كتَّاب إيلاف

ردود أفعال النظام الإيراني على رئاسة ترامب الثانية

إيرانيون يطّلعون على الصحف المحلية في طهران بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يكشف المشهد السياسي في إيران، وخاصة في ضوء التطورات الدولية، أنَّ النظام الحاكم انتهج منذ فترة طويلة سياسة مواجهة السخط الداخلي من خلال القمع. ويراقب النظام عن كثب الأحداث المحلية والدولية لتقييم تأثيرها على السخط العام المتزايد. وقد اكتسب هذا أهمية خاصة مع العزلة الدولية المتزايدة والأزمات الاقتصادية التي تهدد بقاء النظام. وتحمل التطورات السياسية في الولايات المتحدة، وخاصة نتائج الانتخابات، آثارًا بالغة الأهمية على مستقبل النظام الإيراني. وفي حين ينكر المرشد الأعلى علي خامنئي وغيره من القادة علنًا مثل هذا التأثير، فإن ردود الفعل الأولية تكشف الحقيقة.

وعلق أحمد زيد آبادي، وهو منظّر من التيار الإصلاحي المزعوم داخل النظام، على العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة: "إن وجود شخصية نرجسية ومخادعة وغير متوقعة في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات أخرى هو عذاب لأشخاص مثلي على بعد آلاف الكيلومترات".

وأضاف زيد آبادي: "المشكلة الأساسية هي أننا لا نعرف كيف سيتعامل ترامب مع الأزمات العالمية، وخاصة أزمة الشرق الأوسط. شخصيًا، سأحتاج إلى ثلاثة أيام من التأمل في الجبال المحيطة بقرية شور تشمه لإعادة تنظيم أفكاري وفهم الظروف الجديدة".

وأكد أيضًا على محدودية قدرات إيران: "إذا تصرف ترامب بعدوانية في منطقتنا، فكيف يمكننا مواجهته؟ قدراتنا محدودة، في حين أن جهازه التنفيذي يمتلك قوة هائلة!"

كما أبدى زيد عبادي قلقه من احتمال عودة ديفيد فريدمان إلى الإدارة الأميركية، قائلاً: "لا أستطيع أن أتحمل فكرة عودة ديفيد فريدمان إلى موقع قوة في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط! هل المشاكل الثلاث المذكورة ليست كافية لتسليط الضوء عليها أكثر؟".

وفي مقابلة سابقة مع صحيفة "هم ميهن"، أشار زيد عبادي: "إذا افترضنا أن دونالد ترامب استعاد الرئاسة وشخصيات مثل جاريد كوشنر ومايك بومبيو عادت إلى السلطة، فإنهم سيدفعوننا إلى الخضوع في ظل ظروف مهينة. وإلا فإنهم سيصعدون ويبدأون الهجمات... في بعض الأحيان تضطر الحكومات إلى الاختيار بين السيئ والأسوأ. في ظل الظروف الحالية، نحتاج إلى إيجاد الخيار الأفضل لبلدنا. إن استمرار الصراع يعني المزيد من الضربات لإيران، والتي قد تمتد إلى ما هو أبعد من الضربات العسكرية لتؤثر على مكانتها السياسية وحتى خلق أزمة وجودية".

إقرأ أيضاً: الدائرة المفرغة من الفساد والبؤس في اقتصاد إيران

وعلى نحو مماثل، أعرب صادق حسيني، وهو من منظري النظام البارزين، عن مخاوفه بشأن عودة ترامب وتأثيرها السلبي على النظام الإيراني على قناته على تيليجرام: "قبل أربع سنوات، عندما انتُخب بايدن، قلت إن ترامب والترامبية سيعودان بقوة ويفوزان في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وحذرت مرارًا وتكرارًا من أن الوقت ينفد، وأننا بحاجة إلى إجراء إصلاحات داخلية وتعزيز موقفنا في المنطقة والعالم قبل عودة ترامب. ومع ذلك، لم يتم فعل أي شيء".

إقرأ أيضاً: الأمن والحقد في خطاب خامنئي: تحليل للأبعاد الخفية

ويتوقع حسيني أيضًا أن تكون ولاية ترامب الثانية أكثر خطورة، متوقعًا ضغوطًا مبكرة على النظام الإيراني، وخاصة من خلال انخفاض عائدات النفط. كما يتوقع أن تواجه الولايات المتحدة النظام الإيراني علنًا، وبالتالي زيادة المخاطر الاقتصادية وتعقيد عملية صنع القرار الإقليمي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف