كتَّاب إيلاف

"أنا لجنة"

تستهدف "لجان" اللاعب محمد صلاح نجم ليفربول ومنتخب مصر
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"بس يا لجنة"، "أنت لجنة" ربما يكون هذا التعليق هو الأكثر انتشاراً في عالم السوشيل ميديا على المستوى العربي، كلمتان سوف تقع عيناك عليهما طوال الوقت، وفي كل لحظة تعيشها مع "عالم السوشيل ميديا"، وترجمتها بالعربية (كما أرى).. "عالم الهواش الاجتماعي".

ولكن ماذا تعني؟ هي ببساطة اتهام شخص بأنه "مأجور" ويحصل على المال من جهة معينة أو شخص معين لكي يدافع عنه، و"يطبل له" بالمعنى الشعبي، أو يهاجم المعسكر المضاد له، وأضعف الإيمان تعني كلمة "لجنة" أنَّ هذا الشخص مغيب ومتعصب وليس على حق بسبب فكرة ما، أو انتماء ما يسيطر عليه.

وبالطبع هذه الكلمة تتردد في التفاعل مع المحتوى السياسي، والاجتماعي، والرياضي، وكذلك الفني والترفيهي، أي أن "الرجل اللجنة" أو "السيدة اللجنة" لم يتركا مجالاً إلا وعملا فيه تحت مسمى وظيفي اسمه "السيد لجنة".

إقرأ أيضاً: مبابي ينتصر على ماكرون وفايرة

بداية من أين لنا "تقنياً" بمعرفة أن هذا الشخص حقاً "لجنة"؟ وكيف نحسم التصنيف، ونتعرف على عمق النوايا؟ فقد يكون تفاعلي مع هذا الطرف أو ذاك، ومع هذه القضية أو تلك "تلقائياً"، من دون أن أقترب من عالم "اللجان" أو أعرفه، وعلى الأرجح هذا هو الواقع، فغالبية من يستخدمون السوشيل ميديا لا علاقة لهم بمفهوم اللجان، ولكن يتم اطلاق هذا التوصيف من قبيل "الإرهارب الفكري".

وإن كان ذلك لا ينفي أن هناك "لجان" بالفعل وهي مؤثرة في كثير من الأحيان، مثل تلك التي تسير في حملتها ضد محمد صلاح نجم ليفربول ومنتخب مصر بنجاح منقطع النظير، فقد جعلوا صلاح يبدو وكأنه المسؤول الأول عن مشاكل الأمتين العربية والإسلامية، بالرغم من أنه في نهاية المطاف "لاعب كرة قدم".

إقرأ أيضاً: "تعمري الأردن" يتخلص من "فتنة الرشوة"!

في عالم كرة القدم، هناك لجان تعمل مع أندية بعينها بمقابل مالي، بل إنَّ هناك أندية لديها قيادات "سوشيلاوية" تقوم بصياغة كلمات ومحتوى بعينه وتوزيعه على لجان أخرى عنقودية، إلى أن تصل الرسالة للملايين بهدف نشر فكرة ما، وتوجيه الرأي العام الكروي بطريقة معينة في اتجاه بعينه.

ما أريد قوله إنه يتعين علينا أن نستمر في التعبير عن رؤيتنا دون الانشغال بتصنيف الآخر هل هو "لجنة" أم لا، ورؤية هذا الآخر لنا هل نحن "لجنة" أم لا، حتى لو صادفت رؤيتنا اختلافاً أو اتفاقاً مع "اللجان"، فقد أصبحنا جميعاً "لجان" في ظل سيادة هذه النظرية في الوقت الراهن، وختاماً... يا عزيزي كلنا لجان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف