التحرك الدبلوماسي السعودي يتطلب توافقاً سياسياً فلسطينياً يبدأ بنزع سلاح حماس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تواردت الأنباء من مصادر مطلعة ومتعددة حول جدية المباحثات بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس لتحريك مياه الجمود السياسي الذي افتعله بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، من جهة، وانعدام أوراق الضغط لدى حماس كجزء من المحور الإيراني الغارق في عجزه عن الخروج من مصيدة الحرب التي نصبها نتنياهو من جهة أخرى.
سياق المباحثات يأتي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من واقع قطاع غزة المرير وحماية الضفة الغربية من تصعيد عسكري إسرائيلي قاب قوسين أو أدنى، حيث تم الاتفاق على جملة مبادئ؛ تتسلم بموجبها السلطة الفلسطينية معابر القطاع كافة لتكون تحت ولايتها القانونية والسياسية، حيث تم بحث إيجاد موقع جديد لمنفذ بري قريب من شاطئ بحر غزة بالاتفاق والتوافق مع السلطات المصرية.
كما جرى الاتفاق على أن تتسلم حكومة تكنوقراط زمام الأمور داخل القطاع تمهيدًا لإعمار غزة في اليوم التالي كجزء من أراضي الدولة الفلسطينية، وهو ما يتطلب توافقًا وطنيًا فلسطينيًا خالصًا مع رؤية المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وبعيدًا عن أجندات إقليمية مشوهة أثبتت فشلها في خلق مقاربة سياسية تمنح الشعب الفلسطيني تحرره من احتلال جاثم فوق صدره.
تسريب نتائج المباحثات تزامن مع حراك واسع قاده الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مسرح الأمم المتحدة، وتوّجه إعلان المملكة العربية السعودية عن تشكيل تحالف دولي موحد من أجل قيام الدولة الفلسطينية. ليستمر هذا الحراك بزيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث تم عقد لقاءات بين القيادة الفلسطينية والقطرية لضمان تنفيذ تيارات حماس (الخارج وغزة) للاتفاق دون تعطيله، خاصة بعد أن طفت على السطح تكهنات قوية حول مصير يحيى السنوار وغيابه عن مشهد الحركة العام في الأيام القليلة المقبلة.
حماس بتياراتها تدرك أن الواقع اليوم يتطلب رؤية سياسية واقعية تحت سقف السلطة الفلسطينية تختلف بمفرداتها وشعاراتها عن مفردات وشعارات وعنتريات غوغائية تبنتها الحركة طوال شهور الحرب بحثًا عن وهم انتصار لن يتحقق، ولا يعكس الحقائق التي أصبحت جلية على أرض القطاع بل المنطقة عمومًا، والتي تمخض عنها -أي الحقائق- بالمحصلة إعادة ترتيب مراكز القوى في جغرافيا الشرق الأوسط.
إقرأ أيضاً: إيران تضحي بأدوات محورها.. لإنقاذ نفسها
جولات الحوار الفلسطيني &- الفلسطيني السابقة لم تحقق إجماعًا حول الإشكاليات بالساحة الوطنية الفلسطينية بل لم تقترب منها ولم تناقشها، وهو ما يضعنا أمام عقبات يجب حلها بإجماع فلسطيني منطلق من معاناة الشعب تحت معادلة وطنية واحدة فقط؛ دولة فلسطينية واحدة.. بنظام وقانون وسلاح شرعي واحد.
اليوم، أيّ عملية سياسية لإصلاح المشهد الفوضوي داخل الأراضي الفلسطينية محكومة بالفشل إن لم تمس بالمحرمات التي سوقتها بعض الفصائل قبل السابع من أكتوبر الماضي لخدمة مشاريع إقليمية، فلا يعقل أن يبقى الشعب الفلسطيني ومشروعه السياسي المتمثل بالدولة المستقلة رهينة مشاريع إقليمية عقيمة لا أفق لها، وهو ما يتطلب بجدية التخلص من سلاح الفصائل المنفلت غير المنضبط لقرار السلم والحرب الجامع حسب مقتضيات المصلحة الوطنية الفلسطينية. فعندما يحلّ السلاح غير الشرعي يحلّ الخراب، وهو ما أدركته حركة حماس بعد شهور الحرب الأولى، عندما أعلن وزير خارجية تركيا هاكان فيدان على لسان قادة الحركة عن استعداد الحركة لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي، وهو ما أكده فيما بعد خليل الحية.
إقرأ أيضاً: ترقية مكانة الحوثي في المحور الإيراني
بالنظر إلى تداعيات ذلك اليوم المشؤوم على الشعب الفلسطيني، وفشل المشروع الإيراني في الدفاع عن أدواته ومحوره تحت شعار وحدة الساحات، وازدياد فرص الحرب الإقليمية، والتفوق الإسرائيلي المدعوم من قطب العالم الأوحد والأقوى الولايات المتحدة، على الفلسطينيين إيجاد رؤية سياسية جامعة تتوافق مع تطلعات المجتمع الدولي لحل الصراع، مدعومة من المملكة العربية السعودية التي أطلقت تحالفًا دوليًا لإقامة الدولة الفلسطينية لكسر دوامة العنف والإرهاب الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
على منبر الأمم المتحدة قبل أيام معدودة، خرج الرئيس الفلسطيني بخارطة طريق فلسطينية تبدأ بوقف الحرب وتنتهي بمؤتمر سلام لسحب الذرائع من نتنياهو، ولتأسيس أرضية كمنطلق توافقي فلسطيني مع رؤية الرياض الساعية لإقامة دولة فلسطينية لتحقيق الاستقرار والسلم في المنطقة. وهو ما يستدعي من حركة حماس مواقف سياسية علنية، فلا يكفي أن ترسل الحركة رسالة اعتراف بالشرعية الدولية لأمين عام الأمم المتحدة، أو اتفاق مع قيادات السلطة وحركة فتح داخل الغرف المغلقة، بل يجب إظهار مواقف سياسية علنية أولها الانفكاك عن المحور الإيراني، وتسليم سلاحها لضمان عدم خوض مغامرات عسكرية غير محسوبة تجلب المزيد من الويلات على الشعب الفلسطيني المنهك من تجارب هدمت ما سعى إليه للوصول نحو دولته.
