كتَّاب إيلاف

إسرائيل في جنوب لبنان

أحدثت الهجمات الإسرائيلية دماراً هائلاً في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تخطت إسرائيل الخط الأزرق وتقدمت قواتها داخل جنوب لبنان مع انسحاب للجيش اللبناني وهروب لعناصر حزب الله في عملية ادعت إسرائيل أنها محدودة، مع وجود شكوك حول النوايا الإسرائيلية ومدى حدود عملياتها وانتشار قواتها في جنوب لبنان. فمن الواضح أن العملية الإسرائيلية عبارة عن خطة جديدة للاجتياح والاحتلال والتوسع حتى جنوب نهر الليطاني، كما فعلت في عام 1978، حيث بقيت هناك حتى عام 2000، ولمدة 23 عامًا. ودائمًا ما تسعى إسرائيل إلى انتهاز أي فرصة لاحتلال الأراضي العربية بذريعة أو بأخرى، كما تبحث عن نقل المعركة خارج حدودها.

تواجد حزب الله في جنوب لبنان واستهداف صواريخه لإسرائيل كان ذريعة للاجتياح واستعادة ما خسرته في عام 2000. وربما تعيد إسرائيل تنظيم جيش لبنان الجنوبي العميل، فمن سيكون العميل الجديد الذي يعيد عار سعد حداد وأنطوان لحد؟ هل سيكون اسمه مفاجأة مدوية، أم سيكون شخصية غير معروفة من الخونة المندسين؟

إقرأ أيضاً: إيران والثأر الإسرائيلي

هل ستبقى إسرائيل فترة محدودة في جنوب الليطاني، أم سيكون وجودها مثل تواجدها في مزارع شبعا وقرية الغجر المحتلتين، حيث تضُم جنوب لبنان لها كما ضمت الجولان المحتل سابقًا، وتنقل الجدار العازل على نهر الليطاني، وتزيل الخط الأزرق من خرائط الأمم المتحدة، وتنقل القبعات الزرقاء شمالًا من نهر الليطاني؟ بهذا الشكل، ستكون إسرائيل قد استعادت جنوب لبنان الذي انسحبت منه عام 2000 وقطاع غزة الذي خرجت منه مجبرة عام 2005 بخطة ارتباط أحادية الجانب.

إقرأ أيضاً: طريق الموت يمر بالضاحية

بفضل عنتريات إيران أو تحالفاتها، استطاعت إسرائيل القضاء على حماس وحزب الله في نفس الوقت، وتحصين حدودها بمنطقة عازلة شمالًا، وإزالة تهديد حماس جنوبًا، وقطع اتصال القطاع بمصر، وتعزيز قدراتها العسكرية والأمنية. فهل فعلاً أرادت إيران بأتباعها العرب خيرًا، أم دفعت لهم السم في العسل وأكفان الموت بدلاً من آمال الحياة؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف