الأنظار تتجه نحو الميركاتو الصيفي الذي يبدو أنه سيختلف عن سابقيه، وسيكون حاراً جداً، في ظل الانتقالات التي تشتمل ـ بالتأكيد ـ على نجوم كبار في عالم الكرة المستديرة، وعلى رأسهم اللاعبين الذين يلعبون في الأندية الإنكليزية التي تلعب في دوري البريميرليغ، لا سيما أنه الأشهر والأقوى، والأكثر متابعة وجماهيرية وإنفاقاً، ناهيك عما سنشهده من هجرة المدربين، سواء لجهة رحيلهم أو تغيير أماكنهم، من الألماني يورغن كلوب الذي رحل عن ليفربول بعد تسع سنوات قضاها في النادي الكبير وما يمثله من رمزية كمدرب عمّر طويلاً، بالإضافة إلى ماوريسيو بوكيتينو الذي أقيل من تشيلسي، وتشافي هيرنانديز من برشلونة، واستبداله بالألماني هانزي فليك، وإقالة ستيفانو بيولي من ميلان، وتوماس توخيل من بايرن ميونيخ، ورحيل الهولندي إريك تن هاج عن مانشستر يونايتد، وجوزيه مورينيو المدرب البرتغالي الشهير الذي ترك أجواء الكرة الأوروبية وانتقل إلى نادي فنربخشة التركي، وكانت النية توجهه إلى نادي القادسية السعودية الذي يلقى دعماً سعودياً غير عادي، وهو الذي سبق له أن حقق الكثير من النجاحات والبطولات مع أندية عملاقة، ومنها: ريال مدريد، إنتر ميلان، تشيلسي، بالإضافة إلى تجربته اللاحقة مع أندية مانشستر يونايتد وتوتنهام الإنكليزيين قبل توجهه إلى نادي روما الإيطالي وتحقيق أول لقب أوروبي في تاريخه، وبعدها أقيل من النادي بسبب إخفاقه، وغيرهم.
التقارير في أغلبها تؤكد أن نية اللاعب محمد صلاح، الذي يلعب في صفوف نادي ليفربول، تصوب على اللعب في صفوف نادي اتحاد جدّة الذي يَسعى جاهداً، وبكل إمكاناته، إلى ضمّ اللاعب المصري الذي ترك أثراً لا يُنسى في الدوري الإنكليزي مهما كلفه ذلك من دفع أموال لقاء إتمام الصفقة الرابحة بالنسبة إليه، في حين أنّ نادي ليفربول يقف في حيرة؛ فهل يتخلّى النادي العملاق عن اللاعب المخضرم الذي لا يمكن تعويضه في خط الهجوم، والذي كان له فاعلية وحضور كبير، وسجل الكثير من الأهداف وبثقة كبيرة، كما مرَّر مثلها؟
صلاح في الواقع أحيا فريق ليفربول، ودفع به إلى اعتلاء منصات التتويج، إلى جانب مدربه يورغن كلوب الذي رحل عن النادي وسط دموع اللاعبين، وكما قلنا تؤكد رغبة نادي اتحاد جدة الذي سجل نتائج مخيّبة للآمال في الموسم الحالي في دوري روشن الذي بات في آخر مراحله. خيبة أمل كبيرة صاحبت نتائج النادي، وتعرضه لخسائر مذلة ومخجلة أمام أندية ضعيفة كان النادي يتفوق عليها، ويتجاوزها في المرتبة والأداء والنتائج، إلا أنّ خيبة الأمل رافقته، وتفكر إدارة ليفربول السماح لصلاح بالرحيل حراً دون مقابل صيف العام المقبل 2025، أو التخلي عن اللاعب مقابل دفع أموال توازي قيمته ودخوله سوق الانتقالات للإفادة من الأموال وضخها لجهة جلب لاعبين آخرين، لا سيما أن النادي بحاجة إليهم بعد ترك صلاح مكانه، طوال فترة طويلة كان يشغلها.
نادي الاتحاد، وكما قلت، يرغب وبشدّة في ضمّه للنادي واللعب في صفوفه بعد أن خيّب كريم بن زيما جماهير وإدارة النادي في أداء دوره على أكمل وجه، ولم يسجل إلا ما ندر من أهداف خلال مسيرته في النادي. والأنكى من ذلك تراجع مستوى النادي إلى الوراء وبشكل مخيف، ولم يتمكن من رسم الصورة التي كانت جماهيره الغفيرة تظنها، فضلاً عن الجماهير التي تتابع وبشغف كبير دوري روشن الذي سبق أن استقطب نجوماً كبار مع نهاية العام الماضي.
إقرأ أيضاً: ثورة النهب والتصفيق!
إدارة نادي الاتحاد على استعداد لدفع ما قيمته أكثر من 150 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى دفع راتب أسبوعي يتجاوز 500 ألف جنيه إسترليني كرمى عيون محمد صلاح.
الدوري السعودي استقطب، وكما نوهنا، عدداً كبيراً من النجوم المخضرمين الذين يلعبون في الدوريات الخمس الكبرى، وأكبر عدد استقطاب لنجوم الدوري "البريميرليغ"، وصار بالتالي يشكل مصدر إزعاج للأندية الأوروبية التي لم تسلم من انضمام لاعبيها إلى دوري روشن الذي يلقى دعماً حكومياً واهتماماً على أعلى مستوى، وفي المملكة وجد اللاعبون تحفيزاً واهتماماً ورعاية قلما يجدونها في مكان آخر، وكانت هذه فرصتهم، ومن اللاعبين الذين استقطبتهم المملكة، ومن المنتظر أن ينضموا ويشكلوا إضافة مميزة للدوري العام نذكر: نيمار، كريم بن زيما، رونالدو، فابينو، فيرمينو، ساديو ماني، رونالدو، الحارس ألسون، والمدافع رافاييل فاران، والبرازيلي كارلوس كاسيميرو، والبلجيكي نجم مانشستر سيتي المتوج ببطولة الدوري الإنكليزي للمرة الرابعة دي بروين، إضافة إلى محمد صلاح المتوقع انضمامه هو الآخر إلى نادي اتحاد جدة مقابل مبلغ كبير.
إقرأ أيضاً: قليل من الشوق
الاستعانة بلاعب بحجم محمد صلاح، بلا شك، سيزيد صراع الدوري السعودي، ويُسهم في تحسين أداء نادي الاتحاد الذي يحتل ترتيباً متأخراً في الدوري على غير ما عود عليه جماهيره في المواسم السابقة، وهذا ما يرسّخ ويزيد من مكانة الدوري، ويحفّز من حضور لافت للجماهير التي تنتظر ما تخبئه الأيام لجهة انضمام صلاح، في حال علمنا أن حجم ما أنفقته الأندية السعودية في العام الماضي في سوق الانتقالات، وصل إلى ما قيمته 900 مليون دولار، وحلت الأندية السعودية في المركز الثاني بعد الأندية الإنكليزية التي أنفقت هي الأخرى ما قيمته أكثر من مليار دولار.
دوري روشن في الموسم المقبل سيكون مختلفاً تماماً عن سابقيه، من حيث النجوم، والرغبة في المنافسة بعد انضمام نخبة جديدة من اللاعبين الكبار، ومنهم ما زال في انتظار إبرام العقود النهائية، وهذا ما سيتقرر في الميركاتو الصيفي الذي سيكون ساخناً، بلا شك، في ظل هذه الرغبة في استقطاب نجوم عمالقة أثبتوا مكانتهم في الكرة المستديرة وعن جدارة.
التعليقات