إقرأ أيضاً: حواضن "النفوذ الإيراني" الفوضوية
مجدداً، التوافق الفلسطيني حول رؤية سياسية جامعة بثقل دبلوماسي تقدمه المملكة العربية السعودية بإطار تحالف دولي ينطق بالحقوق الفلسطينية المشروعة لإحراز اختراقات داخل المجتمع الدولي تدفع بالمحصلة لتحقيق حل الدولتين بخطوات سياسية فاعلة، فرصة يجب التقاطها لتجاوز المرحلة السوداء التي مرّ بها الشعب الفلسطيني، مما يستلزم بحث ما سمي سابقًا بالمحرمات في مقدمتها سلاح حماس وغيرها من الفصائل التي اندثرت قدراتها العسكرية سريعًا أمام آلة الحرب والبطش الإسرائيلية، سلاح مقيت لم يخدم قضية الشعب العادلة بل كان نقمة وبلية ونكبة جديدة على الشعب الفلسطيني.
التعليقات
نزع سلاح بعد كل ماحدث؟!
ابن العراق -هل بقي سلاح عند حماس لتنزعه؟ ولماذا لانطلب من الكيان أيضاً نزع السلاح بالمقابل؛ أو إيقاف آلة قتله الأمريكية الصنع ضد الفلسطسنيين، ومالفرق بين مانعرضه على حماس من نزع سلاحها وبين مايطمح نتنياهو لتحقيقه؟ ياحماس قومي بنزع سلاحكِ وإلاّ.... أليس هذا انحياز كامل بلا قيد ولاشرط إلى جانب معتدٍ أثيم وظالم على جانب معتدىً عليه ومظلوم، أمن العدل والمروءة والنخوة والشهامة والعروبة أن نطلب من إخوانٍ لنا بأن يقوموا بإجراء مفروض عليهم لايخدم إلا أعداءنا؟ هل هذا هو ثمن دماء أكثر من أربعين ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، وثمن مئات الآلاف من الذين هُدِّمت بيوتهم على رؤوسهم ويبحثون اليوم في العراء على ملجأ ومعين ولا من مجيب وإنما أصوات تدوّي مع صوت العدو الغادر: انزعوا سلاحكم؟!
...
احمد الجبوري -تحرككم الدبلوماسي ,, , يبدا بنزع سلاح حماس ,, يعني اهم امنيه لنتنياهو عايزين تحققوها له ,, يعني لو حماس بدها توافق على نزع سلاحها كان وافقت من اول يوم و ليش تنتظر حتى يستشهد 25000 طفل ,,
فات الميعاد
فول على طول -لا حماس بعد اليوم ..ولا معابر بعد اليوم . ولا غزه بعد اليوم .والقضيه ماتت ودفنت بعد يوم 7 اكتوبر والعالم كله شاهد على ذلك ويؤيد ذلك ..الأغبياء فقط والمشعوذون لا يرون أمام أعينهم . .
إعلام متصهين وتابع للصهاينة ،،
حدوقه -إعلام الليكود العربي المتصهين ، يحتفي بتصريحات الجزار نتن ياهو وعصابته من المجرمين الصهاينه وتهديداته وأكاذيبه ، و يكررها على مدار الساعة ، اكثر من احتفاء القنوات الصهيونية بها ؟! العجيب ان القنوات الصهيونية اما تتجاهلها او تنتقدها ،،!! اما من يصفهم اليهود بالحشرات البشرية واقفين كتفاً لكتف مع مهيني مقدساتهم .
عاجل لأخوان الصهاينة بتوع جماعة فتحيه وبتوع غجر المهجر ،،
بلحه -عاجل لأخوان الصهاينة | إذاعة الجيش الصهيوني : 300 ألف يهودي تقدموا للحصول على خدمات المساعدة النفسية خلال عام من الحرب ،،
7 اكتوبر مجيد ,,
بلال -لو كانت المقاومة في غزة تعرف او تتوقع ان صروح اليهود ستنهار بهذا الشكل كانوا دفعوا بعشرات الالوف من مقاتليهم بل ادخل نصف سكان غزة إلى مغتصبات غلاف غزة ، الخبر الصادم لنتن ياهو ، ان سكان غلاف مغتصبات غلاف غزة لا يريدون العودة اليها بعد انتهاء الحرب ،،
يا اخوة القردة والخنازير ،،
بلحه -مقطع متداول لجنود صهاينة يبكون و يصرخون من داخل الدبابات المدرعة ويتحدثون لقادتهم "أخرجونا من غزة" بدون سلاح الجو لن نستطيع هزيمتهم أرجوكم أخرجونا من غزة فورا" ،،
كلما قربت نهايته زاد توحشه ،،
حدوقه -تشير تجارب التاريخ إن لكل شعب خاض معركة التحرّر من الاحتلال، اسم وتاريخ مماثل في الغالب؛ سيشكّل محطة نحو التحرير النهائي. وهو سيكون في الغالب معجونا بالمعاناة ورقم مهول من التضحيات، لأن عادة الغزاة أن يُفرطوا في الوحشية حين يشعرون بقرب النهاية. عن كيان الصهاينة الذي يعبده المتصهينون والعملاء والجبناء أتحدث ،،