أي دور إيجابي للجامعة العربية؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أشاد الزميل الصحافي غسان شربل رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط في مقاله الأسبوعي المنشور صباح الاثنين 17 حزيران (يونيو) الحالي، الذي اعتدنا على قراءته ومتابعته بصورة أسبوعية، وهو يصور حالة استثنائية تستوقفنا في قراءته وبعمق، بالدور الفاعل والإيجابي للجامعة العربية، في مقاله الأخير: "حديث استقرار على ضفاف النيل"، ألتقط فيه الكثير من العبارات الجميلة في مضمونها، وفي طرحها، كما عودنا على ذلك الزميل الصحافي المخضرم، وعلى ما يبدو أنه أوغل في الإطناب في مدح الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في زيارته له التي عدّها مجرد زيارة صحافي لهذا المسؤول العربي الكبير، الذي برأيي لم يُفلح حتى الساعة من إقناع المواطن العربي بحضوره، وتبوء أمانة الجامعة العربية مكانتها، وكما يحب الشارع العربي.
وما لفت نظري، كما أشار الزميل شربل، أنّ أبا الغيط "يتعذب كثيراً كلما حدّق في مكتبه بخريطة العالمِ العربي". ويضيف كاتبنا الأشهر على لسان الأمين العام للجامعة العربية "قلقه من الوضع الدولي الحالي الذي يُحسن بالعرب الالتفات إليه. إنه وضع دولي شديد الخطورة، لأن الخطأ المكلف يبقى وارداً سواء على الساحة الأوكرانية، أو في محيط تايوان.. وكل هذا ينعكس في الشرق الأوسط حيث تواصل الحرائق اشتعالها، وينذر بعضها بمزيد من الالتهاب".
ويشير الزميل إلى أنَّ الأمين العام للجامعة العربية "قلق جداً من خطر استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي في غزّة والسياسة الانتحارية التي تتمسك بها حكومة نتنياهو، ولم يخفِ قلقه من احتمالات التفكّك السوداني، وترسّخ الانقسام الليبي، واستمرار لبنان أسيراً في الفخ الذي وقع فيه، وبطء استعادة سوريا لمواصفات الدولة المكتملة الأركان".
فزيارة رئيس التحرير إلى الجامعة العربية ما هي إلا زيارة صحافي لهذا الصرح العربي، الذي برأيي لم يفلح حتى الساعة في إقناع المواطن العربي بحضوره، وتبوء الجامعة العربية مكانتها وما لها دور، من المفروض، أنّه يغير كثيراً من الحال التي آلت إليه، ولكن، كما يبدو، أنها هي الأخرى تعاني كثيراً من الهموم والتراخي وعدم أخذ دورها بالشكل المطلوب، والفشل أكثر ما يكتنفها، وهذه حقيقة لا شكّ بدت راسخة للمواطن العربي الذي يتابع ويقرأ ويشاهد الأحداث الدامية في غزة وفي السودان وفي ليبيا، وفي سوريا وغيرها... وفي مجمل ما قاله رئيس تحرير الشرق الأوسط أن الجامعة ما هي سوى قارب يُبحر في بحر عاصف من الأزمات والتحديات والحساسيات.
إقرأ أيضاً: صلاح... وميركاتو صيفي ساخن!
ويظل السؤال قائماً عن ماهية الدور الإيجابي الذي فعلته وأحدثته الجامعة العربية حيال المواطن العربي الذي يعيش على الفتات في كثير من الدول التي تعاني أزمة اقتصادية خانقة وترهّل مؤسف.
الحالة بالمجمل بات يرثى لها، والخوف اليوم من حدوث حرب وشيكة وشاملة بين إسرائيل وحزب الله، والخوف من تخريب وتدمير بلد عربي آخر مثل لبنان، كما حدث في غزة والحالة التي انتهت إليها، من قتل وتشريد وتدمير وتخريب في البنية التحتية وجوع لم تشهده المنطقة كل ذلك ارضاء لفريق لم يكن قادراً على التصويب بالشكل المناسب، وما زال الحبل على الغارب!
إقرأ أيضاً: سالزبورغ النمساوية... الغد الأمل
إنّ الجامعة العربية، في حالة يرثى لها والسؤال أين يكمن دورها؟ ولماذا تعقد بين فترة وأخرى اجتماعات القمم العربية بحضور القادة والحكام العرب ما دام أنّ المواطن في عديد من الدول يعيش معاناة حقيقية، ولم يسبق أن انتفع بأي اجتماع بالمطلق، أو هناك أي أمل بالانتفاع منها في المستقبل؟ فلماذا إذن هي موجودة، وما الفائدة منها؟!
كثيرة هي التساؤلات التي تظل محطّ استغراب المواطن العربي حيال ما قدمته الجامعة ممثلة بقيادتها للمواطن العربي.. حيث بقيت نشاطاتها وقراراتها ونتائج اجتماعاتها حبراً على ورق!