضة للخسارة بسبب الازمات المالية المتتالية في دول الغرب وما يستتبعها من انهيارات في اسوا ق المال الغربية وتقلبات حادة في اسعار العملات الصعبة _ خسر المستثمرون العرب في ازمة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وحدها نحو 20 مليار دولار _. والزعم بان عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلدان العربية ذات التعداد السكاني الكبير يحول دون توظيف الاموال العربية المهاجرة تبدده حقيقة ان ذلك اللاستقرار مرده الفقر والبطالة في الدرجة الاولى وان تشييد المصانع وتوظيف العاطلين عن العمل وهم بالملايين كفيل بتقليص عدم الاستقرار من طريق تقليص البطالة لحدود دنيا ناهيك عن تشكل فئات عمالية جامعة يبعدها عن تناحرها العرقي والديني والمذهبي ويشغلها بتوجهات نقابية ومطلبية ومهنية وهي توجهات اكثر جدوى لعموم الناس ( انتهى )
الأزمة المالية العالمية
Adel -
نعم كثير من البسطاء بدافع حب التربح السريع والجشع أشتروا العقارات بقروض من البنوك على أمل أن ترتفع أسعارها كثيراً فى وقت قصير يستطيعون خلالة سداد أقساط القرض من مدخارتهم قبل أن تنفذ ثم يبيعون العقار بمكسب كبير, ولكن فى 2008 أسعار العقارات أنهارت, هل البسطاء هم السبب فى الأزمة?, البنوك هى من سهلت عملية الأقتراض وتغاضت عن الكثير من شروط الأقتراض المنطقية, وهذا لم يكن سؤ تقدير من صغار موظفى البنوك ولكن طبقاً لتعليمات جائت من أعلى المستويات,, ريتشارد فلد المدير التنفيذى السابق لمؤسسة ليمان برازرس المالية تربحت مؤسستة من هذة السياسة كثيراً وتضاعف سعر أسهمها خلال 2006 و 2007 وحصل ريتشارد فلد على مكافأة قدرها 350 مليون دولار, نعم 350 مليون دولار, ولكن فى 2008 أفلست مؤسستة بخسارة 66 مليار لحاملى الأسهم بسبب عدم قدرة المقترضين على سداد الأقساط.. أزمة 2008 كشفت ثغرات خطيرة فى النظام الرأسمالى ومن قبلها فضيحة أنرون وورلد كم, كشفت عدم أهلية الكثيرين من المديرين التنفيذيين وكبار الموظفين للمناصب التى أعتلوها...