كتَّاب إيلاف

بيت حماس المحترق

مبان مدمرة في خان يونس في قطاع غزة في 16 أيار (مايو) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تجمدت المفاوضات.. ولم تكتمل دائرتها الأخيرة للوصول إلى هدنة، حيث كان لأزيز الرصاص في أرض المعركة أفضلية عن تفاصيل فارغة على طاولة التفاوض.

وتماماً كما تعاني الحكومة الإسرائيلية من تناقضات وتباينات في إدارة مسارات الحرب الدائرة، عاث الخلاف بالبيت الحمساوي وجعل استراتيجيته في جولة المفاوضات الأخيرة بالعبثية لناحية استخلاص معطيات الحرب وواقعها.

خلافات حماس تتصاعد منذ بدء الحرب، لتزداد أمام الانسحاب التدريجي القطري من مشهد الوساطة لأجل إحلال دور تركي، مما استدعى معارضة إيرانية ضاغطة على قيادات حماس الخارج لإبقاء التوازنات داخل الحركة على حالها دون زيادة نفوذ منافس لهم ولأجنداتهم في المنطقة، فالموقف الإيراني الذاهب نحو ضبط أدوات محوره لتقييد التصعيد بحدود تخدم مصالحه مع الولايات المتحدة، لا يريد أن يخسر اصطفاف حماس داخل محوره لصالح تركيا الطامعة بدور أكبر تعبر به مجدداً نحو مشروعها في منطقة الشرق الأوسط.

بالعودة إلى اندفاع حماس المفاجئ للورقة المصرية الخاصة بالهدنة في القطاع، خاصة بعد سلسلة المشاورات القطرية والتركية، حيث سُر للحركة عن وجود ضغط أميركي مقابل على الحكومة الإسرائيلية لوقف احتياج رفح والقبول بصفقة تبادل.

إعلان قبول قيادات حماس في الخارج بعد الضمان الأميركي بالتزام إسرائيلي بتنفيذ اتفاق الهدنة، قابله غضب من قبل يحيى السنوار وتياره في غزة، الذي أصر على تصدر المشهد التفاوضي بحيث يخرج القرار بشأن الهدنة من قطاع غزة، ويذاع الأمر بالإعلام مراراً بأن الحركة والوسطاء ينتظرون قراراً من السنوار، فورقة الأسرى الإسرائيليين جعلت قيادات حماس الخارج ترضخ لإملاءات السنوار وتياره.

جزئية أخرى أثارها الخلاف بين السنوار وحماس الخارج، تتمثل في مطلب إنهاء الحرب الذي يصر عليه السنوار وتياره، وصولاً إلى التنازل الذي قدمته حماس الخارج بقبول وقف مستدام لإطلاق النار، والذي قد يتيح عودة إسرائيلية للقتال. وقد جلبت حماس الخارج، الجبهة الشعبية، لتتصدر مشهد التنازل في المفاوضات أمام الشارع العربي، وللهروب من ضغط السنوار في قطاع غزة، الرافض لأي صيغ تحمل مواربة مطاطية في المفردات المطروحة ما بين إنهاء الحرب ووقفها المستدام.

إقرأ أيضاً: صراع خفي على مركز الوسيط الأول في حرب غزة

ما سبق يعيدنا إلى حرب عام 2014، عندما خرج المدعو أبو عبيد، الناطق باسم الجناح المسلح، ليهاجم وفد حماس المفاوض، ويحمله مسؤولية التفريط بمطالب الحركة، حيث أطلق في بيان متلفز آنذاك وصف "رقصة العفاريت" على ما يقوم به وفد الحركة، وطالبه بالانسحاب، في سابقة لم تشهدها الحركات والفصائل الثورية عبر التاريخ، بأن تخضع القيادة السياسية لمطالب وأوامر القيادة العسكرية، مما استدعى قيادات حماس بتوجيه انتقادات لناطقها العسكري على لسان عضو مكتبها السياسي غازي حمد.

مجدداً.. حماس الخارج دفعت بمصالحها عبر إقحام الجبهة الشعبية بالمفاوضات الأخيرة، لإيجاد سلم نزول من على الشجرة التي اعتلتها في غزة بسبب مطالب لا تراعي حقيقة واقعها المتأزم داخل القطاع وخارجه، خاصة بعد عدة رسائل أميركية وصلت للحركة عبر الوسطاء تفيد بإصرار إسرائيلي على الذهاب نحو العملية العسكرية في رفح، مما دفع الوسطاء للضغط على حماس الخارج بمزيد من تنازلات، لا تملك تنفيذها، لحلحلة عقدة المفاوضات.

إقرأ أيضاً: المعركة السياسية الفلسطينية- الأميركية في الأمم المتحدة

الخلافات داخل البيت الحمساوي يضع قادة الحركة في تخبط سياسي يسعى لمراعاة شعبية مكتسبة في الشارع العربي دون تأثرها بعمق أزمة الحركة في البحث عن مساحة مناورة تخرجها من تجليات الصراع المستمرة والضاغطة على الحركة والدول الراعية لها، خاصة بعد سلسة الإخفاقات التي ألمت بها في سير الحرب الدائرة، مما يدلل على حقيقة ثابتة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بعدم امتلاك الحركة استراتيجية مبنية على رؤية سياسية واضحة مدعومة بأوراق ضغط أو قوة تلجأ إليها في معركتها السياسية التي باتت تعتمد فقط على استغلال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع كسبيل وحيد في وقف الحرب، وهو ما استدعى من الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة الضرب بعرض الحائط كل المساعي لإيجاد هدنة في غزة، والذهاب بقوة نحو استمرار حرب ستحرق بيت حماس بنيران خلافات قادتها وتياراتها عاجلاً أم آجلاً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نادي لي على العيال بتوع الدولة الفلسطينية
حدوقه -

ترجمت لكم أخطر مقطع من العبرية إلى العربية ‏تصريح المجرم وزير الحرب النازي غالانت السري في جلسة حزب الليكود اليوم : ‏-لن تقام دولة فلسطينية لا في فترة حكومتنا هذه ولا في أي حكومة قادمة أخرى. ‏-السلطة الفلسطينية لن تطأ قدمها في قطاع غزة.،،