أثناء الأزمة السورية، صرح حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن "طريق القدس يمر بالقلمون وبالزبداني وعدد من المدن السورية" الجريحة. وكان نصر الله في خطاباته النارية يؤكد أن حزب الله لا يُقهر ولا يُغلب. ومن يتابع خطاباته يجد ثقة عمياء، تستند إلى حالة الكهنوت التي تلبّسه كزعيم ديني، إضافة إلى الدعم الإيراني والسوري، مدعيًا أنه سيحرق إسرائيل بضغطة زر.
خلط حسن نصر الله بين القيادة الفردية والقسرية والتابعة، وكان معتقده هو الموجه له، إذ يرى أن المرشد الأعلى في إيران على خامنئي إمامه وسيده وقائده، بينما يعتبر البقية لا شيء.
وبحكم تربيته وتعليمه الشيعي المتشدد، كان حاقدًا على كل ما هو سني، إلا في حالة واحدة، وهي عندما يجند قيادات سنية متخبطة المعتقد لقيادة جماعات متشددة تخدم المشروع الإيراني فقط. وقد كان شديد التبعية لإيران، حتى تخلت عنه للمحافظة على مصالحها.
رهن لبنان لصالح القرار الإيراني، مما حول سويسرا الشرق إلى بلد متخلف بلا حكومة ولا ميزانية، تسوده الطائفية المستعلية من قبل الشيعة، حيث يُعتبر كل شيعي حزبي في لبنان فوق القانون والنظام، فكيف بمن كان من قيادات أو كوادر حزب الله الذين عاثوا في لبنان فسادًا.
ارتبط اسمه بالإرهاب الحركي، وقد تولى بنفسه تنفيذ الاغتيالات والتصفية الجسدية، وامتلأت قائمة هذه الاغتيالات بأسماء قيادات وشخصيات لبنانية فاعلة كانت تعمل لصالح وحدة لبنان ونهضته، ومن أهمها اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط (فبراير) 2005 بانفجار ضخم في منطقة السان جورج في بيروت، والقائمة تطول.
إقرأ أيضاً: الشيعة العرب والإدراك المتأخر
لم يكن حسن نصر الله يومًا رجل دولة، بل هو زعيم حزبي بامتياز، وعجز عن تجاوز هذا المستوى حتى في خطاباته وظهوره الإعلامي. وكان بإمكانه فرض إجراءات دستورية وتبديل أسلوب الحكم في لبنان، لكن قدراته ومستوى تطلعاته، إضافة إلى تبعيته لإيران، وتواضع تجربة مستشاريه السياسية، وتخوفه من المعارضة الداخلية والخارجية، منعه من السيطرة على الحكم، حتى ولو بانقلاب دموي. فضّل حكم الشارع بدلًا من الدولة، فأصبح في لبنان فوضى قيادية مع عربدة وطائفية من حزبه.
مارس دور قائد العصابات فاتخذ من تهريب المخدرات وسيلة للكسب ومصدرًا للتمويل، فاستهدف الداخل اللبناني ووفّر الحماية والرعاية لتجار المخدرات، مما أغرق دول الإقليم بالمخدرات مستهدفًا شبابها.
إقرأ أيضاً: السلطة الفلسطينية في خطر
أخيرًا، خانته حساباته الخاطئة وتقديره السيء للموقف في صراعه مع إسرائيل، حيث دكت إسرائيل معقله في الضاحية الجنوبية ببيروت بأطنان من المتفجرات في عملية استهداف دقيقة، وفق العقيدة القتالية الإسرائيلية المتوحشة، كتوحش وهمجية حزبه الذي ارتكب المجازر ضد الشعب السوري، أطفالًا ونساءً وكهولًا وأبرياء، وأصبح أثراً بعد عين.
التعليقات